اعلان

بالصور.. "أهل مصر" في جولة داخل بلاد الذهب.. "الشبر والكاريه" أشهر العادات النوبية في الأفراح

كتب : وفاء علي

ستظل النوبة التي احتضنها النيل على مر الزمان لها خصوصية وسحر خاص يجذب إليه الناظرين للتعرف على تراثها وثقافاتها والعادات والتقاليد التي تكسبها تفردًا وتميزًا بين المجتمعات الأخرى فيتنوع النوبين إلى مابين الكنوز نسبة إلى جدهم كنز الدولة، وأبناء عمومتهم الفاجيكا ومناطق الكنوز هي "غرب سهيل - دهميت - امبركاب - كلابشه - مرواو - ماريا - جرف حسين - توشكى كشتمنه شرق - كشتمنه غرب - الدكه - ابوهور،غرب اسوان - جزيره سهيل - قورته - المضيق - دابود - قرية قرشة وغيرها".

أما مناطق الفاجيكا وهي" بلانه، قته، عنيبة،مصمص، أبو حنضل،كرسكو، أبوسمبل، الديوان، أرمنا، قسطل، أدندان، توماس وعافية،ابريم،الجنينة والشباك،الدر، وغيرها.

وقالت علا محمد من نجع القبة بغرب أسوان معني "النوبة" هي بلاد الذهب وأن قبيلة "الكنوز" النوبية قديمًا كانت تعمل في منطقة الشلالات في تجارة الذهب والفخار واشتهرت النوبة قديما بصناعة الأواني الفخارية وصناعة المشغولات اليدوية مثل" الطبق النوبي والمفارش من سعف النخيل والخوص والشبر وغيرها لتقوم فيما بعد المرأة النوبية بتزيين غرفتها بعد الزواج كما تقوم بصناعة السجاد من الملابس القديمة.

وتابعت علا بأن من الأواني التي لابد أن تقتنيها العروس النوبية قديما والتي يلزم وجودها ضمن أثاث كل منزل نوبي مثل "المبخرة النحاس " وايضا لابد من وجود" الجرجار" عند كل بنت أو سيدة نوبية وهو زي ترتدية السيدة النوبية وكانت السيدات النوبيات قديمًا تقوم بتبديل او مقايضة المشغولات اليدوية التي قامت بصنعها مع التجار القادمين من أثيوبيا والسودان بالأطقم الصيني المستخدمة في المطبخ وبعض من المنتجات الأخري.

المشروب الأشهر في النوبة

وأكملت علا بان من المشروبات المشهورة عند النوبين في شهر رمضان الكريم "الأبريه" وهو مشروب يصنع من القمح والشعير والأرز والدقيق والشوفان مع بعض الأعشاب ويتم تخميره ويخبز علي الدوكة ويجهز كمشروب مع عصير الليمون ومشروب السوبيا والتمر هندي والبلح باللبن مع عمل جميع الاكلات المصرية ولكن في "الطاجن وهو من الأواني الفخار المعروفة عند النوبة.

عادات النوبة في الأفراح.

أما في يوم قراءة الفاتحة تقوم أم العروس بتجهيز العشاء لوالدة العريس ويكون من أفخم المأكولات وبعض الأسر النوبية تقوم بتقدير الظروف المعيشية فتكتفي بالشاي، وفي العادات النوبية تقوم العروس بتجهيز مكان الإقامة بعد الزواج في منزل أهلها.

وكانت العادات النوبية القديمة تقتصر علي الزواج من بعضهم البعض فقط وعدم الزواج خارج نطاق النوبة أما الأن مع الظروف المعيشية الصعبة أضطر الشباب النوبي للسفر والعمل في الخارج والزواج من الأجنبيات "جروبتي" أي الأغراب باللغة النوبية أو من المصريات ولكن الإقامة تكون خارج القري النوبية.

وكان العريس النوبي قديما يلبس جلباب أبيض وعمامة بيضاء ويضع فيها جنيه من الذهب ويكون بذلك المظهر معروفًا لأهالي القرية بأنه سيذهب ليخطب وعند موافقة أهل العروس علي الخطبة يقوم العريس بإعطاء الجنيه الذهب لوالد العروس أما إذا قوبل طلبه بالرفض فيذهب إلي منزل أخر ولا يرجع منزلة إلا وهو خاطب من بنات القرية والجنيه الذهب دلالة علي أن العريس مقتدر ماديًا وقادر علي القيام بتكاليف الحياة الزوجية.

ومن طقوس العروس النوبية قبل الفرح حيث تقوم صديقات العروس وأهلها بتجهيزها قبل العرس بشهر وذلك بعمل خلطات من "الخمرة بضم الخاء وخشب الصندل والدلكة "لتكتسب العروس رائحة زكية،أما يوم الحنة فتقوم "الحنانة "برسم نقوش ورسومات بالحنة للعروس.

صباح يوم الحنة يقوم أهل العروسين بذبح العجول ويقوم أهل القرية بطبخ "الكبد مع أكلات أخري وتحضير الحلو وهو "الفت باللبن "وهو عبارة عن فطير يسقي باللبن الرايب ويخصص لفطار أهل القرية يوم الحنة والفرح.

وبين الفطار والغذاء يتم تحضير "الترمس والسوبيا من عجينة الدقيق مع بعض العصائر مع إقامة بعض من مراسم الفرح من طبل ورقص أراجيد المشهورة بها النوبة.

وفي غداء يوم الحنة يتم تحضير "الجاكوت" الملوخية والارز و"الكودبيه" البامية الناشفة مع أي نوع خضار بالصلصة مع "الكرشة ولحمة الرأس " مع "الخمريت" أو الكاجيه" وهي أنواع من العيش النوبي الذي يتم خبزه علي الدوكة كما يتم تقديم "الخبز الشمسي"، ويتم تحضير الفتة بإضافة "الكاجية إلي الجاكوت أو" الكودبيه ".

وبعد الغداء تقوم السيدات النوبيات الكبار في السن بتعبئة "الشبر" وهي سلة مصنوعة يدويًا من الخوص بالبسكويت والقراقيش ويتم تزينها بالخرز والتطريز وتغلق بالقماش وتقدمها العروس لوالدة العريس ويطلق علي هذه العادة في اللغة "المسياجيه" وهي أن تقوم العروس النوبية بتقديم هدايا بسيطة من "الكعك والبسكويت من مخبوزات الفرح أو هدايا من الذهب أو أجهزة كهربائية أو ملبوسات " قبل الحنة أو يوم الحنة لوالدة العريس كتقدير لها.

وفي المساء تقوم سيدات القرية بتقديم "الكاريه" لأم العروس والعريس وهي عبارة عن تقديم مشروبات أو كميات من السكر أو الفاكهة كمساعدات من أهل القرية وفي المقابل تقوم والدة العروس والعريس بتقديم "الأسليه" وهو عبارة عن فول سوداني وبذور عباد الشمس "اللب الجورمة" وحمص وملبس مع رغيف من العيش للمعازيم من أهالي القرية.

وكانت العروس النوبية قديمًا تتزين بالمنزل وتذهب مع الزفة النوبية لمنزل والدة العريس لتقديم "المسياجيه"،أما الأن فتقوم الزفة بإحضار العروس إلي القرية بالمركب بعد أن تتزين عند الكوافير وتقام مراسم الحنة العادية.

الفرح صباحًا نفس طقوس يوم الحنة وفي المساء يتم تجهيز العشاء لأهالي القرية وبدء مراسم الفرح مع أشهر المطربين النوبيين ويتغنوا بأغاني الفلكلور النوبي ويقوم المعازيم بتقديم "النقوط " للعروسين.

القباب والمصاطب في البيت النوبي

يتكون من عدد من الغرف سقفها من القباب المصمّمة للسيطرة على درجات الحرارة المرتفعة وفيها فتحات تسمي "طاقة" لتجديد الهواء بالغرف نظرًا لأن المنازل في قري صحراوية أجواءها جافة وليست رطبة مع حوش كبير بدون سقف وبه مصاطب داخل المنزل وخارجه لجلوس أهل البيت عليها ومندرة للضيوف بباب منفصل عن باب المنزل وفي بعض المنازل النوبية المجهزة لزيارة السائحين يتم عمل سقف من الجريد لجزء من الحوش.

وتقوم المرأة النوبية في حياتها اليومية بأن تقضي أعمال المنزل قبل طلوع أشعة الشمس وقديما كانت السيدات تذهب للنيل لجلب المياه للوضوء وصلاة الفجر بعد ذلك يعودوا مرة أخري لتعبئة المياة لنظافة المنزل والغسيل وبعد ذلك الذهاب إلي الزرع لمساعدة زوجها.

وبعد صلاة الظهر لابد للقرية أن تاخذ فترة القيلولة وذلك بسبب الجو الحار والشمس الحارقة بالقرية ومع أذان المغرب يقوم أهالي القرية بزيارة بعضهم البعض وتسكن القرية كلها بعد صلاة العشاء كلا في منزلة ويسهر بعض شباب القرية يتسامرون مع بعضهم البعض.

وقال كارم محمود أدم من أهالي قرية غرب أسوان بأن القرية بها 6 عائلات وأكبر العائلات التي ينصب منها عمد القرية هي عائلة "الونساب" ومنها 6 عمد بالقرية وطول القرية حوالي 9 كيلو متر وأكبر نجوع القرية من حيث عدد السكان والمساحة "نجع الغلالاب ونجع الشديد ونجع المداب " وعدد سكان غرب أسوان حوالي 27 ألف نسمة.

وتابع بأن كان هناك بعض الأعمال التي كانت تقوم بها سيدات القرية حيث كانت مصدر للكسب مثل المشغولات اليدوية والتي يقوم بها السيدات فوق سن الاربعين، وأضاف بعد أن كثرت الوظائف أصبح الأهالي لا يعملون بهذه المهن إلا في ظروف معينة.

وقال الأن اختفت عادات كثيرة من عادات الأفراح فقديمًا كانت هناك ليلة مخصصة لتسليم المهر وأخري لصنع المراتب ومفروشات العرائس وكان يسمي يوم "الشيلة" وليلة تسمي ليلة" أكل الحمام" وكانت تمتد ليالي الفرح قبل الزفاف لاسبوعين.

وأضاف قديما كان الزفاف الواحد هو يوم فرح للقرية كلها وكذلك إذا حدثت حالة وفاة لا يحضر أحد من أهل القرية الزفاف حزنًا وحدادًا أما الأن في بعض الأحيان يقام حوالي 4 أفراح في ليلة واحدة بالقرية.

وقال حمدي أبازيد رئيس جمعية تنمية المجتمع بغرب أسوان بأن القرية بها 22 نجع"القبة،الحجاب،الخيرلات،والبسيون،والبليدة،والشيخ محمد،المعوضاب قبلي،المداب،الجعلاب، الحمداب،القرطباب،وغيرها من نجوع القرية.

وقال حربي منسي بأن الجمعيات بالقرية تقوم بالكثير من الأنشطة مثل المشغولات اليدوية لتدريب فتيات القرية كما يقوم شباب القرية بزرع الشوارع وتزينها من خلال هذه الجمعيات التي يعمل بها أكثر من 70 شاب كما يدهنون ويزينون البيوت بالجير.

وقالت الحاجة فاطمة تعلمت من أمي وجدتي صناعة المشغولات اليدوية فقديمًا كانت تعلق السلال والأطباق النوبية علي حوائط الغرف كنوع من الزينة أما الأن تتزين الغرف بالستائر والدهانات وأن صناعة الأطباق النوبية كان ضروري لتغطية صواني الطعام.

وكان الشباب يخرجون لمدة أسبوع من الصباح الباكر وحتي الغروب يطرقون أبواب البيوت للدعوة للفرح ولم يكن لباس العروس مبالغ فيه فقد كان عبارة عن فستان الزفاف فقط وكان يسمي "القلاله" وتكون لونها أحمر ويحضرون للعروس 3أو 4 قطع فقط.

وقال الحاج حجازي قديمًا كانت الدعوة للزفاف يخرج العريس وأصدقائه بالجمال ويدعوا القرية من أولها لأخرها وينادون بموعد الزفاف.

وأضاف لم يكن لدينا كهرباء ولا إنارة فيجلس العريس علي كنب ومن حوله المدعوين وينار المكان بمصابيح الزيت من كل الجوانب كما يوجد شخص مخصص لجمع "النقوط" وهي أموال تسلم للعريس أو العروس كهدية " كما كان هناك يوم لقطع جريد النخل وكانت تقام الأفراح فيه ويوم السبوع تقام المساير والأفراح ويوم الشيلة.

ومن قرية غرب أسوان انتقلنا إلي قرية ادندان وهي قرية نوبية بمركز نصر النوبة تقع بالقرب من وادي حلفا بالسودان وتتكون من عدة نجوع وقيل بأن أصل تسميتها بأن اسم ادندان ينقسم إلي قسمين"آدى" وهو اسم الضبع و"دان "وهو العرين ومعناه عرين الضبع ( آدن دان )

وادندان في الأصل بلد زراعي ورغم الهجرة إلا ان القرية لم تتخلي على الزراعة فمساحة الأراضي الزراعية 850 فدان وعدد السكان 4000.

وقال الحاج محمد عواف من قرية ادندان كانت اكبر بلد حيث تبدأ من حدود قسطل إلي حدود السودان، وتهتم بالزراعة نظرا لجوها الحارق والمزروعات التي تزرع باادندان مثل الزراعة في السودان وهي البلح والفول السوداني والقمح والذرة والبسلة كانت هي الزراعة الشائعة ولكن لم تكن زراعة القصب معروفة.

وقالت الحاجة فتحية عبد اللطيف كنا بنزرع البطيخ والشمام والطماطم والبسلة وكنا نوزع المحصول لمن يقيم مناسبة أفراح من أهل القرية.

أما في قرية "الجنينة والشباك "

قال زكريا محمد جعفر سمعنا من الناس الكبار ان الجنينة والشباك كانوا متقسمين لعموديتين لما قسموا العمودية ضموا "الجنينة والشباك " لعمودية واحدة وكنا نزرع الفاكهة بجانب زراعة النخيل.

وتابع بأن العبارة كانت ترسو في المرسي لان من كان يعمل من أهل القرية بالقاهرة أو الاسكندرية يرسل النقود والطرود لذويهم كلها وتتجمع مكان العبارة "والمراكب التي تذهب للشمال والجنوب كانت تظهر من بعيد علي شكل شباك ومساحة الجنينة والشباك حوالي 18 كيلو ونجوع قرية "الجنينة" نجع اشيركي ونجع اجل شيا ونجع اجم اركي والقرشية ونجع شوربجيكي ووادي شباك والحلة والحلة كانت في العمودية التانية.

وقال بأن "الجنينة بها "750الف نخلة مثمرة "وده غير النخل اللي طالع جديد الف نخلة مثمرة وده غير اللي بيتزرع جديد واحضروا فصايل ممتازة من السودان ومن حلفا ومن سكود " والنخل الكبير كان حوالي مليون نخلة.

وقالت الحاجة مبروكة طه، يوم الفرح كنا نزف العروسين إلى "الديواني والحاصل " "الديواني" هي الغرفة والحاصل غرفة صغيرة مبني وسطها بالطوب وفي الديواني "يفرش حصيرتين ولحاف ومخدة وملاية أو بطانية فقط ولا يوجد دولاب ولاسرير ولا غرفة المسافرين ولاغرفة أطفال"، حيث كانت النوبة القديمة تتسم بالبساطة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
إجراء جديد في واقعة «ميكروباص» معدية أبو غالب