اكتشف العلماء ما تحاول القطط التعبير عنه من خلال سلوكها، بداية من حركة الذيل، ومحاولتها السرقة، إلى انطلاقها خارجة من الغرفة كالقذيفة.
في الوقت الذي يحاول أصحاب القطط التواصل مع حيواناتهم الأليفة عن طريق الفهم الدقيق للغة الجسم، اكتشف العلماء أن لغة القطط تتركز بشكل خاص في ذيولها حيث تقوم القطط من حين إلى آخر بعمل أشكال ومنحنيات بذيولها للتواصل مع البشر.
فيقول كارلو سيراكوزا، الباحث بكلية الطب البيطري في جامعة بنسلفانيا، في بحثه أنه قام بملاحظة القطط" أثناء قيلولة بعد الظهر، ولاحظ أن القطط تقوم بضرب ذيولها على الأرض بحرية وكأنهم يستمتعون بمعزوفة موسيقية لا يمكن للبشر سماعها.
ويوضح سيراكوزا دلالة حركات الذيل تلك بقوله "علينا أن نأخذ جسم القط كله في الاعتبار عند قراءة إشارات وحركات الذيل، فعلى سبيل المثال، القط الذي يضرب بذيله على الأرض أثناء قيلولته هو قط مسترخ بشكل عام، ولكنه يولي اهتماما لشيء ما يحدث حوله، سواء كان صوتا أو حركة، لذا فهو هادئ ولكنه ليس غافلا عن عمله.
ويضيف سيراكوزا، "ولكن إذا كان القط نائما حقا، فإن حركة ذيله، يمكن أن تعني أنه يحلم"، موضحا أنه يمكن أن يدل ضرب الذيل بقوة، بالنسبة للقط المتحفز،على العصبية والعدوانية المحتملة، وبمعنى أخر يريد القط قول "لا تقترب مني، لا تلمسني!".
ويتابع الباحث في جامعة بنسلفانيا، "أما بالنسبة للقط الهادئ فإن الذيل المستقيم مع طرف منحني كعلامة الاستفهام،فيعني تحية ودية، في حين أن القط العدواني قد يجعل ذيله مستقيما تماما. والقط الخائف يكون ظهره مقوسا وذيله منتفخ ومتجه للأعلى".
ويقول سيراكوزا "إن الذيل المنحنى لأسفل قد يعني الحالة الدفاعية، في حين أن القط المستريح يجعل ذيله في وضع محايد أو منخفض".
ويفسر سيراكوزا قرار القطط الانطلاق فجأة كالقذيفة تاركة الغرفة وكأنها تأخرت عن موعد لها والذهاب لغرفة أخرى، بقوله "إن هذه الدفقات المندفعة من الطاقة، التي تسمى أحيانا "الزوميات"، ربما تكون "منافذ للمشاعر المتراكمة من الإثارة أو الإحباط أو الخوف أو فرط الطاقة".
ويتفق الخبير نيك دودمان، مؤلف كتاب "القط الذي صرخ مستنجدا"، على أن هذه الدفقات المندفعة السريعة عند القطط يمكن أن تكون الطاقة المكبوتة لغريزة الصيد التي كانت تستخدمها في صيد الفريسة في البرية.
ويقول دودمان، "قد يكون قيام القطط بالسرقة تعبيرا عن غريزة الصياد الذي ليس لديه شيء لاصطياده. وقد تكون هذه القطط "تقوم بمحاكاة" لعملية الصيد، وتحمل "الفريسة المقلدة"، إلى أراضيهم، وهى غالبا ما تكون بالقرب من أطباقهم الغذائية.