لاعب النادي الأهلى ومنتخب مصر والجيل الذهبي للكرة المصرية، نال حب الجماهير لخلقه الرفيع في الملعب وخارجه، إنه محمد شوقي، المدرب المساعد لوادي دجلة، الذي كشف سر استبعاده من الأهلى ومنتخب مصر، وقضية جماهير الأهلى، وتجربة دجلة في حوار صريح، وإلى التفاصيل..
- كيف وصلت لوادي دجلة؟
تجربة جيدة وأتمنى تكمل على خير، فأنا لم أجلس كثيرًا بعد اعتزالي، حيث توليت مسؤولية قطاع البراعم بوادي دجلة، و فور تولي ميدو منصب المدير الفني للفريق الأول طلبني كمدرب فى الجهاز، وميدو لدية أفكار وقواعد جديدة فى مجال التدريب، بالإضافة للدراسة والخبرة كلاعب محترف.
- ما طموح وادي دجلة فى الدوري المصري؟
منذ توليت مسؤولية الفريق بقيادة أحمد حسام ميدو، كانت نتائج الفريق غير مُرضية للجميع، وبدأ الجهاز الفني فى بناء شخصيته، الجهاز لا يهتم بترتيبه فى الدورى بقدر الاهتمام ببناء أسس وقواعد للفريق يستكمل بها مشواره.
- لماذا قبلت بدور الرجل الثاني في دجلة؟
أنا مقتنع بأن بداية أي شىء فى أي مجال يجب أن تكون من الصفر، وأفضل التدرج فى المناصب حتى أصبح قادرًا على تولي قيادة فريق، فلا يمكن أن أقفز لمنصب كبير ويحدث إخفاق يهزمني، وذلك لكي أضمن الاستمرارية، ولا يفرق معي تولى مدرب رابع، المهم أن أتعلم وأبدأ بداية قوية فى التدريب.
- هل المدربون الصغار السن حصلوا على فرصهم فى مصر عكس السابق؟
مصر بدأت نوعًا ما أن تتيح الفرصة لهم، وأتمنى أن تستمر، ونرى نماذج كثيرة خلال الفترة المقبلة، والتخلي عن النفسية المعقدة التي تشترط إتاحة الفرص لأصحاب سن الخمسين عامًا لأن يتولوا قيادة فريق، حيث إن أسس اختيار المدرب فى المقام الأول ترجع إلى شخصيته، وهل هو جدير بتولي هذه المسؤولية من عدمها حتي لو كان سنه 35 سنة.
- هل تحلم بتدريب النادي الأهلي؟
بالطبع أي لاعب لعب في الأهلي يتمنى أن يدربه.
- الجميع اتهمك بالفشل فى إنجلترا مقارنة بميدو، فما ردك؟
بالنسبة لي وجه المقارنة يجب أن يكون عادلًا، فميدو ناجح جدًا، حيث بدأ مسيرته الاحترافية فى سن صغيرة واكتسب من خلالها خبرات عديدة وتعلم الكثير، بالإضافة إلى أن خطواته كانت ثابتة، لكن أنا بدأت الاحتراف في سن 25 سنة، وهذه سن كبيرة على الاحتراف للاعب الكرة، وشاركت فى بداية احترافي مع المنتخب أساسيًا فى أمم أفريقيا وتصفيات المونديال، وتعرضت للإصابة، وبالتالي كان حظي سيئًا فى أول سنة احتراف.
- ما تقييمك لتجاربك الاحترافية؟
الحمد لله راضٍ تمامًا عن تجاربى الاحترافية، سواء فى إنجلترا أو العراق أو ماليزيا، لكننى أعترف أيضًا أننى تحملت كثيرًا، لكن فى النهاية قررت العودة، خصوصًا بعد تجربة العراق.
- لماذا ابتعدت عن النادي الأهلي وفضلت العمل فى أندية أخرى؟
لم أفكر أو أسعَ لذلك، وشعرت أن العمل مع ميدو مفيد، وأظن النادي يعلم أبناءه جيدًا، ويحدد اللاعبين المعتزلين الأجدر للعمل فيه، وأنا لم أسعَ مطلقًا لذلك، لأن هذا الأمر يرجع لقناعات المسؤولين داخل جدران النادي الأهلي.
- كيف ترى الأزمات التي تحدث فى الأهلي بين الجهاز الفني واللاعبين؟
أنا مندهش وأتساءل: كيف تحدث فى القلعة الحمراء مثل هذه الأزمات، وتخرج خارج جدرانه؟، حيث كان يحدث أكثر من هذه الأزمات وقت لعبي فى الأهلي، و لم يتحدث أحد فى هذه الأمور خارج أسوار النادي، ولم يكن أحد يجرؤ على الحديث بسبب قواعد وتقاليد النادي العريقة.
- ما رأيك فى أزمة متعب وغضبه من عدم المشاركة؟
متعب لاعب مهم، فهو يشارك فى الدقائق الأخيرة فى المباراة و يصنع الفارق في وقت ضيق، ولم يأت خليفة له حتى الآن في الأهلي، فهو رأس حربة مميز.
- هل ترى أنه على متعب الاعتزال نهاية الموسم؟
متعب موجود، و لماذا يعتزل؟!، فهو يحتاج أن يشارك لمدة 3 مباريات متواصلة طوال الـ 90 دقيقة، ليتم الحكم عليه هل لديه القدرة على العطاء داخل الملعب من عدمه، لكن متعب آخر 3 سنوات لم يأخذ فرصته كاملة، وطوال عمره لم يؤد جيدًا فى التدريبات، لكن فى المباريات عكس ذلك تمامًا، بدليل أن مشاركته فى آخر المباراة تكون مؤثرة، ومتعب يحتاج لمدرب يفهمه جيدًا.
- تردد أن متعب يمكن أن ينهي مشواره في الزمالك؟
أرى أن يكمل مسيرته فى الأهلي حتى اعتزاله، وصعب جدًا أن ينهي مشواره في الزمالك كما تردد، ولا أظن متعب سيخسر بطولاته وتاريخه مع القلعة الحمراء فى حالة تفكيره الانتقال للزمالك، وبالنسبة لي سيرجع من الصفر.
- من وجهة نظرك، ترى متي يعتزل الحضري؟
لا يمكن أن أتوقع اعتزاله، فالحضري ما زالت لديه القدرة على العطاء داخل الملعب، ولديه حافز أساسي، هو الوصول لكأس العالم وتحقيق بطولة وأرقام شخصية، والدافع مهم جدًا لدى اللاعب للاستمرارية، عند اكتفائه بالدافع والحافز يستطيع بعدها الحضري أخد قرار الاعتزال فى حالة الوصول للمونديال.
- لماذا استبعدك حسن شحاته فى أمم أفريقيا 2010؟
لا أعلم حتى الآن السبب، لكن قبل مباراة مصر والجزائر المؤهلة لكأس العالم 2010 أبلغته عن طريق أحد المساعدين له، ولا أعلم كيف أبلغه رسالتي، بأنني لم أكن جاهزًا لهذه المباراة التي كانت تحتاج لاستعدادات خاصة، والتي كانت أملنا في الوصول للمونديال، وشاهدني بعدها وقال لي: "أنت راجل محترم".
- ترى أن المساعد أحدث وقيعة بينكما؟
لا أعلم، لكن الذي أعلمه عن حسن شحاتة أنه عادل ولا يظلم، لكن أنا لعبت تحت قيادته فى التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 وكنت أساسيًا، وفجأة تم الاستغناء عني نهائيًا.
- هل حاولت مواجهة الكابتن حسن شحاتة؟
لا، أنا أريد أن أعلم السبب، وحاولوا أن تسألوه عن سبب استبعادي، فأنا أقابله كثيرًا لكن أخجل أن أقول له "ليه عملت معايا كده"، فهذا التصرف ضايقني كثيرًا، لأنه كان الموقف الحاسم فى العودة من إنجلترا، فكانت لدي مشكلة مع نادي ميدلسبروه الإنجليزي، وكان لدي أمل بعد لعب التصفيات أن أحصل على عرض احتراف آخر أفضل، لكن اضطررت أن أترك النادي وتعاقدت مع ناد فى تركيا، وكان هذا الانتقال غير مُرضٍ لطموحي وفسخت بعدها التعاقد.
- ما ذكرياتك مع هدف البرازيل فى كأس العالم للقارات؟
سعيد بإحرازه، الجمهور نسى كل مشواري ويتذكر هذا الهدف فقط، وقت إحرازي الهدف لم أشعر به نظرًا لضغط المباراة.
- ما السبب الحقيقى عن رحيلك عن الأهلى؟
رحلت عن الأهلى بسبب حسام البدرى، المدير الفنى للفريق فى ذلك الوقت.
- كيف ظلمك حسام البدري؟
فى البداية لم أرحل عن الأهلى بسبب تراجع مستواى أو لأمور كروية فنية، فالبدرى كان مصممًا على استبعادى من المباريات، فى البداية بحجة عدم جاهزيتى، وكنت وقتها أحاول أن أقنع نفسى بذلك، وأستجيب لقراراته وألتزم فى التدريبات والمباريات، وأقدم أقصى ما عندى، لكنه دائمًا ما كان يستبعدنى من التشكيل، ولم ألعب معه مباراة كاملة، وأقصى وقت قضيته فى الملعب معه كان 65 دقيقة، ورغم شعورى بالظلم والاضطهاد، فإننى تحملت وانتهت الأزمة برحيل البدرى.
- لماذا رفضت الانضمام للزمالك فى وقت من الأوقات؟
الزمالك فريق كبير وشعبيته لا يستهان بها، لكننى رفضت الانضمام له حتى لا أخسر جماهيره التى أعشقها وأقدرها وهى تقدرنى وتحترمنى، وكنت واثقًا من أن انتقالى للزمالك كان سيخسرنى حب واحترام جماهير الناديين، أما الآن فأنا سعيد بحب واحترام جماهير الزمالك، وبالتالى كسبت جماهير الناديين.
- ما موقفك من قضية جماهير الأهلى وجماهير بورسعيد؟
أنا موقفي كان صعبًا للغاية، فأنا اللاعب الوحيد فى النادي الأهلي من بورسعيد، وهذه الأشياء جعلتني أفكر كثيرًا فى ترك القلعة الحمراء، وجعلتني فى حيرة.. أساند بلدي أم جماهير النادي الذي ألعب له.
- ما تقييمك لأداء حسام حسن مع المصري؟
جيد جدًا، فهو صنع شكلًا مميزًا لفريق المصري، وأصبح له طابع فى اللعب، واستمرار حسام حسن في النادي أثقله فنيًا، وأتمنى أن يكمل مشوار النادي في البطولة الأفريقية، لأنها بطولة مهمة للاعبين وللنادي المصري، بالإضافة إلى أن نتائج الفريق فى الدوري جيدة ، واستمرار المدير الفني و الاستقرار المادي دليل على نجاح الفريق، ويمنحه القدرة على المنافسة، كنجاح إيهاب جلال مع المقاصة من وجهة نظري.
- سبب انهيار منتخب مصر من وجهة نظرك؟
الكرة المصرية مرت بكبوة كبيرة بعد الثورة التي وقعت، لكنني أشعر بالاستغراب لطول تلك الكبوة، بشكل عام اعتزل الكثير من اللاعبين الذين حققوا الإنجازات للكرة المصرية، مع ابتعاد حسن شحاتة عن الفريق، كل ذلك أثر على المنتخب بشكل سلبي.
نقلا عن العدد الورقي.