سر الإبقاء علي "متعب بن عبد الله".. "سلمان" أجل الإطاحة بعد تخطيطه لإنقلاب.. والملك السعودي يحضر مفاجأة حل "الحرس الوطني"

كتب : سها صلاح

في الثالث والعشرين من يناير 2015، توفي الملك عبد الله بن عبد العزيز، ليرثه أخواه الملك سلمان، وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز، ليُختم بهما سليل الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، ويجيء دور الأحفاد، لكن ما إن جاء الملك سلمان بن عبد العزيز حتى أطاح بأخاه الأمير مقرن، ولي العهد، مقررًا القفز منه مباشرةً إلى جيل الأحفاد.

كانت اللعبة ذاتها يديرها خالد التويجري، والأمير متعب بن عبد الله بعد حكم أبيه، الراحل عبد الله بن عبد العزيز، إذ كانا يروجان لضرورة تنحي ولي العهد حينها، سلمان بن عبد العزيز، لكبره وعجزه المحتمل عن أداء مهام الملك، ليُصعّد أخوه مقرن ويليه الأمير الحفيد، متعب بن عبد الله وليًا لولي العهد، فيكون بذلك أول الأحفاد الملوك، لكن عاجل الموت أباه، وذهب المُلك لسلمان .

تأخرت ترتيبات إعفاء الأمير مقرن لأبريل 2015 بعد تولي سلمان الحكم في يناير من نفس العام وسبقتها إطاحات أكثر أهمية، إذ أطاح الملك سلمان بعد سوعيات من وفاة أخيه وحتى قبل أن تقر له هيئة البيعة بالحكم رسميًّا، الثنائي خالد التويجري والأمير متعب، وثالثهما بندر بن سلطان، الدبلوماسي القوي الذي كان حينها أمينًا عامًا لمجلس الأمن الوطني السعودي، والمنوط بوضع استراتيجيات الدفاع للملكة.

جاء تصعيد الحفيد الأول لهرم القيادة بمجرد وفاة الملك عبد الله، وهو الأمير محمد بن نايف وليًا لولي العهد، حتى كانت اللحظة الأولى لدخول الحفيد الثاني هرم القيادة في التاسع والعشرين من أبريل لذات العام، بإعفاء الأمير مقرن ولي العهد السعودي، ليصعد ابن نايف مكانه، ويحل الأمير الشاب (31 عامًا) ابن سلمان وليًا لولي العهد.

وكان الأمير متعب قد عاود الظهور إلى حد ما هذا الشهر، حيث هاتف أحد الجنود المصابين في حملة اليمن، يوم 14 يونيو، لكن في المقابل، لوحِظ أن قائد الحرس الوطني في المنطقة الجنوبية، اللواء محمد الشهراني، بدأ يلعب دورا بارزًا بصورة متزايدة خلال الأسابيع الأخيرة؛ مشيدًا بنجاح الحملة ضد الحوثيين في الصحافة الناطقة باللغة العربية، وهو الشخص الذي وصفه أحد المصادر لـ جالف ستاتس نيوز بأنه "رجل محمد بن سلمان".

وكان المخطط و فقاً لجالف ستاتس نيوز بعد أن أجري بن نايف أجرى عدة اتصالات بأمراء سعوديين متنفذين في هيئة البيعة و ضباط في أجهزة الدولة للاستعداد لإعلان الإنقلاب على الملك سلمان و تنصيب نفسه ملكًا على البلاد.

وأضاف المصدر ان أبن نايف أجرى اتصالاً مطولاً بالأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني لاتخاذ الترتيبات اللازمة للإطاحة بالملك سلمان وابنه على أن يتولى الأمير متعب منصب ولي العهد بعد الاطاحة بالملك سلمان.

لكن الملك سلمان سارع في الإطاحة به قبل الانقلاب عليه لكن الغريب في الأمر أن الملك سلمان أبقي علي "متعب" كقائد للحرس الوطني و لم يطيح به بعد الإطاحة ببن نايف رغم تأكيدأت مصدر أمني للملك بمخطط قائد الحرس الوطني و ولي العهد السابق ضد "بن سلمان".

التحكم في الميزانية

وقال مصدر أمني سعودي في تصريحات خاصة للصحيفة الأمريكية أن الملك سلمان بدأ بالفعل من الحد من نفوذ "متعب" حيث أنه لم يعد يتحكم في ميزانية الحرس الوطني.

حل "الحرس الوطني"

وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة القادمة للملك سلمان حل الحرس الوطني لينضم إلى أفواج الحرس الملكي المكلف بتأمين حراسة الملك وولي وكبار الشخصيات من ضيوف الدولة وكافة القصور والدواوين والضيافات والمناسبات الملكية، فيما ستؤول قواته المنتشرة على الحدود إلى صفوف وزارة الداخلية، وما تبقى سينضم إلى وزارة الدفاع برئاسة محمد بن سلمان.

مستشهدة بما وصفته بـ”العداء التاريخي بين السديريين والحرس الوطني، الذي كان يرأسه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز حتى أربع سنوات مضت فقط؛ حيث حاول السديريون الذين يتولون وزارات الدفاع والداخلية منذ عهد الملك فيصل عدة مرات إزاحة الملك عبد الله عن رئاسة الحرس الوطني، وهو الصراع الذي وصل ذروته في نهاية عهد الملك خالد، وبلغ حد وقوع اشتباكات بين الحرس الوطني والجيش السعودي في عام 1979.

خطوة صعبة

لكن هذه الخطوة لن تكون سهلة حسبما أكده مركز ستراتيجيك فوركاستينج في تحليل وخلص إلى أن "الحرس الوطني السعودي يمر بمنعطفٍ جديد؛ نظرًا لتغير دور المملكة بسرعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومشاركتها المتزايدة في حملات عسكرية وجهود سياسية إقليمية استباقية، لذا أجل الملك سلمان قرار الإطاحة بالأمير "متعب"

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً