شكري القوتلي.. قصة رجل شارك عبد الناصر حلم تأسيس "الجمهورية العربية المتحدة" وهزمه "الانقلاب"

كتب : نجوى قطب

في عام 1958 تم توحيد بين كل من البلدين، سوريا ومصر، وسميت الجمهورية العربية المتحدة، والتي كانت بداية لتوحيد الدول العربية، وكانت إحدى أحلام الرئيس جمال عبد الناصر.

وأعلنت الوحدة في 22 فبراير 1958 بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيسين السوري شكري القوتلي وجمال عبد الناصر، وتم اختيار عبد الناصر رئيسًا والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة، وفي عام 1960 تم توحيد برلماني البلدين في مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة في القاهرة أيضًا.

وحدث انقلاب عسكري في دمشق يوم 28 سبتمبر 1961 وأنهيت الوحدة، وأعلنت سوريا عن قيام الجمهورية العربية السورية، بينما احتفظت مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971.

ترصد "أهل مصر" شريك الراحل عبد الناصر في أعلان الجمهورية العربية المتحدة، الرئيس السوري شكري القوتلي..

نشاته:

ولد شكري القوتلي في دمشق عام 1891 من عائلة ثرية وكبيرة ذات أصل كردي، والده هو محمود القوتلي والدته من عائلة دمشقية ثرية هي ناجية محمد عطا القدسي.

تلقى القوتلي تعليمه الابتدائية في مدرسة الآباء اللعازريين، وانتقل منها إلى مدرسة عنبر ليتم دراسته الثانوية، ثم انتقل إلى الكلية الشاهانية في إسطنبول حيث نال درجة الليسانس في العلوم السياسية عام 1912، وخلال دراسته فيها أطلق عليه زملائه لقب بـ "الجمل" لصبره وتحمله؛ كما وصف بالكرم والإسراف، وبدد جزءًا كبيرًا من ثروته في دعم القضايا الوطنية.

نشاطه السياسي:

بدأ القوتلي نشاطه السياسي في وقت مبكر كمؤيد للكتلة الوطنية، ثم أحد أركانها، في وجه الدولة العثمانية ثم الانتداب الفرنسي على سوريا، واضطر للهرب إلى البلدان المجاورة، وشارك الثورة السورية الكبرى فنفي إلى أرواد وحكم بالإعدام ثم لجأ إلى السعودية.

شارك في حكومة الكتلة الوطنية الأولى عام 1936 بمنصب وزير الدفاع، قبل أن يسطع اسمه مرشحًا خلافة الأتاسي في رئاسة الكتلة، وهو ما أوصله إلى سدة الرئاسة عام 1943؛ وقد استطاع الفوز بمنصب الرئاسة مجددًا عام 1955.

- الاستقلال التام:

نالت سوريا في عهده استقلالها التام، وعرف بميوله القومية العربية، ومعارضته الوحدة السورية وحلف بغداد، والتقارب مع جمال عبد الناصر الذي أفضى إلى قيام الجمهورية العربية المتحدة، غدا فيها القوتلي متمتعًا بلقب "المواطن الأول".

- اتهامات:

اعتبر القوتلي ذو شعبية، وعرف بقدراته على جمع توافق معظم القوى السياسية حول شخصه، وبينما تركزت شعبيته في دمشق، كانت معارضته القوية في حلب؛ كما عرف عن كراهية رجال الجيش له؛ إضافة لكونه أول من عدل الدستور لأجله.

- الانقلاب:

اتهم بتقويض النظام الديمقراطي في سوريا، من خلال قبوله بتعديل الدستور ليتمكن من الترشح لولاية ثانية عام 1948، فضلًا عن الأزمات الحكومية وتحميل الجيش مسؤولية الهزيمة في حرب فلسطين ما أدى إلى انقلاب حسني الزعيم عام 1949، وتسليم البلاد لعبد الناصر الموصوف بالشمولية وإقصاء التعددية السياسية عام 1958، رغم أن الخطوات الثلاث كانت مدعومة شعبيًا.

وفاته:

توفي القوتلي في بيروت عام 1967، ونقل جثمانه إلى سوريا لكن قيادة انقلاب الثامن من مارس رفضت القيام بجنازة رسمية له.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
"البرلمان" يستأنف مناقشة قانونا لجوء الأجانب والإجراءات الجنائية اليوم