ارتفعت أسعار النفط، خلال تعاملات اليوم الجمعة، متعافية من أدنى مستوياتها خلال عام 2017، في ظل تزايد المخاوف من استمرار أزمة "تخمة" المعروض العالمية، بالرغم من جهود منظمة "أوبك" للعودة بالأسعار إلى مستوياتها ما قبل ثلاثة سنوات.
وصعدت أسعار العقود الآجلة لخام (برنت) القياس تسليم أغسطس بنسبة 0.96% إلى 47.36 دولار للبرميل، كما أضاف خام "نايمكس" الأمريكي تسليم يوليو حوالي 0.58% إلى 44.72 دولار للبرميل.
إلا أن المكاسب لم تكن كافية لتحويل الخامين إلى المنطقة الخضراء في ختام تعاملات الأسبوع، حيث انخفض (نايمكس) بنسبة 2.5% حتى الآن، بينما ينظر "برنت" إلى تراجع أسبوعي بنحو 1.8%، ليكون الأسبوع الرابع على التوالي من الخسائر، وأطول سلسة تراجع أسبوعي منذ أغسطس 2015 لخام غرب تكساس الوسيط.
وأغلق خام (نايمكس) - أمس - عند أدنى مستوياته منذ 14 نوفمبر الماضي، بعد أن أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء تراجع مخزونات النفط الخام بأقل من المتوقع، وارتفاع الإنتاج الأمريكي، في ظل تراجع الطلب على زيوت التدفئة وهو ما زاد من الضغط على الأسعار.
وتترقب الأسواق اليوم، بيانات شركة الخدمات النفطية (بيكر هيوز) حول التغير بعدد منصات التنقيب في الولايات المتحدة، لقياس مدى التطور المتوقع في نشاط الإنتاج، خاصة أن منصات التنقيب قد سجلت ارتفاعا على مدار 21 أسبوعا على التوالي، في الوقت الذي تتوقع "أوبك" نمو الإمدادات الأمريكية بنسبة 5.8% أو ما قدره 800 ألف برميل يوميا خلال العام الجاري.
وعرقلت زيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة هذا العام الجهود التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" للوصول بالمخزونات عالمية إلى متوسط الخمس سنوات.
ولم تسفر تخفيضات الإنتاج، التي بدأت في يناير2017، عن تقدم كبير في هذا الاتجاه، وهو ما أدى إلى تمديد خطة خفض الإنتاج حتى نهاية مارس 2018 من دون تعميق لنسب الخفض.
وقد أثار انتعاش إنتاج النفط في الولايات المتحدة خلال العام وانخفاض الأسعار بنسبة تصل إلى 14% انتقادات قاسية حول ما تهدف له منظمة "أوبك" من وراء تنفيذ تخفيضات الانتاج في المقام الأول، في الوقت الذي تمثل فيه مستويات الانتاج القوية من ليبيا ونيجيريا المعفتان من خطة الخفض ضغوطا إضافية على الأسواق.
وكان التقرير الشهري لـ"أوبك" قد أظهر ارتفاع الانتاج بمقدار 336.100 ألف برميل يوميا في مايو الماضي ليصل إجمالي الانتاج إلى 32.1 مليون برميل يوميا، تزامنا مع استعادة ليبيا ونيجيريا والعراق لمعدلات الانتاج الذي أوقفته الهجمات والأزمات السياسية.
وأوضح التقرير ارتفاع إنتاج ليبيا بأكثر من 178 ألف برميل يوميا إلى 730 ألف برميل يوميا مع اقتراب الفصائل المسلحة نحو المصالحة، كما زاد الإنتاج النيجيري بمقدار 174 ألف برميل يوميا إلى 1.68 مليون برميل يوميا، وقفز إنتاج العراق، ثاني أكبر منتج في المنظمة، بأكثر من 44 ألف برميل يوميا إلى 4.42 مليون برميل يوميا، ليظل بعيدا عن حصته المقررة بنحو 4.35 مليون برميل يوميا.
لكن المنظمة توقعت أن يستمر فائض مخزونات النفط الخام في التراجع في النصف الثاني من العام مع ارتفاع الطلب العالمي.
كما خفضت المنظمة توقعاتها لنمو إنتاج البلدان غير الأعضاء هذا العام بمقدار 200 آلاف برميل يوميا إلى 58.14 مليون برميل يوميا، وتتوقع نمو إجمالي الطلب العالمي بنسبة 1.3% أو بمقدار 1.27 مليون برميل يوميا.