انتهى شهر رمضان المبارك، وانتهى معه أول أيام عيد الفطر الذي طال انتظاره، ولكن عندما انتهت أيام الشهر الكريم التي كانت 29 يومًا لم تنتهي أيام صوم المسلم، فشهر شوال يصوم فيه المسلم 6 أيام، يمكن البدء بها بمجرد أن يمر أول يوم العيد، ومسموح بصيام هذه الأيام بشكل متقطع، لكن يشترط أن تنتهي بمجرد انتهاء الشهر، ويعد صيام هذه الأيام سنة محببة وليست فرضًا.
تقدم "أهل مصر" في التقرير التالي، متى يبدأ الصيام وما هو أجره وحكم صيامه للمرأة التي أفطرت لظروف قهرية في شهر رمضان..
- صيام شوال يكمل صيام العمر كله:
أوضحت دار الافتاء أن من الأعمال الصالحة المستحبة المتعلقة بشهر رمضان صيام ستة أيام من شوال؛ استنادًا على قول النبي "صلى الله عليه وسلم": "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ".
وأضافت أن النبي شبه صيام 6 أيام من شوال في الحديث بصيام الدهر "العمر كله"، وهو أن الحسنةَ بعشر أمثالها؛ كما جاء في قوله تعالى: "مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَا" الآية 160 من سورة الأنعام.
وأشارت الافتاء إلى أن ذلك يوضح أن صيام شهرٍ بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، يساوي ستين يومًا، فيكون قد حاز المسلم على أجر صيام سنة، وإن داوم على ذلك كان كصيام الدهر كله، مستشهدة بما قاله الرسول: "جعل الله الحسنة بعشر، فشهر بعشرة أشهر و6 أيام بعد الفطر تمام السنة".
- صوم شوال وقضاء ما أفطرته المرأة في رمضان:
في هذا الشأن قال الشافعية، إن من تقضى الأيام المفطرة من رمضان في الست من شوال تكون قد أدت ما افطرته في رمضان، وتحصل على أجر الصيام في شوال، ولكن يجب أن تكون نية الصيام قضاء الأيام التي تم الفطر فيها وليس الست من شوال، وبهذا تحصل على ثواب تعويض أيام رمضان، بالإضافة إلى ثواب صوم 6 أيام من شوال، وبوقوع هذا الصيام في أيام الست يحصل له.
واستند المذهب على حديث النبي "صلى الله عليه وسلم" الذي قال فيه: "من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر".
وبناءً على ذلك فأنه يجوز للمرأة أن تقضى ما فاتها من صوم رمضان في شهر شوال، وبذلك تكتفى بصيام قضاء ما فاتها من رمضان عن صيام الأيام الستة، وتحصل على ثواب الاثنين، لكون هذا الصيام وقع في شهر شوال، وذلك قياسًا على من دخل المسجد فصلي ركعتين قبل أن يجلس بنية صلاة الفرض أو سنة راتبة فيحصل له ثواب ركعتى تحية المسجد.
- الصيام مستحب:
قالت دار الإفتاء، إن صيام الست من شوال مستحب عند كثير من أهل العلم سلفًا وخلفًا، ويبدأ بعد يوم العيد مباشرة؛ وكما قال النبى "صلى الله عليه وسلم": "َمن صام رمضان ثم أتبعه ستَا من شوال.. فذاك صيام الدهر".
- الحسنة بعشرة أمثالها:
أوضح الفقهاء من الحنابلة والشافعية، أن صوم ستة أيام من شوال بعد رمضان يعدل صيام سنة فرضًا، وإلا فإن مضاعفة الأجر عموما ثابت حتى في صيام النافلة لأن الحسنة بعشرة أمثالها.
- كيفية الصيام:
يمكن للمسلم أن يصوم الست من شوال، بطريقة متتابعة من اليوم الثانى من شوال فقد أتى بالأفضل وذلك تزامنًا مع اليوم الثاني من عيد الفطر، كما يمكن للمسلم أن يصومها مجتمعة أو متفرقة بشوال في غير هذه المدة كان آتيًا بأصل السنة ولا حرج عليه وله ثوابها.