22 عامًا، مضوا على محاول اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك والمحاسبة، حتى الآن لم تجد طريقها للجناة، فأصابع الاتهام وقت الاغتيال أشارت إلى أن السودان هي من دبرت لهذه العملية، واتضح من الوثائق التي ظهرت في وقت قريب إلى أن منفذي محاولة الاغتيال متزوجين من إثيوبيات، محاولة منهم للدخول في عمق المجتمع الإثيوبي.
ويصادف اليوم السادس والعشرين، ذكرى محاولة اغتيال الرئيس الأسبق في أديس أبابا عاصمة أثيوبيا، أثناء حضوره افتتاحية قمة المنظمة الأفريقية في 25 يونيو من عام 1995.
وترصد "أهل مصر" القصة الكاملة وما تحتويه من تضارب معلومات لمحاولة الاغتيال في الذكرى الـ22، في التقرير التالي..
- بيان من الجماعة:
عقب محاولة الاغتيال بثمانية أيام، قالت وكالة "رويترز" أنها تلقت فاكس يحمل بيانًا من الجماعة الإسلامية، ذكرت فيه الجماعة أن "الجماعة مسئولة عن محاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا وأن محاولاتها مستمرة لإسقاط نظام الحكم وإقامة دولة متشددة".
وذكر بيان الجماعة أن العملية نفذها مجموعة تابعة لكتائب طلعت ياسين همام، المهندس الذي خصصته الجماعة للقيام بالعمليات الإرهابية، ولقي مصرعه بعد عملية اغتيال مبارك بفترة قصيرة، على يد الشرطة المصرية، وكان ذلك أثناء تواجده بشقته بحدائق القبة.
- 10 مصريين:
وفي رواية أخرى انتشرت الكثير من المعلومات حول محاولة الاغتيال، وحسب ما نشر في ذلك الوقت فإن تلك العملية شارك فيها 10 مصريين، ونتج عن الاشتباكات التي دارت بين منفذي الاغتيال وحرس الرئيس، مقتل خمسة من المنفذين، هما: عبدالقدوس القاضي ومصطفي عبدالعزيز محمد وشريف عبدالرحمن أمير الجماعة الإسلامية باليمن وعبدالهادي مكاوي ومحمد عبدالراضي.
وتمكن 3 منهم من الهروب وهما مصطفي حمزة الشخصية الأكثر تفاعلًا في هذه العملية، وسلمته المخابرات الإيرانية إلي مصر بعد ذلك، كما تم تسليم نائبه عزت ياسين الذي جمع المعلومات عن وصول موكب مبارك واستخرج جوازات سفر سودانية ويمنية ليستخدمها أفراد المجموعة، أما الهارب الثالث فهو حسين شميط المسئول عن تسليم الأسلحة والتي نقلت من الخرطوم إلي أديس أبابا في حقائب دبلوماسية مليئة بمدافع الكلاشنكوف والذخيرة وقاذفات "آر بي جي " وقنابل يدوية.
- المخابرات الإثيوبية والثلاثة معتقلين:
كما تمكنت المخابرات الإثيوبية من القبض على 3 آخرين في تنفيذ محاولة الاغتيال، وهم صفوت عتيق، وعبدالكريم النادي، والعربي صدقي، وحكم عليهم بالإعدام، ولم يطبق عليهم الحكم عليهم، ولا يزالون مسجونين بأحد المعتقلات الحربية في إثيوبيا.
- المتهمين من جنسية مصرية ومتزوجين من إثيوبيات:
المتهم الأول هو صفوق عتيق، ولد في أسوان عام 1964، عمل مدرس لغة عربية لفترة، ومن ثم سافر إلى أفغانستان للمشاركة في الجهاد مع باقي جماعته ومنها هرب إلي السودان بعد سقوط تنظيم القاعدة، وانتقل منها إلى إثيوبيا وتزوج من فتاه إثيوبية تدعي "إيبايا" قبل عام من "عملية الاغتيال" وأنجب منها، وشارك في محاولة اغتيال مبارك.
أما الثاني، فهو عبدالكريم النادي من مواليد قنا عام1968، مرت رحلته الجهادية بين السعودية وأفغانستان واليمن ثم إثيوبيا وكان بحوزته جواز سفر يمني باسم "ياسين" وانقطعت الاتصالات به منذ الحادث بعد القبض عليه بإثيوبيا والحكم عليه بالإعدام ثم تم تخفيف الحكم إلي الأشغال الشاقة المؤبدة.
والمتهم الثالث والأخير، يدعي العربي صدقي، ولد في محافظة المنيا، واقتصرت وظيفته على الاعمال الحرة في افغانستان، عن طريق السعودية حاملا اسما مستعارا هو "خليفة"، ولاتزال أسرته لا تعرف عنه شيئًا سوي إنه شارك في عملية اغتيال مبارك بأديس أبابا.
- السودان متورطة في العملية:
أكدت المخابرات الأمريكية أن السودان كانت متورطة في محاولة الاغتيال، حيث قال الكاتب الأمريكي نيت جونز، في مقال له، إنه كان من الصعب أن يتم الكشف عن وثيقة ضمن وثائق الأرشيف الوطني الأمريكي، وثيقة حكومية أمريكية تتعلق بالرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك.
وأضاف الكاتب أن محاولة جماعة "الجهاد" الإسلامية المصرية، لاغتيال الرئيس المصرى مبارك فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فى السادس والعشرين من يونيو 1995 تعد قصة مثيرة للاهتمام، تضم من بين أبطالها عمر البشير، وأيمن الظواهرى، وأسامة بن لادن.
- برج السراب:
وفقا لكتاب "برج السراب" الصفحة رقم 213 و214، اجتمع الظواهرى بالمشاركين في محاولة الاغتيال، كما أنه قام بالسفر إلى إثيوبيا، من أجل تفقد موقع عملية الاغتيال.
ويقول لورانس رايت، في كتابه "برج السراب"، إن مبارك أنقذ نفسه، عندما طلب من سائقه العودة إلى المطار، حيث تم التخطيط لكمين ثان فى نهاية الطريق.
- تفاصيل عملية الاغتيال:
قال الكاتب رايت أن الرئيس المصرى الأسبق أوضح في ذلك الوقت ما حدث قائلًا: "فجأة وجدت سيارة زرقاء اللون تسد الطريق، وقفز شخص ما على الأرض، وبدأ إطلاق النار من مدفع رشاش، أدركت أن هناك رصاصات تطلق تجاه سيارتنا، رأيت أولئك الذين أطلقوا النار على".
واتهم الرئيس المصري حينها القتلة بأنهم من أصل سودانى وقال: "لا أستطيع أن اقول ما جنسيتهم بالضبط، ولكنهم لا يشبهون الإثيوبيين ولم يكونوا سودا".
وقام اثنان من القتلة بإطلاق النار على مبارك من عربة جيب كانت في مواجهة سيارة الرئيس، كما قام عدد آخر منهم بإطلاق النار من فوق أسطح المنازل، ولحسن حظ الرئيس مبارك لم تخترق الطلقات نافذة سيارته المضادة للرصاص.
وقام حراس الرئيس بقتل خمسة من القتلة، فى حين قتل اثنان من ضباط الشرطة الإثيوبية، كما أصيب السفير الفلسطينى فى قدمه.