"أهل مصر" داخل قرية "الحجيرات".. هنا وقعت مذبحة ثأرية.. المسلحين تحصنوا بالمسجد بعد جريمتهم.. وسيدات بين الضحايا (صور)

على غير العادة، استيقظت محافظة قنا، على مذبحة هي الأولى من نوعها في مختلف محافظات الصعيد، حيث ٌقتل 4 أشخاص من بينهم 3 سيدات وإصابة 2 آخرين، وذلك على يد مسلحين مجهولين أثناء استقلالهم سيارة ملاكي، داخل قرية الحجيرات التابعة لمركز قنا، بسبب خصومة ثأرية بين عائلتين.

تلك الواقعة هي الأولى من نوعها، حيث لم تكن النساء في محافظات الصعيد، طرفًا في أي نزاعات أو خلافات قبيلية بين العائلات والأسر، ولم تزهق روح سيدة من قبل على يد مسلحين بسبب خلافات ثأرية، ويكون دائمًا الثأر بين العائلتين خاص بالذكور فقط.

التقت "أهل مصر" بأهالي قرية الحجيرات، والتي تبعد قرابة 8 كيلو مترًا عن مركز قنا، لرصد روايات الأهالي عن الحادث البشع، والذي وصفه البعض بالمذبحة..

- اختباء المسلحين داخل مسجد:

قال "محمود. أ" 30 عامًا، أحد أهالى قرية الحجيرات التي وقعت بداخلها المذبحة البشعة، إن مجموعة من المسلحين المجهولين الذين يرتدون جلبابًا صعيديًا، خرجوا من أحد المساجد القريبة من القرية، في الساعات الأولى من صباح الخميس، حاملين أسلحة ثقيلة وآلية، وانتظروا قدوم سيارة ملاكي يستقلها 4 سيدات ورجلين، وعلى الفور بدأوا في إمطارهم بوابلًا من الأعيرة النارية.

وأضاف الشاب صاحب العقد الثالث من العمر، والذي رفض ذكر اسمه، أن المسلحين بدأوا في إطلاق وابلًا من النيران من أسلحتهم الثقيلة تجاه السيارة الملاكي، ولم يهدأوا إطلاقًا، واستمر إطلاق النيران قرابة 5 دقايق، حتى سالت دماؤهم خارج السيارة.

- أداء صلاة الفجر قبل تنفيذ الجريمة

وأشار أحد شهود العيان داخل قرية الحجيرات، أن المسلحين دخلوا إلى أحد المساجد في القرية، وذلك قبيل صلاة الفجر، وأدوا الصلاة داخل المسجد وانتظروا حتى الساعات الأولى من الصباح، حتى خرجوا وأمطروا السيارة بما بداخلها بالنيران.

- الطب الشرعي: 150 طلقة في أجساد الضحايا

وذكر مصدر داخل مستشفي قنا العام في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن الطبيب الشرعي الذي ألقي الكشف علي جثث الضحايا، بين أنهم اجسادهم أستقبلت قرابة 150 طلقة نارية من أسلحة ثقيلة، وأن الطلقات النارية كانت بصفة عشوائية واستقرت في انحاء مختلفة ومتنوعة من الجسد.

- خصومة ثأرية دافع الجريمة

وبدوره أكد مصدر أمني في مديرية أمن قنا، أن الدافع والسبب وراء تلك الجريمة البشعة، هو خصومة ثأرية بين عائلتي سليمان وعائلة جاد بقرية الحجيرات، حيث هناك خصومة ثأرية بين العائلتين منذ سنوات طويلة، وكانت السبب وراء الجريمة

وتابع المصدر في سياق تصريحاته، أن الأجهزة الأمنية تكثف من جهودها لضبط المتهمين والجناة، وذلك من أجل تقديمهم للعدالة، وفرضت الأجهزة الأمنية أكمنة أمنية ثابته ومتحركة لضبط الجناه، وفحص المشتبه بهم والمترددين علي المحافظة.

ولفت المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية تلقت بلاغًا بقيام مجهولين بإطلاق النيران علي سيارة يستقلها مجموعة من السيدات والرجال بقرية الحجيرات، مما أودي الى وفاة كلًا من عبدالحميد عبدالرحيم جاد، 33 عامًا، وحليمة طايع محمود، 40 عامًا، وأيات جاد عبدالرحيم، 37 عامًا، ومورزة حلمي، 25 عامًا، وإصابة علاء عبدالخير أحمد، 45 عامًا، وسوما جاد عبدالرحيم، 40 عامًا.

- دخول النساء في الصراعات

من جانبه قال محمد عبد الموجود، 36 عامًا، أحد أهالى قنا، أن محافظة قنا بل ومحافظات الصعيد بأكملها لم تعرف شيئًا من قبل عن دخول السيدات في الصراعات القبلية بين القبائل والعائلات، وأن ذلك شيئًا جديدًا علي المحافظة.

وأورد عبد الموجود، أن إطلاق أعيرة نارية تجاه السيدات وقتلهم بسبب خصومة ثأرية، هو أمر غير معتاد به من قبل في الصعيد، وغير متعارف عليه وسط العائلات المختلفة سواء كانت عائلات صغيرة او كبيرة.

وأشار عاطف قاسم، 25 عامًا، مدرس، أحد أهالى قنا، إلى أن دخول السيدات في الصراعات القبلية والخصومات الثأرية، سوف يودي بالمحافظة إلى الهلاك، وقد يؤدي إلى فتن كبيرة بين مختلف العائلات، مطالبًا أجهزة الأمن ورجال الدين بالعمل علي حل تلك الخلافات حفاظًا على أمن واستقرار المحافظة.

- الحجيرات: قرية الدم والنار

وتعتبر قرية الحجيرات التابعة لمركز قنا، والمعروفة إعلاميًا وامنيًا بـ"قرية الدم والنار" ضمن القري الأكثر خطورة في محافظات الصعيد، وذلك بسبب كونها تكثر بها العديد من الخصومات الثأرية، فضلًا عن انتشار الأسلحة النارية والثقيلة داخل القرية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً