تشن الصحف الأمريكية والصهيونية حملة تكشف انحيازها التام لقطر بعد مقاطعة دول الخليج و مصر لها و إعطاءها قائمة مطالب بمهلة 10 أيام ثم عزلها.
حيث زعمت بعض تلك الصحف أن صفقة تيران و صنافير تصب في مصلحة إسرائيل وأن بعد التطبيع الواضح كم اتزعم تلك الصحف بين تل أبيب و الرياض ستسلم السعودية مصر لإسرائيل بعد وضع يدها علي الجزيرتين.
صحيفة التايمز الأمريكية
زعمت الصحيفة أن صفقة تيران وصنافير لم تكن مجرد إتفاقية ترسيم حدود متنازع عليها بين دولتين، ولكنها انتصار وحيد للسياسة الخارجية السعودية، التي لم تحقق أي إنجاز لها طيلة العاميين الماضيين سوى حصول ترامب على 480 مليار دولار مقابل خطاب معاد إنتاجه.
و قالت بتهكم بنظرة سريعة للوراء على مسار توتر العلاقات بين مصر والسعودية خلال العامين الماضيين نجد أن جزيرتا تيران وصنافير لم يكونا ضمن أسباب التوتر، بل أن صفقة "ترسيم الحدود" التي وقعت في إبريل العام الماضي بعد زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة، لم تكن سوى محاولة تسوية الخلافات ووأد أسبابها في مهدها، والتي تمثلت بشكل خاص في ميل سلمان ونجله محمد للتحالف مع قطر وتركيا والإخوان، وبشكل عام تهميش ما تبقى لمصر من نفوذ إقليمي والاستحواذ عليه، مقابل المساعدات التي تحصلت عليها القاهرة من الرياض في السنوات الماضية، وما يتبع ذلك من تذيل مصر للسياسات السعودية بشكل يجعل سياسة مصر الخارجية مجرد تحصيل حاصل في إطار السياسات السعودية المتخبطة والعشوائية، والتي كان تحفظ مصر تجاهها وتلكؤها في الانجرار لها في اليمن وسوريا نابع أنها عشوائية ومتخبطة وطفولية في أحيان كثيرة وبدون إشراف أميركي، وليس في إطار أن سياسات السعودية تأتي على حساب مصر بما في ذلك مقومات أمنها القومي، حتى وإن كان ذلك في إطار أن الوكالة الأميركية في الشرق الأوسط أضحى الصراع عليها خليجي-خليجي، وبالتالي وراثة نفوذ مصر الإقليمي أصبح جزء من هذا الصراع برضا الإدارة السياسية المصرية علي حد زعم الصحيفة.
صفقة "هات و خد"
ونوهت الصحيفة إلي أن صفقة تيران و صنافير التي رأت في التنازل عن تيران وصنافير مقابل معقول في ضمان استمرار موقف الرياض الراهن ضد قطر وغلق باب الضغط السعودي بالمصالحة مع الإخوان؛ فليس من الطبيعي أن تمرر الاتفاقية بهذه الطريقة المتعجلة التي تليق بصفقة مشبوهة أكثر من كونها اتفاقية ترسيم حدود، وتعود العلاقات المصرية-السعودية لأوج قوتها وعمقها بعد عامين من التوتر، فقط بعد أيام من حسم الرياض موقفها ومسايرتها للرؤية المصرية الإماراتية تجاه الدوحة وجماعة الإخوان ما جعل إرجاء التنازل عن الجزيرتين طيلة العام الماضي مجرد تأجيل مخطط وليس ناتج عن غضب شعبي وأحكام قضائية وانتهاك للدستور ضرب به البرلمان عرض الحائط وفقاً لتهكم الصحيفة.
بوصلة سلمان
و تساءلت الصحيفة بتهكم ماهي ضمانات القاهرة أن البوصلة السعودية تحت قيادة محمد بن سلمان الذي يحلو له مناداته بالإسكندر الأكبر! لن تتغير في المستقبل القريب بدافع من تطورات داخلية وإقليمية ودولية تبدو مؤقته –مثل بقاء ترامب في البيت الأبيض ومسار مقاطعة قطر وتطورات الصراع على الحكم في المملكة- وأنها بالحد أدنى ستبقى متوافقة مع مصالح مصر للدرجة التي تناسب تنازل الأخيرة عن ورقة هامة مثل تيران وصنافير، التي بدورها ستدفع دور الرياض الإقليمي للأمام على حساب الدور المصري في كافة الملفات والقضايا بما فيها العلاقات مع إسرائيل، وتكتفي مصر بموقع وكيل الوكيل في خارطة مصالح واشنطن ووكالة سياساتها في الشرق الأوسط؟
و زعمت الصحيفة أنه طبقاً لمسار السياسات السعودية ورؤية حكامها للعلاقات مع مصر في العاميين الماضيين، فإنه لا توجد ضمانة لعدم تغير الموقف السعودي على المدى القريب سوى قبول مصر بكافة شروط المرحلة الجديدة من تاريخ العلاقات بين البلدين سوى قبول مصر لمعادلة علاقات قائمة على التبعية، وليس حتى على أرضية الشراكة –وإن كانت حتى تحت مظلة أميركية- والمصالح المتقاطعة. وليس هناك أدل على هذا الأمر إلا دعم الرياض للخرطوم وآديس أبابا ضد القاهرة، وبقاء تداعيات هذه المؤثرات المتعلقة بالأمن القومي المصري مرتهنة لمؤشر الخلاف أو التوافق بين دول الخليج، وامتداد ذلك إلى تبعية القرار السياسي الخارجي لمصر وارتهانه بمؤشر السياسات السعودية الهش القائم على شكل قَبلي بدائي طائفي في معظم الأحيان.
سلمان يسلم مصر لإسرائيل
وزعمت الصحيفة في محاولة منها للوقيعة بين مصر و السعودية إثارى القلائل داخل نفوس المصريين أنه ماذا لو تعرضت السعودية لإضطرابات وقلاقل داخلية أو خارجية تجعل إسرائيل وفق آلية التحالف الحالي مع السعودية وتطوره في المستقبل تحتل جزيرتا تيران وصنافير -تحت أي دعوى وأي مبررات لن تُعضل تل أبيب في اختراعها- وتصبح لها السيطرة المطلقة على خليج العقبة بعد تنازل مصر عن الجزيرتين للسعودية.
و تغافلت الصحيفة تماماً عن القوات المصرية المتواجدة في الجزيرتين لحمايتها و أن الترسيم جري بعد عقد اتفاق مكتوب بعدم خروج القوات المصرية من الجزيرتين لحمايتها من أي تدخل إسرائيلي، مما يؤكد أن تلك الصحف طالها تمويل قطر أو استخدامها بطرق أو بأخري لضرب استقرار السعودية و مصر لسحب حملتهم ضد قطر الداعمة للإرهاب.
تطبيع علني
أما صحيفة يدعوت أحرنوت فأخذت مبدأ الاصطياد في الماء العكر حيث أبرزت اتصالات سرية بين السعودية والكيان الصهيوني من أجل تطبيع العلاقات الاقتصادية بين الدولتين.
ونقلت الصحيفة البريطانية في تقرير أن العلاقات بين الكيان الصهيوني والسعودية ستبدأ رسميا بخطوات صغيرة نسبيًا على سبيل المثال منح رجال الأعمال الإسرائيليين حرية إنشاء المتاجر والمصانع في الخليج، أو السماح لطائرات شركة “العال الإسرائيلية” بالتحليق في المجال الجوي السعودي.
وحسب الصحيفة فإن أي تقدم من هذا القبيل من شأنه أن يعزز التحالف الأكثر إلحاحا بين اثنين من أعداء إيران، ويعمل على تغيير ديناميات الصراعات الكثيرة التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط.
وتسعى الإدارة الأمريكية إلى "دفع تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، بموازاة دفع عجلة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وتدرس الإدارة الأمريكية خطوات إضافية، منها إجازة الرحلات الجوية من البــلدان العربية في سماء إسرائيل والعكس".
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تحدثت مؤخرًا عن خطوة رمزية نحو تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والسعودية بعد نشر أخبار عن اتصالات سرية بين دولة الاحتلال والولايات المتحدة وأطراف عربية لتنسيق رحلات حج من "تل أبيب" إلى المملكة العربية السعودية.
لكن في الوقت الحالي بعد تيران وصنافير أصبح التطبيع مع إسرائيل مكشوفاً للعلن، حيث أن هذه الأخيرة رحبت بالإتفاقية ،وفي أول رد فعل لها عمليًا، تهيئة الخطوط الجوية للربط بين جدة وتل أبيب، تحت غطاء تنظيم رحلات للحجاج الفلسطينيين مباشرة من القدس.
وزعمت الصحيفة إن زيارة ترامب المباشرة من الرياض إلى القدس المحتلة، كانت بالأساس تدشين لخط التواصل الذي تسعى له إسرائيل، فرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أفصح عن نيته في زيارة الرياض، عندما إستقبل ترامب، كان يتحدث في رسالة ضمنية مفادها أن الإسرائيليون ساعون قدماً نحو جعل هذا التطبيع على الواقع أكثر من ذي قبل.
فمنذ أزمة قطر أصبحت إسرائيل وكل إعلامها مجند لكشف علاقاتها الخفية بالسعودية، لعل في الأزمة كما يقولون خير، تظهر لك الصديق من العدو.