سلط عدد من كبار كتاب الصحف الصحف المصرية الصادرة اليوم الأربعاء الضوء على عدد من الموضوعات الهامة التي تشغل المواطن المصري والعربي أبرزها ثورة 30 يونيو، وأزمة قطر مع الدول العربية، والوضع في إيران.
ففي صحيفة "الجمهورية"، قال الكاتب "ناجي قمحة" في عموده "غدًا أفضل" تحت عنوان "30 يونيو.. معركة التحدي"، إن الشعب المصري وجه في 30 يونيو 2013 ضربة قوية للمخطط الاستعماري لتمزيق الدول العربية وإسقاط مؤسساتها الوطنية لصالح قوي رجعية وطائفية متخلفة قبلت بدور العميل الذي يغمد الخنجر في صدر الوطن استجلابا لرضاء محرضه ومحركه".
وأضاف قمحة "إن الشعب لم يتوقف فقط عند إسقاط حكم الجماعة الإرهابية بعد عام واحد فقط من استيلائها على السلطة وبدء ممارسة مخطط تمزيق الوطن وإسقاط مؤسساته بل عمل الشعب منذ اللحظات الأولى لنجاح الثورة، مستندا لقواته المسلحة الباسلة، على فرض إرادته ومواجهة الجماعات الإرهابية التي لم تتوقف القوى الاستعمارية عن دعمها تسليحا وتمويلا وغطاء سياسيا وإعلاميا والتي جندت الطابور الخامس المندس في مواقع شتي بالداخل لشن حملات التشكيك والإحباط والسعي بكل الوسائل لتفرقة الصفوف وتمزيق الوحدة الوطنية التي عبرت عنها ثورة 30 يونيو أصدق تعبير".
واختتم قائلا "إن القوات المسلحة كانت درعا صلبة تحطمت عليها كل محاولات الإرهاب مهما بلغت التضحيات التي تقدمها كل فئات الشعب في معركة التحدي ضد الاستعمار وعملائه منذ بداية ثورة 30 يونيو حتى الآن".
وتحت عنوان "المطالب العربية وعناد حكام قطر"، أكد الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد" في صحيفة "الأخبار"، أن كل الظواهر الطافية على سطح الأحداث على الساحة العربية بصفة عامة والخليجية علي وجه الخصوص، تشير إلى ازدياد حالة العناد التي تملكت حكام قطر وسيطرت على رؤوسهم، وأصبحت تقودهم للاستمرار على ما هم غارقون فيه من تورط مع عصابات الارهاب وقوى الشر المتآمرة على مصر والدول العربية والخليجية".
وقال بركات "تؤكد الشواهد الخارجة من الدوحة استمرار حكام قطر، في خطأ القراءة المغلوطة للتطورات والمستجدات الأخيرة في المنطقة والعالم، غير مدركين أن هناك واقعا جديدا قد تشكل مع نهايات العام الماضي وبدايات العام الحالي، وأن هذا الواقع يرفض رفضا قاطعا الصمت أو القبول بالدول أو الحكام المتورطين في دعم الإرهاب ومساعدة الإرهابيين بالتمويل أو التسليح أو الإيواء".
وأضاف " إن الدلائل، تشير إلى أن هؤلاء الحكام لن يستفيقوا من غفوتهم، ولن يستجيبوا للمطالب الصحيحة والعادلة التي تضمنتها القائمة المقدمة من الدول الأربع مصر والسعودية والإمارات والبحرين لهم، والتي تضمنت ثلاثة عشر مطلبا يمكن في حالة استجابتهم لها إنقاذ قطر وعودتها إلى مكانها الطبيعي وسط أشقائها،..، وهذا إن حدث، وهو المتوقع، سيكون خطأ كبيرا وله عواقب وخيمة".
واختتم مقاله قائلا: "الأكثر تماديا في الخطأ من هذا، هو أن يظل هؤلاء الحكام على تصورهم المغلوط، بأنهم يمكن أن يوفروا لأنفسهم الحماية من غضبة الشعوب العربية، وغضبة الشعب القطري ذاته من سلوكهم المعوج ونهجهم الشاذ والخارج عن الإجماع العربي، باللجوء وطلب الحماية من قوى الشر المتآمرة على العرب والخليج بالذات سواء كانت هذه القوى متمثلة في إيران أو تركيا، أو جماعات الإرهاب والتطرف والضلال".
أما الكاتب مكرم محمد أحمد، ففي عموده "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام "، وتحت عنوان "روحانى وخامنئي.. صراع الأضداد!"، قال "إن حدة الصراع في إيران بين المرشد الأعلى آية الله خامنئي ورئيس الجمهورية المللا حسن روحاني تزداد إلى حد يكاد يقسم البلاد ويهددها بالحرب الأهلية". وأضاف " إنه قبل يومين، اضطر رئيس الجمهورية إلى الهرب من مسيرة الجمعة الأخيرة من رمضان التي تخصصها الحوزة الإيرانية لذكري احتلال مدينة القدس، عندما وجد روحاني نفسه محاصرا وسط جموع المحافظين أنصار خامنئي، الذين تعالت هتافاتهم بسقوط (المللا الأمريكي والرئيس الكاذب روحاني) الذي سوف يلقي مصير أبوالحسن بني صدر الذي نفي من البلاد لأنه خرج علي آية الله خامنئي عام 1981 رافضا استبداد قراراته".
وأشار الكاتب إلى أنه منذ أن خرج الصراع بين الرجلين خامنئي وروحاني إلى العلن إثر الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والمرشد الأعلى لا يتوقف عن التشهير برئيس الجمهورية واتهامه بأنه يكرر مأساة الحسن بني صدر، ويحاول قسمة البلاد إلى خصوم ومؤيدين، مؤكدا أن ذلك لن يتكرر مهما تكن النتائج وأن الذين يكررون الخطأ ذاته سوف يلقون المصير نفسه.
ولفت إلى أن المحافظين أنصار خامنئي، اعتبروا أن إشاراته السلبية للرئيس روحاني، تمثل ضوءا أخضر يمكنهم من استباحة روحاني، والعمل على سرعة عزله قبل أن يصبح خطرا على مصير الثورة الإيرانية!. وأضاف مكرم، أنه يبدو أن حسن روحاني، تجاوز الخط الأحمر عندما طالب بأن يكون اختيار المرشد الأعلى بالانتخاب، فضلا عن احتفائه الشديد خلال الحملة الانتخابية بالرئيس الإصلاحي محمد خاتمي وتعهده بالإفراج عن مهدي كزوبي وعدد من قادة الإصلاحيين الموقوفين في منازلهم لا يستطيعون مغادرتها، ولأن شعبية حسن روحاني تجاوزت كثيرا شعبية المرشد الأعلى، ومكنته من أن يحوز منصب رئيس الجمهورية بهذا الفارق الضخم في الأصوات اعتمادا علي مساندة المرأة والشباب وتجار البازار.
واختتم مكرم محمد أحمد مقاله، قائلا: "ورغما عن أنف المرشد الأعلى الذي يسيطر على الأمن والمخابرات والإعلام والحرس الثوري، أصبح وجود حسن روحاني يمثل تهديدا مباشرا لسلطة المحافظين في إطار برنامجه، الذي يستهدف الحفاظ على الاتفاق النووي بين إيران والغرب وتوسيع الحريات، وإسقاط أسوار العزلة عن إيران، لكن مصدر التوجس الرئيسي للمحافظين من نجاح روحاني، يكمن في إحساس المحافظين المتزايد بأن مساحة تأثيرهم في المجتمع الإيراني تقل علي نحو متزايد لصالح الإصلاحيين".