" القاهرة كانت أجمل مدن العالم بالمستندات الدولية الموجودة.. مصر صاحبة ثاني مشروع سكك حديدية.. سنة 1952 كانت انجلترا مقترضة من مصر.. القصر العيني كان تاني أشهر مستشفيات العالم.. الأوبر كانت تاني أوبرا في العالم.. الجنيه المصري بـ 4 جنيه دهب أيام الملك فاروق".. بهذه العبارات التي تبشر بمستقبل لا يوجد له مثيل في مجال الصناعة والتجارة والاستثمار والفن وصف الفريق أحمد شفيق، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، مصر قديمًا، وتحديدًا قبل إعلان الجمهورية المصرية.
ولكن أكمل شفيق مداخلته في برنامج "العاشرة مساءً" الذي يقدمه الإعلامي "وائل الإبراشي" على فضائية "دريم"، قائلًا: "مصر هي المعلم الوفي المخلص اللى لف الدنيا ذهابًا وعودة.. إيه اللى جرا عشان توصل لكده!؟".
"اسلمي يا مصر إنني الفدا.. ذي يدي إن مدت الدنيا يدا".. يطل علينا اليوم الأحد، حاملًا معه مشاهد من ذكرى أعلان الجمهورية المصرية وإلغاء الملكية، الأمر الذي كان حلمًا وشهد يوم الثامن عشر من يونيو عام 1953 على تحقيقه.
وكانت "الحركة المباركة" هي شرارة التي أطاحت بالملك فاروق الملك، حيث ظهرت هذه الحركة في 23 يوليو1952، وقادها اللواء محمد نجيب، ونظم الضباط الأحرار؛ للقيام بانقلاب عسكري للإطاحة بالملك فاروق وإجباره على التنازل عن العرش.
وفي عام 1953 أعلنت الجمهورية وتم اختيار اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية ومجلس قيادة الثورة، وتلاه الراحل جمال عبد الناصر والذي قام بالعديد من المهام، من أهمها اتفاقية الجلاء مع بريطانيا ومنح السودان حق تقرير المصير، بالإضافة إلى إصدار قانون الإصلاح الزراعي.
ترصد "أهل مصر" في التقرير التالي تطور مصر في عدد من المجالات بعد أعلان الجمهورية..
في مجال الأدب:
اشتهر الأدب المصري قديمًا، وانتشر حول العالم، فمصر كان بها عملاقة الأدب، أمثال الأديب نجيب محفوظ، وأمل دنقل وأحمد شوقي وأحمد لطفي السيد، وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي: "عادت أغاني العرس رجع نواح، ونعيت بين معالم الأفراح.. كُفنت في ليل الزفاف بثوبه.. ودفنت عند تبلج الإصباح.. ضجت عليك مآذن ومنابر وبكت عليك ممالك ونواح.. الهند والهة ومصر حزينة.. تبكي عليك بمدمع سحَّاح".
وبتطور التفكير ومرور السنوات انحصر الشعر الجيد مقارنة بالماضي، فأصبح رواد الفيس بوك يروجون لنوعية شعر منحدرة، وشهد معرض الكتاب العام الماضي على ما حدث في مجال الأدب، حيث تضمن كتاب اطلق عليه "خمسة خصوصي" شعرًا لا يمت بأصل الشعر المصري الأصيل، حيث قال الكتاب: "حلم حياتي إني اصلي بيكي أمام.. فتقوليلي بلاش تطور والنبي خلص أوام"، وتضمن كتاب أخر اسمه "تحت البلكونة" مسارًا ابتعد عن اخلاقيات الكتاب المصريين في الشعر، حيث قال الكتاب: "لما كنت معدية.. كنت انا بنزل السبت للبقال.. خبط السبت في كتافك.. سحبت السبت وحضنته".
الفقر
في أبريل الماضي، كشف المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، عن ارتفاع نسبة الفقر في مصر إلى 27.8% على مستوى الجمهورية، خاصة في صعيد مصر الذي وصفه بـ”الأكثر فقرًا”، ما يعد تحديًا كبيرًا للدولة، وفي عام 2013، كشف برنامج الغذاء العالمي، عن انضمام 15% من السكان في مصر إلى شريحة الفقراء، بين عامي 2009 و2011 مقابل خروج 7%.
وتغير وضع الفقر في مصر من قبل عام 1952 إلى الآن، وفي ذلك الشأن يمكن التركيز على مسألة الخدم، كانت الخدمة المنزلية منذ سبعين عامًا علامة مؤكدة على الفقر، كما لا تزال الآن، ولكن كم تغير الحال هنا أيضا، كان المشتغلون بالخدمة المنزلية يتكونون أساسا من أشخاص قادمين من الريف إلى المدينة، هربًا من قسوة الحياة في الريف، ليشتغلوا بحراسة منازل الطبقة العليا أو الوسطي، أو بأعمال الطهى وخدمة الضيوف، أو فى مساعدة ربات البيوت فى مختلف المهام المنزلية، وانتشرت فى ذلك الوقت ظاهرة البواب أو السفرجى أو السائق النوبى، ولكن الأمر اختلف الآن، فأصبحت الأجور محددة، بالإضافة إلى منح هولاء الخادمين إجازات دورية، وأحيانًا يصل الأمر إلى شراء ملابس في المناسبات إلى العامل أو الخادمة، حكق من حقوقها.
النقل المائي:
مع تولي محمد علي باشا حكم مصر عام 1805، شرع في حفر الترعة المحمودية وطهر وشق بعض الترع الملاحية شمالًا وجنوبًا، وشرع في حفر رياحات الدلتا الثلاث التوفيقي والمنوفي والبحيري، وفي عهد إسماعيل افتتحت قناة السويس عام 1869 والتي أثرت بالسلب على حركة النقل المائي الداخلي خاصةً في الشمال رغم أنها كانت السبب في تنمية حركة المسافرين بين أوروبا والهند وجنوب شرق آسيا.
وبعد إعلان الجمهورية تشكلت لجنة دائمة للملاحة النهرية عام 1953 للإشراف على شئون الملاحة ووضع التشريعات الخاصة بها، وبحسب إحصاء عام 2012 فإن طول شبكة النقل النهري يبلغ أكثر من 35،000 كم. وبالنسبة للنقل البحري فإن مصر تحتوي على 15 ميناء بحري تجاري رئيسي بجانب 44 ميناء تخصصي، وفي عهد الرئيس الراحل عبد الناصر، أممت قناة السويس، لتصبح مصدرًا هامًا لميزانة الدولة، وفي عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، تم عمل فرع أخر للقناة.
الصناعة:
بدأت الصناعة في مصر منذ بدء حضارة مصر القديمة، فقد عرف قدماء المصريين استخراج المعادن كالنحاس والذهب والفضة وتصنيعها، كذلك عرفوا صناعة الآلات والأدوات الزراعية والمعدات الحربية وبناء السفن، وغيرها من الصناعات الهامة، وبعد إعلان الجمهورية عام 1953، بدأت الدولة في الاهتمام بالصناعات الثقيلة مثل صناعة الحديد والصلب والصناعات التعدينية والبترولية والصناعات الكيماوية بجانب التوسع في صناعات الغزل والنسيج والصناعات الغذائية.
والفترة بين نكسة عام 1967 وحرب 1973 كانت مؤثرة بشكل كبير على القطاع الصناعي بالسلب، ليبدأ بالانتعاش تدريجيًا بعد الحرب خاصةً بعد إصدار قانون عام 1974 يهدف تشجيع الاستثمار الصناعي في البلاد وجذب أموال المصريين وغير المصريين من الخارج، وأعقب ذلك إعلان سياسة الانفتاح الاقتصادي.
ومع بدايات القرن الحادي والعشرين بدأت مصر مرحلة من مراحل النهوض بالصناعة المصرية، بعد ارتباط الصناعة بالتجارة الخارجية والداخلية تحت وزارة واحدة، أخذت على عاتقها مهمة تحقيق النقلة النوعية للاقتصاد المصري، ورفع القدرة التنافسية للمنتج المصري وتحديث الصناعة المصرية في إطار برنامج متكامل يساهم في رفع الصادرات للانضمام بفاعلية في الاقتصاد العالمي.