في شهر رمضان يزيد الاستهلاك بنسبة تقدر بـ50%"، بحسب تصريحات للدكتور علي المصيلحي، وزير التموين، إلا أن معظم المصريين صاروا مجبرين على تقليل نسبة الزيادة في الاستهلاك، وفقا لجميع خبراء الاقتصاد.
ورغم أنه في عصر "التعويم" لا صوت يعلو فوق صوت "التقشف"، فإن الحال يكذب الوزير، فالمصريون أنفقوا نحو 14 مليار جنيه على "الإفطار" و"السحور" في الـ 10 أيام الأول من شهر رمضان، مقارنة بـ 10 مليارات أنفقوها في نفس الفترة من العام الماضي.
أوضح تقرير صادر عن مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء، في يونيو من العام الماضي، أن الأسرة المصرية تنفق نحو 44.9% من إجمالي ميزانيتها على الطعام سنويا بمقدار 200 مليار جنيه.
وأكد التقرير أن شهر رمضان يستحوذ على 15% من حجم الإنفاق، بمقدار 30 مليار جنيه، أي في اليوم الواحد مليار جنيه، وهو ما يشير إلى أن الطعام يأتي في المرتبة الأولى من إنفاق الأسرة المصرية، موضحا أنه خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان يستهلك المصريون 2.7 مليار رغيف، و10 آلاف طن فول، و40 مليون دجاجة.
الحسابات تتغير
مع حلول شهر رمضان، أعدت شركة "إبسوس" للأبحاث واستطلاعات الرأي استطلاعا حول معدلات استهلاك المصريين في رمضان الحالي.
وتوقعت الشركة أن تزيد نسبة الإنفاق على المأكولات لتصل إلى 55%، أي أكثر من نصف ميزانية المصريين، بزيادة تقدر بنحو 10% على العام الماضي، مشيرة إلى أن 15% فقط من ميزانيات الأسر المصرية ستذهب لشراء الملابس.
أما بالنسبة للأعمال الخيرية في رمضان، فتحتل المرتبة الثالثة من أولويات إنفاق المصريين خلال شهر رمضان بنسبة 13%، في صورة تبرعات وصدقات ومبادرات أهلية لتوزيع شنط رمضانية تحتوي على سلع غذائية.
وفقا لـ"إبسوس" ينفق المصريون 6% من ميزانياتهم على المتنزهات والليالي الرمضانية مساءً، ونسبة 3% لاحتياجات عادية أهمها "السجائر"، حيث يستهلك المصريون كميات كبيرة منها في الفترة من الإفطار حتى السحور.
ويجمع خبراء الاقتصاد على ارتفاع فاتورة استهلاك المصريين في رمضان هذا العام إلى 45 مليار جنيه، بزيادة 50% على العام السابق، لسببين رئيسيين، أولهما الزيادة السكانية الكبيرة، إذ بلغ عدد سكان مصر- في مثل هذا الشهر من العام الماضي- نحو 91 مليون نسمة، أقل بنحو 2 مليون نسمة عن الوقت الحالي، إذ أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، نهاية مايو، بلوغ عدد سكان مصر في الداخل 93 مليون نسمة.
والسبب الثاني، وهو الأهم، يكمن في ارتفاع سعر صرف الدولار بأكثر من 100% على العام الماضي، إذ بلغ سعره في رمضان الماضي نحو 8.85 قرش بالسوق الرسمية، و10.55 بالسوق السوداء، فيما يتخطى اليوم- بعد تحرير سعر صرف العملة في نوفمبر- حاجز الـ 18 جنيها.
وترصد "أهل مصر" في التقرير التالي استهلاك المصريين في الأيام العشر الأول من شهر رمضان من المنتجات الأساسية، "دواجن، بيض، أرز، سكر، فول".
الدواجن
يبلغ متوسط الاستهلاك الشهري من الدواجن 60 ألف طن، وفى شهر رمضان يزداد الاستهلاك بنسبة 25%، وفقا للدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، مشيرا إلى أن المصريين استهلكوا نحو 16 مليون دجاجة في الأيام العشر الأوائل من الشهر الكريم، بنحو 870 مليون جنيه.
وأضاف "السيد" أن سعر كيلو الدواجن وصل في المزارع 30 جنيهًا، ليباع بحد أقصى 35 جنيهًا في الأسواق، مشددا على أنه "يجب ألا نتكالب على المنتجات، النمط الاستهلاكي فيه مشكلة عندنا.. الكتكوت مع أول رمضان وصل 12.5 جنيه، وهذا الأغلى في تاريخ مصر، كما أن سعر الدواجن هو الأغلى على الإطلاق".
فيما قال أحد بائعي الدواجن: "مفيش موسم خالص أقل من العادي، لما البانيه يبقى بـ 75 جنيه الناس هتاكل إيه؟ الشيش الكيلو بـ 70 جنيه، وكيلو الفراخ البيضاء بقت بـ 34 جنيه والبلدي بـ 38 والحمام بـ 55.. أنا شغال حلاوة روح بدل ما أقعد في بيتي ، البط الكيلو بـ 48 جنيه بدل من 28 جنيه، بدل ما أبيع 20 بطة و30 بطة بعت بطتين ولا 3".
وأضاف: "الهياكل كانت الأول بتترمي.. دلوقتي ليها سعر وهي اللي بتكسبني وهي اللي بتخسرني وصل سعرها 15 جنيه، ومفيش أي حركة بيع وشراء".
اللحوم
من جانبه، قال شلبي جابر شلبي، عضو شعبة القصابين بالغرف التجارية، إن إقبال المصريين على شراء اللحوم يزيد في شهر رمضان على معظم شهور السنة، وإن كنا نلحظ قلة الكميات المستهلكة عن الأعوام السابقة نظرا للارتفاع المطرد في الأسعار، مشيرا إلى أنه "بالنظر لحجم الإنفاق على اللحوم خاصة، تجد أنه أكبر من السنوات الماضية، رغم قلة الكميات، وذلك لفروق الأسعار".
وأضاف أن حركة البيع والشراء ضعيفة للغاية، قائلا: «السوق نايم، ومفيش ولا بيع ولا شراء، وربنا يصلح الحال».
البيض
أكد رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن جملة استهلاك البيض تصل إلى 8.9 مليار بيضة سنويًا، بمعدل 700 مليون بيضة شهريًا، تزداد في رمضان لتصل إلى 900 مليون بيضة، جميعها من الإنتاج المحلي.
وأضاف: "كرتونة البيض بـ 33 جنيه، وهيفضل غالي بسبب الإقبال الشديد عليه من محلات الحلويات والأفران والأشخاص لاستخدامه في وجبتي السحور والإفطار"، مشددا على أن الأسعار لن تنخفض إلا في أواخر شهر رمضان.
الفول
قال نصر متولى، رئيس شعبة مستوردى الحبوب بالغرفة التجاربة بالقاهرة، إن استهلاك المصريين من الفول يرتفع خلال شهر رمضان بنسبة 25% على الأقل، بسبب وجبة السحور التي لا تخلو من الفول في أي بيت مصري، مشيرا إلى أن إجمالي استهلاك المصريين من الفول سنويا يبلغ نحو 450 ألف طن، 90% منها مستوردة.
وارتفع سعر الفول قبل شهر رمضان ليسجل الطن المستورد 500 دولار مقابل 300 دولار العام الماضى، كما ارتفع معه سعر كيلو الفول المستورد للمستهلك إلى 10 جنيهات مقابل 7 جنيهات العام الماضي، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار كيلو الفول البلدى إلى 15 جنيها مقابل 8 جنيهات العام الماضي.
وقال الباشا إدريس، عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية، رئيس شعبة البقوليات بالغرفة، إن مصر تعتمد على الاستيراد فى سد حاجة السوق بنسبة 95%، مبينا أن مصر تعتبر الدولة الأولى عالميا التى تستهلك الفول، بمعدل حوالى 500 ألف طن سنويا.
الأرز
قال رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز بغرفة صناعة الحبوب ومنتجاتها باتحاد الصناعات، إن الاستهلاك الشهري من الأرز يصل إلى 275 ألف طن شهريا، بينما يرتفع الاستهلاك بمقدار 100 إلى 125 ألف طن إضافية، ليصل الإجمالي إلى نحو 400 ألف طن خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أنه تم استهلاك نحو 133 ألف طن في الأيام العشر الأوائل من شهر رمضان.
وأوضح "شحاتة" أن استهلاك المصريين من القمح والأرز يزيد بمعدل من 4.5 إلى 5 ملايين طن على المعدل العالمي، بما يبلغ نحو 2.5 مليار دولار.
عصير وزبادي
قال معوض عمران، عضو الشعبة العامة للمواد الغذائية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن شهر رمضان أكثر الفترات التي يستهلك فيها المصريون منتجات الألبان، مشيرا إلى أن استهلاك المصريين في المواد الغذائية خلال شهر رمضان يزيد بنسبة لا تقل عن 30 في المائة.
وأوضح "عمران" أن نسبة الاستهلاك في الزبادي والألبان تكاد تصل إلى نحو 100 في المائة خلال شهر الصيام.
كما يشهد قطاع الألبان ومنتجاته من الزبادي والجبن زيادة في الاستهلاك بنسبة 25%، مقارنة بباقي شهور العام، مشيرًا إلى أن إنتاج الجبن الأبيض يقدر بنحو 60 ألف طن سنويًا، ووفقًا للتقديرات، فإن حجم إنتاج العصائر يرتفع بنسب تتراوح بين 20 و25% خلال شهر رمضان، ويصل الإنتاج سنويًا إلى 250 مليون لتر.
السكر
قال حسن الفندي، رئيس شعبة السكر بغرفة الصناعات الغذائية، إن حجم استهلاك السوق المصرية سنويا من السكر يقدر بـ 3 ملايين طن، ومعدل الاستهلاك الشهري يصل إلى 250 ألف طن، والمعدل يرتفع بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان ليصل إلى 400 ألف طن، وذلك تبعا لنمط الاستهلاك من استخدام السكر في المشروبات والحلويات، ومستلزمات العيد "الكعك والبسكويت والشيكولاتة وغيرها".
وأوضح "الفندي" أن معدل الاستهلاك في الأيام العشر الأول من الشهر بلغ نحو 133 ألف طن.
نقلا عن العدد الورقي.