أكد لاعبو منتخب نيوزيلاندا عدم تنفيذ رقصة “الهاكا” الشهيرة خلال بطولة كأس القارات 2017 بسبب القوانين الصارمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، فما هي الهاكا وما السبب في منعها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم.
تعريف الهاكا
(بالماورية والإنجليزية haka)، هي صيحة قتالية أو رقصة أو تحدٍّ تقليدي من تراث سكان نيوزيلندا الأصليين (الماوريين).
تؤدى هذه الرقصة التي تعتمد على الأوضاع الجسدية بشكل جماعي، مع حركات عنيفة وضرب الأرض بالأقدام مصحوبة بصيحات متناغمة مع الحركة.
تاريخ الرقصةكانت المقاتلون يؤدون الهاكا الحربية قبل المعارك، استعراضًا لقوتهم وشجاعتهم من أجل إلقاء الرعب في قلوب الخصوم، كما استُخدمت الهاكا لأغراض أخرى من بينها: الترحيب بكبار الضيوف، والاحتفاء بالإنجازات العظيمة، وفي المناسبات أو الجنائز.كيف تؤدى الهاكاتستخدم العديد من الحركات والأوضاع في أداء الهاكا، من بينها تبديل ملامح الوجه (كالحملقة والتلمظ) والحركات العنيفة (كالضرب بالأيدي على الجسد وضرب الأرض بالأقدام بقوة)، إلى جانب الإنشاد، الذي تتخلله صيحات وأصوات مرعبة. تبدو الهاكا كأنها سيمفونية تتناغم فيها الأيدي والأذرع والأرجل والأقدام والصوت والعينان واللسان والجسد للتعبير عن الشجاعة أو الانزعاج أو الفرحة أو غير ذلك من المشاعر المتعلقة بالمناسبة التي يُحتفل بها.
أنواع الهاكامن أنواع الهاكا كل من "واكاتو وايواي" و"توتو نغاراهو" و"بيروبيرو".وكانت البروبيرو قديمًا تؤدى قبيل المعارك، استحضارًا لعون إله الحرب وإرهابًا للخصم، وفيها يقفز الراقصون إلى أعلى مع ثني الركبتين بقوة والعبوس ورسم تعبيرات مرعبة على الوجوه، مع التلمظ وجحوظ العينين والصيحات والحشرجات والتلويح بالأسلحة. وكان الهاكا تؤدى بشكل جماعي متناغم، فإن حدث نشاز عُد ذلك فألًا سيئًا قبل المعركة، التي كان المحاربون كثيرًا ما يخوضونها عراة إلا من حزام مضفر من الكتان على الحقوين.تتضمن هاكا "توتو نغاراهو" القفز أيضًا، ولكن من جانب إلى آخر، بينما لا تتضمن هاكا "واكاتو وايواي" أي قفز. وثمة هاكا أخرى تؤدى دون سلاح وتسمى "نغيري"، وهدفها تحفيز المحاربين، وللراقص في هذه الهاكا حرية التعبير بحركات جسده كما يشاء. أما هاكا "ماناوا ويرا"، فتؤدى عادة في الجنائز وغيرها من المناسبات المتعلقة بالموت، وهي تؤدى أيضًا بلا أسلحة، وليس فيها إلا أقل القليل من الحركات الراقصة.أشهر هاكا في العصر الحديث هي هاكا "كا ماتي" المنسوبة إلى "تي راوباراها"، وهو زعيم حرب من زعماء قبيلة نغاتي توا. وتصنف هاكا "كا ماتي" ضمن الهاكا الطقسية ("هاكا تاباراهي")، وموضوع "كا ماتي" هو الحيل الماكرة التي كان يستخدمها تي راوباراها ليغلب أعداءه، وقد يُفهم منها "الاحتفال بانتصار الحياة على الموت".
من يؤدي الهاكايؤدى الهاكا التقليدية الرجال فقط، ويقتصر دور النساء ـ إن وجد ـ على الغناء في الخلفية. غير أن هناك هاكا تؤديها النساء في الأغلب، ومن أشهرها هاكا "كا بانابانا"، التي شاعت في منطقة "نغاتي بورو" الماورية التاريخية، أما في العصر الحديث، فقد وُضعت العديد من رقصات الهاكا لتؤديها النساء، بل والأطفال أيضًا.الهاكا حديثًاتنتشر مجموعات رقص الهاكا المسماة بالكابا هاكا في مدارس نيوزيلندا، وقد اشتهرت هذه الرقصة عالميًا بفضل أداء فرق نيوزيلندا الرياضية لها قبل خوضها مبارياتها الدولية. وبدأ هذا التقليد في الجولة التي قام بها فريق نيوزيلندا الوطني لكرة القدم في بريطانيا وأيرلندا وأستراليا ونيوزيلندا عامي 1888 و1889، كما يقوم منتخب نيوزيلندا للرجبي بأداء هذه الرقصة قبل بداية كل مباراة وذلك منذ سنة 1905.