بدأ العدد يتزايد والشعب يحتشد، ودوى هتاف "ارحل ارحل"، مصممين على عدم الاستسلام، ومع مرور الدقائق يزداد شغف الثائرين في استرداد أرضهم من جماعة إرهابية، أوقعت الشعب في شباكها، فتمكنوا من التحرر بعد عام كامل، فاليوم الذي وقع فيه المصريين في الشباك، هو نفس اليوم الذي تمكنوا فيه من تنفيذ عملية إنقاذ الوطن، من يد جماعة الغدر يجري في دمها.
أربع سنوات مرت على ثورة 30 يونيو، التي زلزلت ميادين مصر وعلى رأسهم ميدان التحرير، وتناقلت المواقع العالمية الاخبار عن شجاعة المصريين في الوقوف ضد جماعة الإخوان، واضعين كروت باللون الأحمر على صدورهم، مكتوب عليها "ارحل يا مرسي"، و"يسقط حكم المرشد".
ترصد "أهل مصر" في التقرير التالي 9 مشاهد من أحداث ثورة 30 يونيو..
احتشتد المظاهرات المعارضة لمرسي:
انطلقت مسيرة يقودها عدد كبير من الفنانين المصريين من أمام مقر وزارة الثقافة بالزمالك لميدان التحرير، بقيادة ليلى علوي وإلهام شاهين وأحمد السقا والمخرج خالد يوسف وغيرهم.
كما انطلقت مسيرة حاشدة للصحفيين من أمام نقابتهم بوسط البلد إلى ميدان التحرير للمشاركة في التظاهرات، ووصلت مسيرات أخرى من شيوخ الأزهر والقساوسة، تعبير عن الوحدة الوطنية، كما احتشد الآلاف من المواطنين أمام قصر الاتحادية لدعم المتواجدين هناك.
وقامت حركة "تمرد" بالتظاهر أمام القصر هي الأخرى، رافعة 22 مليون استمارة، وقع عليها المصريين للمطالبة بعزل مرسي،
وبدأ المتظاهرون المعارضون لمرسي في التجمع بعدة محافظات من بينها الاسكندرية والسويس والمحلة والغربية وبورسعيد والمنوفية، كما احتشد مئات الآلاف بميدان سيدي جابر في الإسكندرية للمطالبة.
- الجيش يلقي الاعلام على المتظاهرين:
ولم يكن الشعب وحده في هذه المعركة الشرسة، بل كانت قوات الجيش والشرطة خير دعم للشعب، فانتشرت الطائرات الخاصة بالجيش، تحلق فوق سماء ميدان التحرير، لطمئنة الثوار، أن هناك من يدعمك ويقف ورائكم لحمايتكم، ورد الشعب بفرحة عارمة ظهرت في "الليزر" الأخضر الذي غطي الطائرات في السماء، وقذفت الطائرات العديد من الاعلام المصرية على الشعب، لتزداد الروح الوطنية داخل النفوس.
- الثورة ليست للشباب فقط:
لم تقتصر الحشود في ميدان التحرير على فئة الشباب الثائر، بل ضمت جميع أطياف الشعب المصري، وغالبية المشاركين فيها من المهمشين في المجتمع المصري من سيدات وعجائز وأطفال.
- 6 أبريل وتكتل القوي الثورية:
وأعلن تكتل القوى الثورية وحزب 6 ابريل عن تنظيم تظاهرة حاشدة من ميدان التحرير إلى محيط قصر الاتحادية مع استمرار حزب 6 ابريل فى اعتصام عدد من مجموعاته بميدان التحرير وميدان الكت كات بامبابة، كما أعلن التكتل عن القيام بالتنسيق مع اللجان الشعبية فى تامين التظاهرات، واستخدام الكاميرات الخفية فى رصد اى انتهاكات تقع على المتظاهرين.
- حكومة ظل الثورة:
كما طالبت حركة ظل الثورة، بتصحيح مسار الثورة الذى افشله الرئيس المخلوع مرسى وجماعته، مؤمدة في بيان لها، أن أحداث العنف المستمرة فى البلاد منذ اسبوع دليل على العيش فى أجواء الحرب الأهلية وأن 30 يونيو من المتوقع فيه حدوث أعمال عنف أكثر مما سبق الأمر الذى يهدد السلم العام بشكل غير مسبوق ولم تشهده مصر منذ بداية الثورة، ووفقًا لهذا طالبت حكومة ظل الثورة مرسى بصفته الوحيد الذى يمتلك اليات الحل والخروج من الأزمة بأن يضع مصلحة الوطن اولًا قبل مصلحة الجماعة وأن ينزل على رغبة ملايين المصريين بالتخلى عن الحكم دون النظر لاولويات قيادة جماعة الاخوان.
مظاهرات المؤيدين للشرعية:
تجمع عشرات الآلاف من مناصري مرسي، في ميدان رابعة العدوية بمنطقة مدينة نصر شرق القاهرة، حيث أجروا تدريبات قتالية لتأمين اعتصامهم، ووصلت مسيرات عدة من مناطق مختلفة بأنحاء العاصمة المصرية إلى ميدن التحرير مرددين هتافات مناهضة لمرسي وجماعة الإخوان المسلمين، تحت شعار "الشرعية خط أحمر".
انتشار الأمن:
وانتشرت سيارت الأمن المركزي بمحيط وزارة الداخلية في وسط القاهرة وأمام مجلسي الشعب والشورى ومجلس الوزراء، وتمركزت 35 سيارة أمن مركزي وعدد من المدرعات بمنطقة المصالح الحكومية والوزارات القريبة من ميدان التحرير.
كما قامت قوات الأمن بوضع حواجز معدنية مدعمة بالأسلاك الشائكة على أطراف الشوارع الجانبية المؤدية إلى تلك المنشآت الحيوية لاستخدامها فى غلق تلك الشوارع في حالة تطور الأحداث أو وقوع ما يهدد سلامة تلك المنشآت.
وتمكنت قوات الأمن من القاء القبض على 18 شخصا من أعضاء حزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية أثناء استقلالهم حافلة صغيرة وبحوزتهم كمية من الأسلحة النارية في طريقهم لمهاجمة المتظاهرين.
وكثفت وحدات من الجيش من تامين قناة السويس، كما انتشرت المروحيات العسكرية حول المجري الملاحي للقناة، واستخدمت الكلاب البوليسية لتفتيش معديات الربط بين ضفتي القناة.
دور الأزهر:
دعا شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان كل مصري إلى تحمل مسؤوليته "أمام الله والتاريخ والعالم" وحذر من الانجراف إلى الحرب الأهلية "التي بدت ملامحها في الأفق والتي تنذر بعواقب لا تليق بتاريخ مصر ووحدة المصريين ولن تغفرها الأجيال لأحد".
ومن جانبه، دعا بابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني المصريين إلى التفكير معًا والتحاور معًا، وطلب منهم الصلاة من أجل مصر.
موقف بعض الدول:
صدر بيان في 1 يوليو عن المكتب الإعلامي لأمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، قال فيه "ينبغي توجيه إدانة قوية لما تردد عن سقوط عدد من القتلى والجرحى وكذلك الاعتداء الجنسي ضد المتظاهرات إضافة إلى أعمال تدمير الممتلكات وذلك رغم ما يبدو من أن الغالبية العظمى من أولئك الذين يشاركون في الاحتجاجات يقومون بذلك سلميًا"
واستبعد رئيس الوزراء، علي العريض، انتقال ما يحدث في مصر إلى تونس قائلًا: "أستبعد سيناريو مشابه لما يحدث في مصر لثقتي الكبيرة في وعي التونسيين وقدرتهم على قياس إمكانيات البلاد"، مضيفًا: "منهجنًا يتسم بالتوافق والشراكة ولا مبرر في اتجاه إهدار الوقت أو تعميق التجاذبات"، معتبرًا أن ما يحدث في مصر، هو انقلاب عسكري على الشرعية.
ومن جانبه، قال وزير الإعلام عمران الزعبي إن نموذج جماعة الإخوان المسلمين في السلطة "سقط إلى غير رجعة"، مؤكدًا إن "نموذج حكم الإخوان في مصر توفي، لكن شهادة وفاته لم تصدر بعد".