تناول كبار كتاب المقالات بالصحف المصرية الصادرة اليوم الجمعة احتفال الشعب المصري بثورة 30 يونيو وانتصار الشعب ونهاية الجماعة الإرهابية.
ففي صحيفة الأهرام.. قال الكاتب علاء ثابت بعنوان "30 يونيو: يوم انتصرت الإرادة" إنه عبر 1460 يوما هي عمر ثورة 30 يونيو ازدادت قناعة المصريين بجدوى ما قاموا به، وبأنه ما كان ممكنا لهم بحكم تاريخهم وحضارتهم القبول بأن يطول اختطاف دولتهم من قبل الجماعة الإرهابية أكثر من عام عج بالكثير من المشاهد السيئة، التي ما كان أكثر المتشائمين يتخيل أن تشهدها مصر. والاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة 30 يونيو هو في الحقيقة احتفال بانتصار الإرادة المصرية على كل من توهموا أن بمقدورهم العبث بمصر ومصير شعبها. انتصر المصريون لإرادتهم في الحياة بالشكل الذي يقررونه وليس بالشكل الذي تقرره لهم جماعة أو فصيل معين أو حتى قوى إقليمية ودولية. فالثورة كانت وما زالت تأكيدا أنه لا أحد يملك أن يقرر لمصر إلا شعبها، وأن مصر التي اجتازت كل التحديات على مدى التاريخ وكانت عصية على كل من حاول النيل منها ما زالت قادرة على مواجهة هؤلاء وإفشال مخططاتهم، ففي 30 يونيو 2013 تحطم مخطط الإخوان لاحتلال مصر وتحويلها إلى مركز أو عاصمة لخلافة مزعومة حلموا بها منذ ما يزيد على 80 عاما، تعاونوا خلالها وتآمروا مع قوى ودول كثيرة من أجل فرض ذلك المخطط على مصر، تمهيدا لفرضه على دول المنطقة. ثورة يونيو هي حلقة أخرى من حلقات الكفاح المصري ضد الاحتلال أيا كان شكله أو مصدره.
وأضاف الكاتب أن انتصار إرادة المصريين في 30 يونيو لم يخرج مصر فقط من النفق الإخواني المظلم، ولكنه أعاد الثقة للمصريين في قدرتهم على فرض التغيير والدفاع عن اختياراتهم. ودون أدنى شك فإن تلك الحقيقة هي التي مكنت الدولة بأجهزتها المختلفة من مواجهة الحرب والمؤامرات التي تدار ضد الدولة واختيار شعبها. وإذا كان من خطر يمكن أن يهدد الدولة المصرية فهو فقط غياب ثقة الشعب المصري في أنه صاحب الكلمة العليا، والسماح لمن يريدون خلخلة تماسكه واصطفافه حول مشروع الثورة وخلف القيادة السياسية التي اختارها بإرادته، ومحاولات النيل من قوة التلاحم الذي تأكد بين الشعب صاحب الإرادة وبين القوات المسلحة العظيمة الساهرة على إنفاذ تلك الإرادة. فثورة 30 يونيو أكدت بما لا يدع مجالا لمشكك أن انحياز القوات المسلحة لخيار الشعب المصري الذي بدا في ثورة 25 يناير 2011 لم يكن لحظة عابرة، ولكنه كان تعبيرا وتأكيدا لعقيدة راسخة لدى القوات المسلحة التي كانت على مدى تاريخها وستظل عمود خيمة الدولة المصرية.
وفي صحيفة الأخبار.. قال الكاتب محمد بركات بعنوان "الثلاثين من يونيو ثورة شعبية كاسحة" إنه في مثل هذا اليوم الثلاثين من يونيو منذ أربع سنوات، كان خروج الملايين من أبناء مصر بطول البلاد وعرضها، في ثورة شعبية جارفة وغير مسبوقة في تاريخ الأمم والشعوب، للتعبير عن إرادتهم الحرة ورفضهم القاطع لاستمرار جماعة الإفك والضلال والإرهاب في حكم البلاد والسيطرة على مقاليد ورقاب العباد.
وأشار الكاتب في مقاله إلى أن خروج الملايين في ذلك اليوم المشهود من عام ٢٠١٣ كان هو الوسيلة السلمية الوحيدة المتاحة أمام الشعب لاستعادة الوطن من خاطفيه، وإنقاذ الدولة من الضياع، في ظل ذلك الفشل الذريع للجماعة في إدارة شئون البلاد والعباد، وبعد أن كادت الدولة تفقد كيانها وملامحها وهويتها وتتحول إلى دولة فاشلة، لولا رحمة الله بها وبنا.
ولمن يحتاجون إلى إنعاش ذاكرتهم عما جرى وكان قبل يوم الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ نقول إن خروج الشعب في ذلك اليوم المشهود كان محصلة طبيعية للعديد من الوقائع والأحداث التي سبقته وأدت إليه، بحيث أصبح هو الخيار الوحيد والوسيلة المتاحة أمام الشعب لاسترداد دولته وكيانه وهويته، بعد أن سيطرت الجماعة ومكتب الإرشاد على كل المواقع وأقصت جميع القوى الوطنية، ووضعت البلاد كلها في حوزتها.
وإذا كنا اليوم نسعى بكل الإصرار والجدية لتحقيق طموحاتنا المشروعة في دولة مدنية حديثة وديمقراطية تقوم على المساواة وحقوق الإنسان وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية، في ظل حركة متسارعة للبناء والتنمية،..، فعلينا ألا ننسى على الإطلاق أن ذلك ما كان له أن يكون أو حتى يرى النور، لولا ثورة الثلاثين من يونيو التي أنقذت مصر من المصير الأسود والتي كانت تساق إليه على يد الجماعة الضالة والمضللة، التي نشرت الإرهاب في ربوع البلاد انتقاما من الشعب لرفضه حكمها.
وتحت عنوان "30 يونيو.. ونهاية الجماعة الإرهابية".. قال الكاتب جلال دويدار إنه في مثل 30 يونيو منذ أربع سنوات هب الشعب المصري ثائرا بعد أن اكتشف هول المؤامرة التي تعرض لها بالسماح لجماعة الإرهاب الإخواني بالسطو على حكم هذا الوطن.
وكانت الفترة التي مرت علينا بعد أيام من اندلاع ثورة ٢٥ يناير مرتعا لتنفيذ مخطط تخريب وتدمير مصر. جرى ذلك بمشاركة كل الحاقدين والمتربصين والمتسلطين والخونة والانتهازيين. ولأن قواتنا المسلحة التي تضم أبناء كل أطياف الشعب وباعتبارها الدرع الواقي للأمن والاستقرار والحافظة لمقدرات الوطن.. جاءت تلبيتها لنداء الثورة والتحرك لتفعيل وتنفيذ إرادتها للخلاص من الحكم الإخواني الأغبر. في يوم ٣ يوليو ٢٠١٣ تنفس كل أبناء مصر الصعداء وتوجهوا بالشكر إلى المولى عز وجل الذي وضع نهاية لفترة حالكة السواد من تاريخ الدولة المصرية كانت سببا في تراجعها وتخلفها لعدة عقود إلى الوراء.
ونوه الكاتب إلى أنه في احتفالنا بحلول ذكرى هذا اليوم الخالد علينا أن نتذكر كل الأيام المريرة التي عشناها في ظل ما فعلته جماعة الإرهاب الإخواني بنا وبمصر. إن صدمة شلح هذا الحكم الذي استهدف القضاء على هوية وحضارة مصر جعل الجماعة لا تصدق ما حدث حتى الآن.. إن استراتيجيتها تأسست على تبني الخداع والتضليل باسم الدين البريء تماما من انحرافاتها ودمويتها.