تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم، اليوم الثلاثاء، عددًا من القضايا المهمة، ففي عموده "كل يوم" بصحيفة "الأهرام"، قال الكاتب مرسي عطا الله:"شىء ما بين قطر ومعظم الدول العربية والسبب مجموعة من العقد النفسية التى تسيطر على الذين أمسكوا بدفة الحكم فى الدوحة بعد انقلاب عام 1995 واستشعارهم وجود تيار عربى واسع من عدم الرضا الشعبى والرسمى لإزاحة الأمير خليفة والد الشيخ حمد وجد الشيخ تميم".
وأضاف: "للأسف الشديد فإن من خلفوا الشيخ خليفة فى الدوحة سواء ابنه حمد أو حفيده تميم لم يجهدوا أنفسهم فى شرح ملابسات الانقلاب الأبيض عام 1995 وتوجيه رسائل طمأنة للعالم العربى وإنما ذهبوا إلى أسلوب جديد يعتمد على الترهيب والترغيب فأنشأوا قناة الجزيرة التحريضية وفتحوا خزائن المال لشراء الأنصار والأعوان فى كافة الأقطار ولم يدركوا للحظة أن بناء رقم صحيح لأى دولة ضمن المعادلات السياسية داخل الإقليم أو خارجه لا تنشأ بصخب الضجيج الإعلامى مهما بلغت حرفيته ومن ثم توالت خيبات الأمل للسياسة القطرية واحدة تلو الأخرى مما زاد من تراكم العقد النفسية التى تحكم تعامل الدوحة مع أشقائها العرب وتجعل من مشاعر الشك والريبة عنصرا فاعلا يزيد المخاوف والحساسيات".
وقال عطا الله "إن صميم الأزمة الراهنة مع قطر يرجع إلى العناد والعجز عن الخروج من دوامة العقد النفسية التى تسيطر على المزاج العام المحيط بدوائر صنع القرار فى الدوحة وهو أمر يصعب قراءته والتعامل معه بلغة الحساب السياسى بغية فك تعقيداته وألغازه وإنما هو فى حاجة إلى علاج نفسي".
وتابع:"لعل ما يزيد من مخاوف أصحاب النيات الحسنة والراغبين فى إنهاء هذه الأزمة إنه لا توجد على السطح مشكلة ظاهرة بين قطر وأشقائها العرب سوى تلك العقد النفسية التى استدرجت الدوحة لخنادق التحريض ونشر الفتن وإثارة الزوابع ودعم ورعاية الإرهاب دون سبب معقول حيث لا خلاف على حدود ولا صراع على آبار غاز ونفط اللهم إذا كانت قد نشأت عقدة مستحدثة اسمها التطلع لزعامة العالم العربي".
وفي عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار"، اعتبر الكاتب محمد بركات أن ظاهرة انتشار المباني والعقارات المخالفة والآيلة للسقوط، ليست هي الثمرة الفاسدة والمسمومة الوحيدة، الناتجة عن جرثومة الفساد وآفة الاهمال والتسيب المنتشرة في المحليات، والمتفشية داخل النفوس الضعيفة والضمائر الخربة لبعض العاملين والمسئولين في الهيئات والمؤسسات الخدمية والانتاجية في المدن والمحافظات.
وقال بركات:"إن الحقيقة القائمة على أرض الواقع تؤكد المسئولية الكاملة لجراثيم وآفات الفساد والإهمال والتسيب، المستوطنة والكامنة في المكاتب والادارات والهيئات المحلية بالمحافظات والمدن، عن جميع المشاكل والكوارث القائمة والمنتشرة بطول وعرض البلاد..كما تؤكد ايضا ان هذه الجراثيم وتلك الآفات، هي السبب المباشر وراء حالة الإحباط والبؤس، التي تصيب المواطنين باليأس وفقدان الأمل في التغيير إلي الأفضل.
وأضاف أن هذا الإقرار بالواقع ليس معناه على الاطلاق أن نستسلم للأمر الواقع، ونيأس من التغيير ما دام أن جراثيم وآفات الفساد والإهمال والتسيب منتشرة في أرجاء كثيرة، ومسيطرة على عقول خربة ونفوس مريضة.
وتابع قائلا:"بل علينا أن نبذل غاية الجهد لمقاومة ورفض الاستسلام للأمر الواقع، مؤمنين بقدرتنا علي إحداث التغيير للأفضل بالعمل المخلص والدءوب، ومؤمنين في ذات الوقت بأن طريقنا لتحقيق ما نتمناه يبدأ بالقضاء علي الفساد، ووضع نهاية للاهمال والتسيب، وإعلان قيمة المساواة والعدالة وسيادة القانون".
بدوره، استنكر الكاتب ناجي قمحة في عموده بجريدة "الجمهورية" إقدام إرهابي بريطاني على دهس بشاحنته حشدًا من المسلمين خرجوا لتوهم من صلاة التراويح من مسجد فينسبري بارك شمالي لندن مما أدى الى مقتل واحد وإصابة 10 آخرين، قبل أن تقبض عليه الشرطة مكافحة الإرهاب وتخضعه للتحقيق لكشف دوافع هذه الجريمة المروعة ومدي صلتها بجرائم الدهس التي تعرضت لها العاصمة البريطانية مؤخرًا.
وقال الكاتب: "إن الإرهاب هنا أو هناك لا دين له ولا لون بعد أن تحول إلي ظاهرة عالمية تحتاج دراستها وعلاجها إلى تكاتف جهود وزيادة وعي العالم كله والأديان كلها بلا استثناء دون مكابرة أو تملص أو تبادل لاتهامات أو دعوات للثأر تسمم الأجواء ولا يستفيد منها كلها إلا الإرهابيون أعداء الإنسانية".