فاجأت شاحنة بيضاء صغيرة يقودها 3 أشخاص، عدد من المسلمين، بعد خروجهم من مسجد "فينسبري بارك" شمال لندن، حيث دهستهم السيارة التي كانت تسير بسرعات رهيبة، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 8 آخرين.
وقبل يوم واحد من الحادث، حذر محمد كزبر نائب رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا، من التعدي على بعض المساجد، موضحًا أن عدد من المسلمين تلقوا رسائل تهديد عبر الهواتف أو البريد الإلكتروني، مؤكدًا أن الاعتداءات على المساجد تتزايد في لندن وخارجها هذه الأيام؛ ما أدى إلى تناقص أعداد المصلين في شهر رمضان الحالي؛ بسبب الخوف من اعتداءات المتطرفين الذين يريدون الانتقام من كل مسلم.
وبحسب إحصاءات رسمية أصدرتها بلدية لندن، فقد ارتفعت الجرائم التي تستهدف المسلمين في العاصمة البريطانية خمسة أضعاف منذ اعتداء لندن بردج، وذكر بيان صادر عنها أن الإحصاءات المؤقتة في 6 يونيو الجاري تظهر ارتفاعا بنسبة 40٪ في الحوادث العنصرية، وأظهرت الأرقام ارتفاعا في الجرائم اليومية ضد المسلمين، وهذا يعتبر أعلى معدل لحوادث الإسلاموفوبيا في سنة 2017.
- رسائل المتطرفين من الحادث:
من جانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم لسياسية بجامعة القاهرة، إن الغرض من تلك العملية عدة رسائل أولها أن تصبح لندن بصورة أو بأخرى مركز ومسرح للعمليات الإرهابية، ليقابل ذلك مسرح للعمليات خلال الأيام القادمة.
وأضاف فهمي، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن وقوع الحادث في توقيت تشكيل حكومة جديدة وفي ظل وضع غير مستقر وغير آمن بالنسبة إلى وزير الخارجية البريطانية التي منحت قرار بتشكيل حكومة جديدة، فبالتالي مثل هذه الأعمال هدفها محاولة التأكيد على ضعف الحكومة، ومن ثم ما يجعل ملف الإرهاب على رأس الملفات المطروحة في الفترة القادمة.
وتوقع أن خلال الأيام القادمة سيكون هناك محاولات للربط بين تنظيم "داعش" وبين هذه الأعمال المتكررة، وبين جماعة الإخوان المسلمين، مضيفًا أن هناك مخاوف من عمليات تالية قد تحدث بصورة أو بأخرى.
- بريطانيا مسرح للإرهاب:
بينما قال طارق البشبيشي القيادي الاخواني المنشق، إن بريطانيا تظل مسرح للحوادث الإرهابية لأنها غير جادة في مكافحة الارهاب وتحتضن زعماءه، موضحًا أن التاريخ يخبرنا بأن أول من وظف هذه التيارات وقام برعايتها هي بريطانيا.
وأضاف البشبيشي في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أنها الآن تدفع فاتورة ذلك، ولم تستجب لتحذيرات مصر، وتدشن لنظرية ساذجة وهى التفريق بين الإرهابيين فهي تعتقد أنه ليس كل الإرهابين سواء فهناك إرهابيين جيدين وآخرين سيئين.
- داعش ودلالة الهجوم:
أما من الناحية الشرعية والدينية فيقول الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب بالأوقاف، أن نوعية الهجوم تؤكد بأن داعش لا تنظر إلى نوعية الضحايا أو هويتهم، مشددًا أن إقدام إرهابي مجرم على دهس مصلين في لندن بعد أداء صلاة التراويح، يأتي ضمن أعمال داعش الإرهابية الجبانة التي ترتكب ضد أتباع الديانات، ما يمثل اعتداء على قيم التسامح والسلم والقواسم المشتركة.
وتابع، دائمًا نندد بشدة ونستنكر أي اعتداء يقع على المسالمين ويدخل في نطاق العمل الإرهابي الجبان الذى يغدر بالآمنين المسالمين، إلا أن المتطرفين منتشرين في كل دولة ومكان يقومون بأعمال إرهابية جبانة وقتل أناس آمنة غدرًا وعدوانا.