رأفت الهجان.. ثعلب المخابرات الذى هز عرش الصهاينة

بلا مقدمات سوف يحمل هذا

التقرير معلومات عن شخصية مصرية شهيرة.. أبهرت المصريون، وأعطت لليهود درسا وعظة بعد

أن ضرب جهاز المخابرات اليهودية "الموساد " فى مقتل بعد أن تخابر عليهم لمدة

تجاوزت الـ 18 عاما.. إنه "رأفت الهجان" الشخصية التي أثرت في وجدان وضمير

العرب. "رفعت علي سليمان

الجمال"، هو الاسم الحقيقي للبطل الذي ولد في مدينة دمياط، يوم 1 يوليو 1927. كان يعمل والده في تجارة

الفحم، أما والدته فكانت ربة منزل على درجة عالية من الثقافة، تجيد اللغتين العربية

والانجليزية، وكان له شقيقان هما لبيب ونزية، أما سامى الاخ غير الشقيق فقد تولى مسئولية

الاسرة بعد وفاة والده، ومكنه عمله في قصر الخديوي مدرسا لأخ الملكة فريدة، وانتقلت

عائلة رأفت الهجان إلى القاهرة، لتبدأ المرحلة الحاسمة في حياته. كان رفعت الجمال طالب مستهتر،

يحب اللعب والمسرح والسينما، حتى أنه أقنع الفنان القدير بشارة واكيم بموهبته، وشارك

فى تمثيل ثلاثة أفلام، ما اضطر أخوته لإلحاقه بمدرسة التجارة المتوسطة، وفيها بدأت

عيناه تتفتحان على الانجليز، وكفاحهم ضد الزحف النازي، وتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة

وباللكنة البريطانية، وأيضا انطلق في تحدث الفرنسية باللكنة الباريسية. في عام 1946، تخرج في المدرسة

التجارية، والتحق بالعمل فى شركة بترول، وبتهمة اختلاس أموال طُرد منها، ثم عمل مساعدا

لضابط حسابات على سفينة الشحن حورس، وعلى متن السفينة زار نابولى وجبل طارق ومارسليا

وفى ليفر بول البريطانية رست السفينة لعمل بعض الاصلاحات، وهناك وجد رفعت عرا للعمل

فى شركة سياحة، وبعد فترة من عمله في تلك الشركة غادر إلى أمريكا، بدون تأشيرة، فطاردته

إدارة الهجرة هناك، ما اضطره للسفر إلى كندا، ومنها لألمانيا وهناك اتهمه القنصل المصري

ببيع جواز سفره ورفض اعطائه وثيقة سفر بدلا عنه وألقت الشرطة الألمانية القبض عليه

وحبسته وتم ترحيله لمصر، التي دخلها بدون أوراق هوية. وبعد فترة أراد التحاق

بالعمل في قناة السويس، فزور جواز سفر باسم على مصطفى، وبعد ثورة يوليو 1952، استشعر

البريطانيون الخطر، فبدأوا بمراجعة أوراق المصريين العاملين معهم في القناة، وانتابت

رفعت الجمال الشعور بالخطر، فترك عمله بالقناة وزور جواز سفر باسم صحفي سويسري يدعى

"تشارلز دينون".وبين التزوير والفر، قضى

رفعت فترة من حياته إلى أن قام ضابط بريطاني بإلقاء القبض عليه في ليبيا عام 1953،

وظنا منه أنه يهودي، سلمه للمخابرات المصرية، التي فتحت تحقيقا معه. ◄ رحلة التخابر ►حقق جهاز المخابرات المصرية

مع رفعت على أنه ضابط يهودي، اسمه ديفيد أرسنون، حيث كان يحمل جواز

سفر بريطاني باسم دانيال كالدويل وفي نفس الوقت تم العثور بحوزته على شيكات موقعة باسم

رفعت الجمال وكان يتحدث اللغة العربية بطلاقة. الضابط حسن حسني من البوليس

السري المصري هو المسؤول عن استجواب الهجان، وبعد استجواب مطول، اعترف رفعت الجمال

بهويته الحقيقية وكشف كل ما مرت عليه من أحداث واندماجه مع الجاليات اليهودية حتى أصبح

جزءا منهم واندماجه في المجتمع البريطاني والفرنسي. وقام حسن حسني بدس مخبرين فى سجن

الجمال، ليتعرفوا على مدى اندماج اليهود معه، وتبين أن اليهود لا يشكون ولو للحظة في

أنه يهوديا مثله، وتأكد ضابط المخابرات المصري في تلك الأثناء من هوية الجمال الحقيقية. وبعد محاولات من ضابط المخابرات

المصري حسن حسنى، أتسمت بالشد أحيانا وباللين أحيانا أخرى، عرض على الجمال خيارين لا

ثالث لهما، إما السجن أو محو الماضي تماما، وبداية مرحلة جديدة باسم جديد ودين جديد

ووطن جديد، ووافق الجمال، وبموافقته بدأت المخابرات المصرية تكثيف تدريبه على وسر نجاح

الشركات متعددة الجنسيات ت وأساليب اخفاء الحقائق لمستحقي الضرائب، ووسائل تهريب الأموال

بالإضافة إلى عادات وسلوكيات وتاريخ وديانة اليهود وتعلم كيف يميز بين اليهود الإشكناز

ويهود السفارد وغيرهم من اليهود ، إضافة إلى تدريبة على الكر والفر، والتصوير بآلة

تصوير دقيقة جدا، والكتابة بالحبر السري، وحل شفرات رسائل أجهزة الاستخبارات، وصناعة

القنابل، والقنابل الموقوتة، وبتعلمه كل هذه الخبرات كانت شهادة ميلاد جديدة تكتب له

باسم جاك بيتون، ودون فيها تاريخ لميلاده في 23 أغسطس 1919. وتسلم من المخابرات المصرية

3000 دولار؛ ليبدأ حياته ومشاريعه في إسرائيل، وفى يونيو 1956، استقل سفينة متجهة لنابولي

قاصدا إسرائيل. وفى شارع برنر بتل أبيب

أنشأ الهجان شركة سفر صغيرة عام 1956 سماها "ستيور"، وفي عام 1963، تعرف

الهجان على "آلي فالفورد"، وهي امرأة ألمانية مطلقة لديها طفلة تبلغ من

العمر 4 سنوات وتدعى أندرية، وبعد 10 أعوام تزوجها في إحدى الكنائس بطقوس دينية كاملة. ◄ إنجازاته ►-         

زود مصر بمعلومات عن العدوان الثلاثي، وعدوان

67، ولكن السلطة المصرية لم تأخذه على محمل الجد. -         

زود مصر بالعديد من المعلومات التي ساعدت مصر

على الانتصار في حرب أكتوبر.-         

كان على علاقة قوية بموشي ديان، وعيزر وايزمان،

وشواب، وبن جوريون.

-         

عام 1982، توفى الهجان في ألمانيا بعد صراع طويل

مع مرض السرطان، ودفن فيها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً