اعلان

في الذكرى الـ79 لميلاد الأميرة فريال.. حكاية "سكرتيرة" بدرجة أميرة

مع إشارة عقارب الساعة عند الثامنة مساء يوم السابع والعشرين من نوفمبر عام 1938، ابتهج قصر المنتزه بالإسكندرية لوصول أكبر بنات الملك فارق الأول، وآخر ملوك مصر قبل قيام الجمهورية، من زوجته الملكة فريدة، بعد أن قضي كل من في القصر وقتًا في انتظار مولد الأميرة، واحتفالًا بمولد فريال، أقيمت احتفالية ومنحت 1700 أسرة من الأسر التي صادف استقبالها لمولود في نفس يوم ولادة الأميرة، فوزع الملك الملابس والمواد الغذائية وجنيهًا واحدًا، الذي كان له قيمة كبيرة في ذلك الوقت، على كل الأسر.

وفي صباح اليوم التالي لإعلان مولدها، الذي يوافق مثل هذا اليوم، 25 رمضان عام 1357 هجريًا، قامت وحدات الجيش المصري بعرض عسكري في ميدان عابدين، حلقت فيه 26 طائرة حربية، وفي مساء نفس اليوم، تجمعت بعض وحدات الجيش مرة أخرى في ميدان عابدين وقامت بعرض مماثل شاهده الملك فاروق من إحدى شرفات قصر عابدين، وأصدر الملك فاروق أمره إلى مراد محسن باشا ناظر الخاصة الملكية بتوزيع خمسة آلاف جنيه على الفقراء.

واسم الأميرة فريال الذي سميت به تيمنًا بجدتها، له معني في علم الاسماء، فيطلق عليه "نور سطع"، كما ذكرت آنذاك مجلة الهلال، التي أشارت أيضًا إلى أن الاسم مزيج من الفارسية والتركية، وكان ميلاد الأميرة قبل قيام حرب فلسطين بعشرة سنوات فقط، وشهد مصر بعد ذلك الوقت أحداث ساخنة، على رأسها الصراع بين الإخوان والدولة، وكل ذلك قبل أن تبلغ الأميرة سن الـ 13 عامًا.

غادرت فريال مع والدها الملك فارق مصر بعد ثورة يوليو وكان عمرها حينذاك 13 سنة، ووقعت في غرام شاب يعمل رسامًا كان يقوم بعمل ديكورات للفيلا الصيفية الخاصة بوالدها في نابولي، عندما بلغت سن 23 سنة، ولكن والدها رفض هذا الزواج.

التحقت فريال بكلية السكرتارية وعملت سكرتيرة ومدرسة للآلة الكاتبة، وكانت في ذلك الوقت تقيم هي وشقيقاتها مع والدهم في فيلا نابولي، لكن عندما وقع الملك فاروق في غرام مغنية الأوبرا الشهيرة إيرما كانوزا ودعاها للإقامة في الفيلا، غادرت مع شقيقاتها فوزية وفادية إلى منتجع أسرة محمد علي في سويسرا.

وفي عام 1966، تزوجت الأميرة من السويسري "جان بيار برتل"، وأنجبت منه فتاة أطلقت عليها اسم ياسمين، ولكن انتحر زوجها بعد عامان من زواجهما، لتضطر إلى العمل من جديد من أجل تربية طفلتها، إلى أن توفت الأميرة فى نوفمبر عام 2009 بمدينة جينف بسويسرا عن عمر يناهز 71 ربيعًا، إثر إصابتها بمرض السرطان، ودُفنت بالمقبرة الخاصة بالأسرة في مسجد الرفاعي.

واستضاف الإعلامي أحمد الملسماني، الأميرة فريال قبل وفاتها بوقت ليس بقليل، وقال خلال الحلقة، ان كل ما تردد حول خروج الملك وعائلته وسرقتهم اشياء من مصر عار تمامًا من الصحة موضحًا أن السبب الرئيسي وراء معاناتهم في المنفى كان قلة المال وعدم ايداع أموال في البنوك الاجنبية، لافتًا الي تلقيهم دعم مالي من قبل الملك آل سعود.

وأضاف أن حياة الأميرة تصلح للسينما، فبعدما كانت أميرة من العائلة المالكة كانت تعيش حياة البهجة والترف والدلع تتحول الي موظفة بلا دخل، فلم تترك عمل الا وقامت به فكانت مربية اطفال وفلاحة ومزارعة، لافتًا إلى تأثره الشديد بتجربتها الانسانية وفي الوقت ذاته اعجابه بثباتها النفسي فلم تهتز أو تشتكي يوما بل كانت دائمة الابتسامة ولم ينعكس ذلك على بساطتها وجمال شخصيتها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بعد تأكد غياب مرموش.. رمضان صبحي البديل أمام بوركينا فاسو وغينيا بيساو (خاص)