محرر "أهل مصر" يعمل "تباع" مع أول سائقة ميكروباص في الصعيد (صور)

تتوالى الأيام، وتتوالى الليال حاملة معها عيون مستيقظة، وأفكار مستمرة مشتتة، وأحلام بسيطة لأم باسلة، تتحدى الأيام، وتحارب عقارب الساعات بأفكارها وتعابير وجهها وحبها لأبنائها، وتحديها للصعاب والمشاق، هي السيدة سناء غريب، صاحبة العقد السادس من العمر، أول من تمتهن مهنة سائقة ميكروباص في محافظات الصعيد.

"سناء غريب" البالغة من العمر 54 عاما، تسكن بجوار مقابر مركز قنا، في إحدى الشقق السكنية المتهالكة، لم تكن تدري أن الأيام سوف تغير مجري حياتها من ربة منزل الي سائقة سيارة، وذلك في ظل مجتمع متمسك بالعديد من العادات والتقاليد الصارمة، ويرفض عمل المرأة في مهنة الرجال، إلا أن السيدة صاحبة العقد السادس قررت كسر تلك العادات وبدأت تشق طريقها نحو عملها الشاق الذي يستمر لساعات طويلة.

السيدة صاحبة البشرة السمراء، التى تملئ الشقوق أركان وجهها، أبت أن تمد يدها للغير، وكسرت كافة الواجز التقليدية القديمة، وخرجت تبحث عن عمل فلم تجد امامها وسيلة سوي سائقة علي سيارة ميكروباص وذلك رغم كونها فكرة جديدة، قد يرفضها المجتمع الصعيدي.

السيدة تحمل أوجاعها معها، في سيارتها الميكروباص، والتى تعمل بها علي خط "قنا - نجع حمادي" والعكس، وتبدأ عملها في السادسة من صباح كل يوم، وتنهي عملها في الحادية عشر مساءاً.

"أهل مصر" في تجربة جديدة..

قرر محرر "أهل مصر" أن يخوض المغامرة مع السيدة سائقة الميكروباص، ويعمل "تباع" معها على السيارة، في موقف سيارات الأجرة بقنا.

3 أعوام من العمل..

السيدة سناء بدأت العمل سائقة ميكروباص منذ قرابة 3 أعوام، قضتها تلك السيدة البدينة والتي تتحرك ببطء نحو سيارتها الميكروباص لتقودها إلى محافظات مختلفة، وسط تحدي للعديد من العادات العرفية لأهالي الصعيد.

وبدأت السيدة عملها كسائقة في سابقة هي الأولى من نوعها في صعيد مصر، لكي تواجه الصعوبات المادية في حياتها وتستطيع أن تعيش دون أن تطلب من أحد يد العون.

نظرات المواطنين

قهر وتحمل ومعاناة وكسر خاطر السيدة، نظرات استحقار والكثير من الإحراج، كل هذا تعانيه السيدة أثناء عملها علي سيارتها من المواطنين، إلا أنها تأبي ترك عملها من أجل "لقمة العيش" وكسب قوت يومها، ورفضها أن تمد يديها لأحد، كان أهم ما رصدته "أهل مصر" خلال المغامرة مع "سيدة الميكروباص".

"سيدة الميكروباص" تعاني..

خلال يوم كامل قضته "أهل مصر" مع سيدة الميكروباص، تعاني السيدة خلال قيادتها للسيارة من العديد من الآلام، وذلك نظراً للسمنة التى تعاني منها، خاصةً مع قيادتها للسيارة فضلاً عن قيامها بالمبيت داخل سيارتها خوفاً من سرقتها داخل مجمع مواقف قنا.

المال سبب العمل..

وتقول السيدة في حديثها لـ"أهل مصر" إنها لجأت لهذه المهنة بسبب ما تعرضت له من ضائقة مادية صعبة، أثرت على حياتها وحياة أسرتها البالغة 4 أفراد، وبدأت بشراء سيارة عن طريق التقسيط، من أحد معارض السيارات في محافظة قنا، واتفقت معهم على سداد ما يقرب من 2000 جنيه بشكل شهري لمدة 4 سنوات قائلةً"أنا مش بنام ولا هنام لغاية ما أسدد كل أقساط العربية".

الخوف والقلق يسيطر..

وتضيف السيدة، أن الخوف والقلق يسيطر عليها دائماً، وذلك أثناء قيادتها لسيارتها، خوفاً من تعامل المواطنين دائماً معها، خاصةً أن الرجال يرفضون أن تعمل معهم سيدة في مهنة يرونها خاصة بهم، ويحاولون دائماً وأبدًا السيطرة على حقوقها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً