قصة ثأر قديم بين "ترامب" و"تميم".. "موزة" رفضت دخوله السوق القطري في 2010.. والأمير المهدد يعرض 800 مليون دولار "صفقة" على رئيس أمريكا

ترامب
كتب : سها صلاح

كشفت مصادر أمريكية، عن ثأر قديم بين «ترامب» و«تميم»، يعود إلى عام 2010، قد يكون السبب فى تغير الموقف الأمريكى من قطع العلاقات مع قطر، وتحول الدفة الأمريكية إلى الوقوف ضد قطر، حيث ذكرت المصادر أن ترامب وابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، حاولوا الحصول على تمويل لاستثمارات متنوعة خلال السنوات الأخيرة من شخصيات بارزة فى قطر.

ووفقاً للمصادر، فإن مثل هذه المحاولات التى لم يعلن عنها من قبل، أصبحت ذات أهمية خاصة اليوم، جراء الأزمة الدبلوماسية التى تعانى منها قطر، وعرضتها للعزلة تمامًا، بعد قرار عدد من الدول العربية، وعلى رأسهم مصر والسعودية والإمارات، بقطع العلاقات مع دولة قطر.

وكان ترامب، وصفت دولة قطر، بأنها كانت تاريخيًا ممولة للإرهاب على أعلى المستويات، وهي التهمة التي جاءت بعد ساعة فقط من تصريح لوزير خارجيته ريكس تيلرسون ناشد فيه دول مجلس التعاون الخليجى تجنب المزيد من التصعيد، حاثًا إياها على الدخول فى حوار لحل الأزمة فى أسرع وقت ممكن، تلك الأزمة التى وضعت قطر فى صدام مباشر مع تحالف يضم السعودية ومصر ودولة الإمارات والبحرين.

وأشار تيلرسون فى تصريحه، إلى أن أمير قطر حقق تقدمًا فى وقف الدعم المالى وفى طرد العناصر الإرهابية من بلاده، وهذا ما عبرت عنه فى نفس الوقت سفيرة الولايات المتحدة في قطر دانا سميث التي غردت عبر «تويتر» تقول إن «قطر شريك مهم فى مكافحة تمويل الإرهاب».

وذكر «كلايتون سويشر»، وهو صحفى تحقيقى ومؤلف كتابين عن الصراع العربى الإسرائيلى، أن هذه الشراكة ليست بالكلام فقط، حيث إن قطر تستضيف قاعدة العديد الجوية، مقر القيادة المركزية الإقليمية، والتى تنطلق منها القاذفات الأميركية يوميًا فى طلعات لقصف مواقع تنظيم داعش وتنظيم القاعدة.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية، ردت على «الأزمة القطرية» في البداية، بالإشادة بالتزام قطر بمحاربة تنظيم داعش، كما عبر وزير الدفاع نفسه جيمس ماتيس عن ثقته من أن النزاع لن يعيق مساهمة قطر في هذه الجهود.

ولفت «كلايتون سويشر» إلى أنه نظرًا لشبكة المصالح المتداخلة والتعاون الوثيق بين أمريكا وقطر، ذهب الكثيرون يبحثون عن سبل لتفسير هذا الانحياز المفاجئ فى النزاع لدى ترامب ضد قطر.

يرى البعض أن الأمر لا يكمن فى عالم السياسة، وإنما فى تاريخ الصفقات التجارية التى كان يبرمها ترامب مع مختلف الأطراف الضالعة فى النزاع.

وكشف «سويشر» أن مؤسسة ترامب، والتي يديرها حاليا ابنه دونالد الابن، تجري محادثات مع رجال أعمال إماراتيين لتلقى عدة مليارات من الدولارات لمشاريع استثماريةن بالإضافة إلى ملعبى الجولف الموجودين فى دبى.

وأكدت مصادر أن ترامب كان لديه سابقًا ما لا يقل عن ثمانى شركات تجارية مسجلة فى جدة لوحدها.

وقالت مصادر أمريكية، إن هناك استياء فى أوساط القطريين، وعبر عدة أشخاص عن مخاوفهم من أن يكون انحياز ترامب ضد بلدهم، نابعًا من إخفاق سلسلة من المحاولات التي قام بها هو وصهره زوج ابنته جاريد كوشنر قبل سبعة أعوام لإبرام صفقات استثمارية مع القطريين، لم يفصح أحد عنها.

وفى عام 2010، وبينما كانت الأسواق ما زالت تحت إخفاق الأزمة الاقتصادية العالمية التى وقعت عام 2008، كانت قطر تنعم بوفرة من النقد، الأمر الذى جلب إليها أعداداً لا تحصى من مدراء الشركات ومندوبى الحكومات الأجنبية، بعضهم جاء يبحث عن السيولة، وبعضهم جاء يسعى وراء البطانات الفضية فى خضم حالة الفوضى العارمة على المستوى العالمى.

وكان ترامب بحب المصادر، ضمن الفريق الثاني، حيث كان وقتها يشغل منصب المدير التنفيذى لمؤسسة ترامب، وكان في نفس الوقت يقدم برنامجاً من نمط تلفزيون الواقع الأميركى اسمه «ذي أبرينتيس».

وسافر ترامب فى عام 2010 برفقة ابنته إيفانكا فى زيارة إلى الدوحة، لعقد اجتماعات منفصلة مع عضو مجلس إدارة سلطة الاستثمار القطرية الدكتور حسين العبد الله، وكذلك مع الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى، الذى كان حينها يشغل منصب وزير الخارجية ورئيس مجلس الوزراء، ولم يستجب أي من الرجلين لطلباته.

وأكدت المصادر أنه فى ذلك الوقت كان الرجلان يشكلان العقل المدبر لقطاع المال والاستثمار فى قطر، ويذكر أن سلطة الاستثمار القطرية هى ثاني أكبر صندوق ثروة سيادى فى العالم، تقدر قيمته الحالية بما يقرب من 338 مليار من الموجودات التى تخضع للإدارة".

وقال مصدر أمريكى حصل على تسجيلات بتلك المحادثات التى جرت مع ترامب فى عام 2010، إن ترامب توقف فى الدوحة، حيث شملت رحلته أيضا وقفة فى دبي وأخرى فى أبو ظبى، ليجمع المال لإنقاذ صندوق عقارى متأزم، وبدأ ترامب حديثه مع المسؤولين فى سلطة الاستثمار القطرية بالتباهى بما حققته مؤسسة ترامب الدولية من نجاحات وبالعديد من الصفقات التي نجح شخصياً فى إبرامها.

وقبل أن ينتهى ترامب من سرد سيرته الذاتية، قاطعه الدكتور عبدالله، أحد كبار المدراء التنفيذيين فى سلطة الاستثمار القطرية، ليقول له: «نعلم من أنت ونعرف ما الذى فعلته حتى الآن، أخبرنا ما الذى بإمكانك أن تعمله لنا الآن»، وأشار المصدر إلى أن الطريقة التى قوطع بها ترامب يبدو صدمته، فقد منى نفسه بأن مضيفيه إن لم يعربوا له عن امتنانهم فسيعربون له عن إعجابهم به وبإنجازاته، إذ تكرم من فى مثل مكانته أن يزور العاصمة القطرية ليجتمع بهم.

ولم يعد بإمكان ترامب أن يكمل الاجتماع، والذى انتهى بشكل مفاجئ وسريع حسب أحد الرواة، وخرج ترامب من الغرفة بغضب، ولم تنتهى محاولات عائلة ترامب، بل استأنفتها إيفانكا ترامب حينما عادت إلى الدوحة بعد عدة أشهر برفقة زوجها جاريد كوشنر، وهو بحد ذاته من أثرياء قطاع العقارات ومستثمر فى الإعلام، وجاء كوشنر بفكرة جديدة أراد طرحها على القطريين للاستثمار هذه المرة فى مشروع عقارى مختلف، فمن خلال صداقته الشخصية مع نجل الأمير بندر بن سلطان، واسمه خالد، تمكن جاريد خلال رحلته تلك من الدخول على عدد من رجال الأعمال الناجحين من القطريين الشباب.

ونزل جاريد مع زوجته فى فندق فور سيزنس الدوحة، وتؤكد المصادر فى تفاصيل الزيارة أن الأجواء بين الضيوف والمضيفين كانت أفضل، إن لم تكن أدفأ، وكان جاريد يبيت فى نفسه شيئاً يريد عرضه على مضيفيه القطريين، فقد كان فى أمس الحاجة إلى أموال تمكنه من إعادة بناء عقاره الكائن في رقم 666 فيفث أفينيو والتي كانت حينها، كما هي الآن، في وضع صعب، إلا أن القطريين، سواء سلطة استثمار قطر أو الشيخ حمد بن جاسم، لم يبدو اهتماما بعقار جاريد، الذى كان أيضاً موضوع النقاش الذى دار بين إيفانكا ومستثمرين قطريين فى نيويورك في عام 2011.

واشترت شركة كوشنر المبنى فى يناير 2007، وتم إبرام الصفقة فى نفس يوم عيد ميلاد جاريد كوشنر الذى تكبد أعلى ثمن يدفع حتى ذلك الوقت فى مبنى تجاري داخل مدينة نيويورك، وحسب ما تقوله عائلة «كوشنر» فقد كلفتهم الصفقة 500 مليون دولار.

وأوضحت المصادر، أن انحياز ترامب ومعه الولايات المتحدة الأميركية، ضد قطر، يجعل القطريون لا يملكون إلا أن يتساءلوا: "هل كل هذا مرجعه إلى أننا جرحنا شعور ترامب بشأن الصفقات التجارية التى لم تتم؟"، لذا حاول أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة إجراء اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن ترامب رفض مهاتفته، وأوكل أحد مستشاريه الذي تلقى عرضًا بقيمة 800 مليون دولار، من «تميم» مقابل صفقات لأمريكا فى قطر، لكسب ترامب إلى صفه، ولم يتم الرد عليه من قبل الرئيس الأمريكى حتى الآن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً