يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، زيارة تستغرق ثلاثة أيام لدولة المجر، تلبية لدعوة رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، لحضور قمة تجمع دول"الفيش جراد" الذى يعد بمثابة تحالف سياسي وثقافي يجمع الدول الأربع "المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا"، ويهدف إلى تعزيز اندماج الدول الأربع الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتقوية التعاون بينهم خاصة في المجالات الاقتصادية والعسكرية والطاقة والهجرة.
وتعد هذه المشاركة، هي الأولى من نوعها التى تحظى بها دولة من دول الشرق الأوسط لحضور هذه القمة، وذلك تأكيدًا على إدراك هذه الدول لقيمة مصر ودورها القوى في الشرق الأوسط.
ومن المقرر، أن تشمل الزيارة لقاءات متعددة على رأسها لقاء رئيس جمهورية المجر جانوش أدر، ولقاء مع رئيس الوزراء فيكتور أوربان، لبحث وتطوير سبل تعزيز التعاون بين البلدين ومتابعة ما تم تنفيذه من اتفاقيات، بما يسهم في تحقيق نقلة نوعية كبيرة في العلاقات تعكس الصداقة الممتدة بين البلدين على مدار تاريخ طويل من التعاون البناء في مختلف المجالات، ومتابعة وبحث عدد من القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأزمة السورية والأوضاع فى ليبيا وكيفية مواجهة الارهاب والتطرف على اعتبار انهم التحدى الأساسي الذى يواجهه تطلعات شعوب المنطقة من أجل مستقبل أفضل.
كما سيحضر الرئيس السيسى افتتاح اجتماع المنتدى المصرى المجرى لرجال الأعمال بمشاركة ممثلى الشركات والقطاع الخاص بين البلدين، لبحث سيل تطوير التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين ولتوضيح وزيادة الفرص الاستثمارية داخل مصر.
وتطورت العلاقات الاقتصادية بين مصر والمجر خلال العامين الماضيين بشكل كبير حيث شهد حجم التبادل التجارى بين البلدين تطورا كبيرا خلال العام الحالى، وسجلت الصادرات المصرية إلى السوق المجرية نموًا بنحو 198% لتبلغ 15.3 مليون يورو مقابل 5.14 مليون يورو العام الماضى، كما انخفضت الواردات من المجر من 45.77 مليون يورو إلى 28.6 مليون يورو خلال العام الماضى، بنسبة انخفاض بلغت 37%، ويبلغ حجم الاستثمارات المجرية فى مصر خلال الربع الأول من العام الحالى نحو 41.45 مليون دولار بإجمالى 58 شركة، وقد تنوعت الصادارت المصرية للاسواق المجرية لتشمل البلاستيك والخضروات والفاكهة والسيراميك والأسمنت والقطن والأسمدة والسجاد ومنتجات الإضاءة، فيما تركزت الواردات في المولدات والأجهزة الكهربائية وعربات السكك الحديدية والكيماويات والحديد والأثاث.
وهذه هى الزيارة الثاني للرئيس السيسى للمجر حيث قام بزيارالأولى عام 2015، والتقى خلالها مع رئيس الوزراء فيكتور أوربان وبحثا سويا سبل التعاون بين البلدين وتوضيح الاراء حول القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وتعددت الزيارات بين البلدين، فقد زار رئيس الوزراء المجرى مصر أوائل الشهر الماضى على رأس وفد رفيع المستوى، وتم خلال الزيارة التوقيع على 5 مذكرات تفاهم فى التعاون العسكرى والدولى والاعلام والطيران علاوة على خطاب نوايا لاطار التعاون مع بنك الصادرات والواردات المجرى لتمويل شراء 700 عربه قطار.
وفى نوفمبر من عام 2015 قام بيتر سيارتو وزير خارجية المجر بزيارة لمصر، استقبله وزير الخارجية سامح شكرى لبحث العلاقات بشكل مفصل بين الجانبين، تبع ذلك زيارة قام بها وزير الخارجية سامح شكرى لدعم العلاقات الثنائية، وفى عام 2014 قام شولت سيمجن نائب رئيس وزراء المجر بزيارة لمصر واستقبله الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر أحمد الطيب لتقديم الدعم ضد التطرف والتصدي للإرهاب، وخلال الزيارة أكد سيمجن أن حكومته تسعى لتعزيز أواصر الروابط والصلات بين الأزهر والمجر في مجال التعليم والثقافة ومواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة في ظل تطور العلاقات المصرية المجرية ونموها، لأن الأزهر الشريف هو الموجه لتعاليم الدين الإسلامي في كل أنحاء العالم.
وعلى ضوء ذلك يرى الخبراء أن نتائج تلك الزيارة ستشهد تطورا وتقدما فى العلاقات المصرية المجرية، وتحقيق تقدم قوي لمكانة مصر بين الدول الاوروبية وتأكيد ودعم لها، وجذب فرص استثمارية جديدة لتقوية ودعم للاقتصاد المصري.