يصادف اليوم الثلاثاء، ذكرى انقلاب ولي عهد دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وتوليه الحكم، وهذه ليست محاولة الانقلاب الوحيدة التي شهد عليها كرسي العرش بقطر، فالانقلاب بدأ عام 1972، عندما قام الشيخ خليفة آل ثاني بالانقلاب على ابن عمه الشيخ أحمد آل ثاني، وانتهي بالخوف من الانقلاب وتسليم السلطة، كما تسلم تميم السلطة من والده حمد عام 2013.
وتأسست دولة قطر 3 نوفمبر 1971، ونالت استقلالها بعد إلغاء معاهدة الحماية البريطانية التى وقعها الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني، تفيد بإنهاء كافة العلاقات مع بريطانيا، وبذلك أصبحت قطر عضوة في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
ترصد "أهل مصر" في التقرير التالي الانقلابات التي شهدتها الدولة القطرية على مدار 45 عامًا..
- أول محاولة انقلاب:
في 1972، وتحديدًا في الثاني والعشرين من فبراير وبعد أشهر قليلة من استقلال قطر قام الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ولي العهد ونائب الحاكم، بانقلاب عسكري على ابن عمه الشيخ أحمد بن على آل ثانى ليعلن بذلك بداية سلسلة من الانقلابات، وكانت قطر في ذلك الوقت في بداية مشوارها السياسي والاقتصادي، بعد أن تم اكتشاف حقول البترول بها.
- من الفشل الدراسي إلى وزيرًا للدفاع:
وبعد ذلك عين الشيخ خليفة بن حمد نجله حمد وزيرًا للدفاع عام 1977، الذي كان أكبر أبناءه، وكان كارهًا للتعليم، وأنهى دراسته الثانوية بصعوبة بمساعدة والده.
وبعد ذلك أرسل حمد للكلية العسكرية ببريطانيا، ولكن لم يتمكن من إنهاء دراسته بها وفصل منها بعد 9 أشهر فقط، هذا ما جعله يعود إلى قطر، ولكن برتبة جنرال وقائدًا للجيش.
- الانقلاب السلمي:
وفي 27 يونيو عام 1995، انقلب الأبن على والده، ووقع ذلك بكل حرفية وليونة من حمد الذي تنكر بقناع الأبن المطيع الخائف على والده.
فاستغل حمد غياب والده، الذي غادر في رحلة إلى سويسرا، وأعلن عن ما اختذله بقلبه، بعد أن قبل يد والده في المطار وتمني له السلامة، وانتظر ساعات قليلة وإعلن عن الانقلاب، فقطع التليفزيون القطري الإرسال وبث البيان الأول، عارضًا صورًا لوجهاء الإمارة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفًا لأبيه وقيل فيما بعد إن المشاهد التي عرضت كانت مزورة، وأسفر انقلاب حمد الذي ساعدته به موزة عن اعتقال 36 من المقربين للشيخ خليفة، في سجن بوهامور.
- اعتقال الموالين لوالده:
ولم يتوقف الأمير حمد بأخذ كرسي العرش من والده واعتقال الموالين له، بل أمر بالحجز على أموال والده في المصارف السويسرية باعتبار أنها تعود إلى إمارة قطر، ولكن سويسرا لم توافق على ذلك، وتوصل الأطراف إلى أن تبقي الأموال مع خليفة مقابل عدم القيام بأي حراكات انقلابية على نجله، أو الاتصال بمؤيديه في قطر أو خارجها، بالإضافة إلى تسليم كبار معاونيه.
وبعد ذلك أقام الخليفة فترة في سوريا حتي سمح لها نجله حمد بالعودة إلى قطر مرة أخرى عام 2004.
- القبض على عدد من قيادات الجيش:
في فبراير عام 1996، تحركت قطاعات من الجيش والدولة، موالية لـ"خليفة"، لكن "حمد" كان مستعدًا لغدر والده، وسرعان ما أحبط المحاولة الانقلابية، وألقى القبض على 121 شخصًا، من قيادات الدولة العسكرية والسياسية.
وبسبب هذا الانقلاب اتهم حمد قبيلة "آل مرة" المكونة من 52 ألف شخص، بالمشاركة في الانقلاب ضده، وقطع عنهم الكهرباء والعمل وتركهم ليموتوا ببطئ.
- محاولة لتخويف الشعب القطري:
كما أعلن حمد عن إعدام 19 شخصًا والحكم بالمؤبد على 20 آخرين، بهدف تخويف الشعب القطري من آي محاولة انقلاب آخرى لصالح الخليفة، وحضر هذه المحاكمات وزير الخارجية محمد بن جاسم، ورئيس الوزراء، عبد الله بن خليفة.
- تعيين تميم وليًا للعهد:
وصعد تميم ابن حمد إلى كرسي ولي العهد، في بداية شهر اغسطس عام 2003، وازدادت بذلك نفوذه وسلطاته في قطر، وبعدها مباشرة ألقي حمد بن خليفة القبض على 30 فردًا من ضباط الجيش القطري، بالإضافة إلى وضع الكثير من أفراد أسرتهم تحت الإقامة الجبرية.
- تسليم السلطة:
من جديد عادت الانقلابات في يونيو 2013، إلى الأسرة الحاكمة القطرية، ولكن هذه المرة كانت على يد تميم، نجل حمد، الذي وجد أن والده قضي في السلطة 18 عامًا، وحان وقت رحيله، بانقلاب عسكرى وليس تنازلًا عن السلطة، وهذا ما أكده المراقبون والإعلاميون المتابعون لشأن هذه الدولة الغريبة التى ينقلب فيها الأبناء على آبائهم.
- حمد أذكى من تميم
ولكن حمد كان أذكي من نجله تميم، وتنبأ بأن ما فعله في أبيه خليفة سيتكرر معه، ولهذا خرج حمد يعلن تنحيه عن الحكم، وتنازله لنجله "تميم"، لكن كل المراقبين والإعلاميين، والذين راقبوا ما يحدث فى الداخل القطرى أدركوا ما يدور، وبهذا استطاع تميم الذي لازال شابًا أن يسيطر على مقاليد كل شىء في الداخل القطرى.
كما أشار المراقبون إلى أن حصول تميم على السلطة من والده كانت السبب الأكبر فيه، هي الشيخة "موزة"، التي تسعي دائمًا إلى السلطة.