وجهت وزيرة التربية الوطنية بالجزائر، نورية بن غبريط، أوامر للمهتمين بنشر الكتب المدرسية من أجل حذف البسملة من المقرّرات الدراسية الجديدة الخاصة بالجيل الثاني، في وقت استبعد فيه مختصون ذلك، بما أن البسملة ليست فيها إيحاءات عنف إطلاقا، مثلما تذرعت به الوزيرة سابقا بهدف مراجعة الآيات والأحاديث النبوية.
الوزيرة بن غبريط التي لا تسلم من الانتقادات بسبب قراراتها التي يراه الكثيرون تجاوزا كبيرا في حق المنظومة التربوية بما انها تحمل نظرة إيديولوجية بعيدة عن الدين الإسلامي حسب المنتقدين، وتكرر اليوم في مسألة حذف البسلمة التي أثارت جدلا كبيرا منذ تداول المعلومة خلال الساعات الفارطة، لاسيما وأن الأمر يتعلق بكتب مدرسية للجيل الثاني المثير للجدل، والموجهة لتلاميذ السنتين الثالثة والرابعة ابتدائي والثانية والثالثة متوسط، حيث أمرت بن غبريط من خلال تعليمة من ديوانها بحذف البسملة من الصفحات الأولى للكتب.
وفي الموضوع، أكد المستشار السابق لوزير الشؤون الدينية والأوقاف، عدة فلاحي، أن الحديث عن حذف البسملة من المقررات الدراسية الجديدة يفتح باب الفتنة على مصرعيه، بما أنه غير مقبول وغير منطقي، غير مستبعد أن يكون هذا في إطار الحملة المضادة لشخص الوزيرة، بما أن الأمر لا يتعلق بأحاديث نبوية وآيات تتحدث عن أمور “الجهاد، عذاب النار والقبر” لا يستوعبها الطفل مثلما تم تداوله سابقا.
وأوضح المستشار السابق لوزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية، في فترة من الفترات سمعنا بمراجعة الأحاديث والآيات التي تتحدث على عذاب القبر، وعذاب النار، والجهاد، على اعتبار أنها لا تتناسب مع الفترة العمرية للتلاميذ، الذين لا يعون في سنهم معنى الجهاد ولا عذاب القبر وجنهم، مشيرا أن هذا يمكن أن يُراجع، لكن حذف البسلمة غير منطقي لأنها البسملة لا تشكل أي خطورة، ولا علاقة لها بأي إيحاءات للعنف.
وأبدى عدة فلاحي، استغرابه من إقدام بن غبريط على حذف البسملة، بل قال إن هذا مستبعد لأنه غير مقبول منطقيا، فلو تعلق الأمر بالأيايت والأحدياث الوارد فيها العنف كما سبق وأن تكلمت لكان جائزا تربويا وسياسيا وحتى شرعيا.
كما لم يستبعد المهتم بالحقل الديني، أن تكون هذه مجرد حملة ضد شخص الوزيرة يديروها خصوم لها، طالما أن هناك حرب إيديولوجية منذ اعتلائه مبنى المرادية.