30 زوجة لمؤسس آل سعود.. قد يتبادر إلى ذهن الكثيرين تفسير هذا العدد الضخم من الزيجات لمؤسس الدولة السعودية الملك عبد العزيز آل سعود على أنه حب للنساء وشهوة جامحة لرجل بدوي عاش حياته في الصحراء، لكن الحقيقة غير ذلك.
الحكاية بدأت عندما بلغ عبد العزيز سن الـ 25 عامًا، وطلب من والده الإمام عبد الرحمن، السماح له باستعادة ملك الآباء والأجداد من قبضة "آل رشيد"، وبعد إلحاح منه وافق الأب، فانطلق الشاب بصبحة 72 رجلًا لاستعادة الرياض عام 1901، وتوالت الانتصارات في باقي المقاطعات، مثل "القصيم" و"مكة" لكن ابن رشيد طلب العون من الدولة العثمانية لدحر توسعات عبد العزيز، فوقع الأخير على الفور معاهدة "القطيف" مع بريطانيا، والتي تقضي بحماية الأراضي التي يسيطر عليها ابن سعود مقابل قضائه على أبناء رشيد الموالين للدولة العثمانية.
وبعد سلسلة من الانتصارات، تمت مبايعة عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ملكًا على البلاد في عام 1902، لتتأسس الدولة السعودية الحديثة، وعلمها باللون الأخضر عليه سيفان متقاطعان بينهما نخلة، تتوسطه شهادة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله باللون الأبيض وتحتها سيف باللون الأبيض.
لم يكن معه من الرجال المقاتلين سوى 60 رجلًا، ومن هنا جاءت فكرة الزواج من أكثر من امرأة، وزيادة القرب والألفة بينه وبين مختلف القبائل والأمراء والشيوخ ووجهاء المجتمع، وفق ما ذكرته صحيفة "الرياض" السعودية، نقلًا عن صحيفة "الديلي إكسبريس" الإنجليزية.
وقال جون فانيس في كتابه "أقدم أصدقائي العرب"، إن الملك المؤسس عبد العزيز كان يطلق زوجة ليأخذ بأخرى بهدف مصاهرة القبائل، كما عدد المؤرخ "عبدالرحمن الرويشد" مجموع زوجات الملك عبد العزيز في مصنفاته التاريخية حول الأسرة المالكة، فذكر أن عبد العزيز تزوج للمرة الأولى وهو ابن الـ"17 عامًا" من فتاة صغيرة اسمها "شريفة بنت صقر"، يقال إنها كانت من البادية، ولكنها توفيت بعد 6 أشهر فقط من الزواج، لتبدأ سلسلة الزيجات الملكية التي وصلت إلى 30 زيجة، أنجب خلالها 36 ابنًا وابنة، حيث نص الدستور السعودي على قصر الحكم في أبناء الملك المؤسس وأحفاده من بعده.
توفي الملك عبد العزيز آل سعود بقصره في محافظة "الطائف" يوم الإثنين الموافق 9 نوفمبر من عام 1953، بعد حكم دام 52 سنة، عن عمر ناهز 77 عامًا، إثر نوبة قلبية بعد معاناته من مرض تصلب الشرايين، ودُفن بعد صلاة المغرب في مقبرة "العود"، أو مقبرة الملوك كما يطلق عليها، حيث ضمت فيما بعد معظم جثامين ملوك السعودية.
وكانت "حصة بنت أحمد بن محمد السديري" هي الزوجة الأهم بين زوجات الملك المؤسس، ويعرف أبناؤها داخل الأسرة المالكة بـ"السديرين"، وهي أم الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز شقيق الملك الراحل فهد، والمهتم بشؤون الأسرة المالكة يعلم جيدًا أن "السديرين" هم المعسكر الأقوى داخل العائلة، حيث يوجد معسكر آخر كان يقوده الملك الراحل عبد الله، ابن "فهدة بنت العاصي".
وكان يتنافس المعسكران على منصب ولي ولي العهد لما له من أهمية في الفترة المستقبلية، حيث ينتهي عصر الأبناء برحيل الملك سلمان ويأتي عصر الأحفاد، وكان يطمح الراحل عبد الله في الدفع بابنه "متعب" إلى منصب ولي ولي العهد، لكن فاز "السديريون" بهذا المنصب من خلال ذهابه لمحمد بن سلمان، ابن الملك سلمان، الشاب الأقوى سياسيًّا داخل المملكة في الوقت الحالي.