في ذكرى الجلاء.. قصص مصريون صدقوا ما عاهدوا الوطن عليه

فى صفحات تاريخ مصر.. سطور مضيئة بأسماء رجال صدقوا ما عاهدوا الوطن عليه، بذلوا النفس والنفيس فى سبيل الحرية، والكرامة، ولنا في مقاومي الاحتلال البريطاني لبلادنا أسوة، وتعود الأحداث إلى يوم 20 أغسطس من العام 1882، حين تمكن الجيش البريطانى من أحتلال مدينتي بورسعيد، والاسماعيلية، ليعسكر الاحتلال النجليزي فى ربوع مصر، لسنوات امتدت وبلغت 74 سنة عصيبة، انتهت ببداية ثورة 23 يوليو، وخرج آخر جندي بريطاني من مصر فى مثل يومنا هذا من العام 1956، لتدون مصر فى تاريخها 18 يونيو عيدا للجلاء.

وكانت لبريطانيا محاولات سابقة فى دخول مصر، منها إرسالها لحملة فريزير عام 1807، ولكن هزمتها المقاومة الشعبية، وفى عام 1882 انتهزت بريطانيا أحداث ثورة عرابي، وبها دخلت لمصر بدعوى حماية استثماراتها، وتأمين ديونها المتراكمة والتى خلفها حكم الخديو إسماعيل.

محمد مهران

وشهدت الأعوام الـ74 التى أُحتلت فيهم مصر مقاومة شعبية، لرجال حُقرت أسمائهم فى ذاكرة مصر والمصريين، ومنهم القدائي محمد مهران، الذى كان قائد للسرية الثانية من الكتيبة الأولي فى قوات الحرس الوطتى لبورسعيد، مهمته كانت حماية مطار بورسعيد ومنطقى الجميل، أثناء العدوتان الثلاثى على مصر.

و5 نوفمبر من العام 1956 قصفت طائرات العدو بورسعد، وفى أثناء تنقله من حفرة إلى أخرى، أُصيب فى رأسه وفقد الوعي وحينما أفاق وجد نفسه محاصرا بعشرات الجنود الإنجليز فى مطار الجميل، واقتلع العدو عينيه بعد أن رفضت التحدث بأية معلومة عن المقاومة الشعبية وجيش مصر.

فوزي أبو الطاهر

فوزى أبو الطاهر، ولد عام 1929، وشارك فى المقاومة الشعبية، الجناح المخابراتي، ساعده فى ذلك عمله فى شركة شل التى كانت تنقل البترول الذى يمول السقن الحربية بالقنال، مشاركاته الجربئة فى المقاومة الشعبية، أهلته لنيل لقب ابن القنال.

زينب الكفراوي

وكان للمرأة المصرية دورها فى المقاومة الشعبية، وممن جسد هذا الدور بجدارة المناضلة "زينب الكفراوى"؛ وكانت من أولى المنضمات لمعسكرات الحرس الوطنى للتدريب على القتال وحمل السلاح حين كانت فى الـ15 من عمرها وتحديدا عام 1954،فكانت تقوم بجمع الأسلحة من المنازل، وإيصالها للفدائيين فى مواقعهم داخل بورسعيد.

وانضمت للمجموعة النسائية للمقاومة الشعبية التى تكونت أثناء احتلال القوات البريطانية والفرنسية فى 1956.

وعضم ولادنا نلمه نلمه.. ونعمل منه مدافع وندافع.. ونجيب النصر هدية لمصر

كانت هذه كلمات للكابتن غزالي،الشاعر ورمز المقاومة الشعبية بالسويس حيث قاوم بها الاحتلال الإنجليزي، وأشعل بها وبمثيلاتها حماسة المقاومين على جبهة النضال، كان يعزف كلمات شعره المقاوم ألغام فى قلوب الشباب المصري، لتنفجر فى وجوه العدو الغاصب

الفن أرخ للاحتلال البريطاني لمصر، وعلى رأس من غنوا وخلدوا بأصواتهم أنغم المقاومة، العندليب الراحل عبد الحليم حافظ، وأشهر أغنياته المقاومة حملت كلمات:

أنا شفت العلم البريطانى... بيدنس نسمة أوطانى

منظر حسرنى وبكانى...وخلانى كرهت أشوف تانى

وفى علمى دريت دمع هوانى

إزاى أوطانى الجبارة...محكومة بقصر وسفارة

ولكل دخيل فيها إدارة... وجيوش محتلة ومخمورة

تنهب فى بلدنا المأسورة

إزاى

وإزاى فى اللد وفى الرملة كانت العملة

مآساة كاملة... استشهد أخويا فى أراضيها بين روابيها

وحبيبته خطيبته منساش لوعتها... وكلامها لصورته

إزاى يا حبيبى..ازاى غشوك...ازاى بسلاحك بإيديك قتلوك

إزاى

أسلحة فسدانة وخسرانة غشنا حكمنا ودسوها

ليه تاجروا فيها... وقتلونا بيها ليه

وفى ليلة رهيبة والريح بتصفر وتزوم... ولا باينه نجوم

القاهرة... الساحرة... الساهرة

ازاى

بقت فلحظات كلها دخان ولهب ونيران

وصراخ وعذاب... وخراب.... ودمار... بتاكلها النار

القاهرة.... الساحرة

ازاى

والنيران... صبحت رماد واللهب فى قلوبنا قاد رغم السكون

كان الغضب بركان بيغلى فى العيون كل العيون

وصحيت على ثورة... بترج الدنيا

ولقيت أوطانى حكمها فى ايديا وجمال قدامى بينادى عليا

قوم وارفع راسك واشبع حرية

كنت فى صمتك مرغم... كنت فى حبك مكره

والله زمان يا سلاحى...الله أكبر

اشتقت لك فى كفاحى الله أكبر

انطق وقول أنا صاحى الله ركبر

بعد طول الذكريات واللى فات من حكايه لحكايات

بصيت لطفولة أولادى

وبقيت اتصور أحفادى

بتغنى وبتنادى... بكرامة... وسلامة

هنا وطن الحرية هنا حصن القومية

أحرار فى بلدنا فى دنيتنا...ولا فيش فى سمانا إلا رايتنا

أحرار ونحب الحرية لبلدنا ولكل الدنيا ولكل الأمة العربية

يا بلادى

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً