أثارت تسريبات اعتزام وزارة التربية والتعليم حذف نحو 40 سنة من تاريخ مصر، شاملة حقبة مبارك وثورتي يناير ويونيو، موجة انتقادات لاذعة، اضطرت على أثرها مصادر في الوزارة للنفي، مشيرة إلى أن الأمر قيد البحث، لكن المعلومات المسربة أكدت تلك المزاعم، وهو ما أكدته مصادر رفيعة داخل الوزارة، لتشير إلى أن طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، كاره لتاريخ بلاده، وهو ما استدعى مواطنين للمطالبة بإقالته من منصبه ما دام لا يحترم تاريخ مصر.
وأكدت مصادر خاصة أن جهات رقابية وراء قرار حذف مناهج التاريخ وأنها أصدرت تعليمات بتشكيل لجان لإعادة كتابة التاريخ دون حقبة مبارك وثورتى 25 يناير و30 يونيو.
من جهته، أكد الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام، رئيس عام امتحانات الثانوية العامة بالوزارة، أن لجان تطوير المناهج انتهت من تأليف المنهج الجديد لمادة التاريخ للثانوية العامة، وأنه سيتم تطبيقه بداية من العام الدراسي المقبل.
وكشف "حجازى" أن منهج التاريخ الجديد الذي سيدرسه طلاب الثانوية العامة العام الدراسي الجديد 2017/2018 سوف يعتمد على الأحداث العالمية أكثر من الأحداث المحلية.
وقال رئيس القطاع إن كتاب التاريخ الجديد تم تأليفه بمعايير عالمية، وبالتالي من الطبيعي ألا يحتوي على الجزء الخاص بثورات مصر الأخيرة.
من جهته، أكد ممدوح قدري، مستشار مادة الدراسات الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم، أن حذف ثورتي 25 يناير و30 يونيو من المنهج الجديد لتاريخ الثانوية العامة مجرد إقتراح، ولم يتم اتخاذ أى قرار رسمي بشأنه حتي الآن.
ولفت "قدرى" إلى أن السبب فى وجهة نظر الحذف هو أن هذه الثورات تسبب قلقًا، ولا يمكن وضعها فى المناهج الدراسية، وقال إن أي شىء يتم وضعه فى المناهج لابد أن يمر عليه 20 عامًا حتي يمكن تدوينه فى المناهج الدراسية وتدريسها للطلاب، مؤكدًا أن وضعها فى مناهج العام الماضي كان خطأ كبيرًا، مشيرًا إلى أن الكتاب لم ينته إلى شكله النهائي، فهو يتناول بعض المراجعات لدي المؤلفين.
وعن حذف حقبة الرئيس الأسبق حسنى مبارك من منهج التاريخ بالثانوية العام المقبل، قال مستشار المادة، إنه لم يتم الحذف حتى الآن، ولكن بالنسبة لمنهج الثانوية العامة يوجد كتاب جديد للتاريخ، لافتًا إلى أن خبراء التاريخ المتخصصين من أساتذة الجامعات أوصوا بإيقاف المنهج عند فترة زمنية معينة لم تتطرق إلى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك أو ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
وأوضح مستشار المادة فى تصريحه الخاص: "أنا لست مسؤولا عن تأليف الكتاب الجديد لتاريخ الثانوية العامة، ولكن الكتاب دخل لجنة ونجح وحصل على أعلى نسبة ضمن الكتب المؤلفة بنسبة 90%"، وأشار إلى أن الأحداث المعاصرة هى أحداث سياسية، والمفترض ألا تدون فى التاريخ قبل 20 أو 25 عامًا، نظرًا لحساسية الموقف والأمن العام فى مصر، قائلًا: "هذا هو الصواب ولم أجد فيه أي مشكلة على الإطلاق.. وأنا أؤيد رأى المؤلفين" .
ـــ توجه أمني
وأوضح المسؤول أيضًا، أن ما حدث خلال العامين الماضيين من التطرق إلى حقبة مبارك وسرد ثورتي 25 يناير و30 يونيو يعد خطأ فادحًا، وهي أخطاء لن نكررها ويسأل عنها من فعلها، مشيرًا إلى أنه ليس هناك توجه سياسي أو أمنى للوزارة فى عدم ذكر الحقبتين "مبارك والثورتين "، ولكن هذا رأى المؤلفين من اأاتذة الجامعات، نظرًا لوجود طوائف وأفكار مختلفة، فضلًا عن التخوف من أن يأتى سؤال فى الامتحان عن تلك الحقبتين.
وأكد مستشار المادة أن الكتاب مايزال قيد المراجعة، و لم يأت ولم يره حتى الآن، لكنه مازال لدى المؤلفين والمركز القومى للمناهج فى إطار المراجعة، لافتًا إلى أنه أرسل اثنين من الموجهين لمراجعة الكتاب وإعداد تقرير مفصل حوله .
وبالنسبة لموقف الشهادتين الابتدائية والإعدادية، قال مستشار المادة: "إننا سنعرض الأمر على الوزارة بالنسبة للشهادة الابتدائية والإعدادية، وهذا مجرد اقتراح بشأن حذف ثورتى 25 يناير و30 يونيه من المنهج"، مضيفًا: "حذف الثورتين من المنهج بالشهادتين أو تثبيتهما سيرجع إلى رأى الوزارة ".
من جانبها، كشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم أن منهج التاريخ الجديد للصف الثالث الثانوي، المقرر تدريسه بدءًا من العام الدراسي المقبل 2017/2018 سيصدر له أمر طبع خلال الأيام المقبلة، حتى يكون جاهزًا قبل بدء العام الدراسي الجديد.
وقالت المصادر إن المنهج الجديد يخرج من المحلية إلى العالمية، كما يتضمن موضوعات تحكي عن تاريخ مصر الحديث، ويتناول جزءًا من التاريخ المعاصر، وهو مؤلف من قبل إحدى دور النشر والتأليف. وأشارت إلى أن المنهج الجديد يتضمن حذف بعض الدروس الموجودة في المنهج الحالي، واستبدال دروس جديدة بها، وأنه لا يقتصر على التاريخ الحديث لمصر كما كان في المنهج المطبق حاليًا، بل يشتمل على جزء كبير من تاريخ العالم الحديث، وتاريخ مصر جزء من المنهج، وتنتهي الدروس الخاصة بتاريخ مصر عند حادث اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وأوضحت المصادر أن المنهج الجديد ينتهي عند فترة اغتيال السادات، وأن الحقبة التاريخية للرئيس الأسبق حسني مبارك، وما تلتها من أحداث، بما فيها ثورتا 25 يناير و30 يونيو لن يكون لها وجود في المنهج الجديد، وتعد الدروس التي تخص ثورتي 25 يناير، و30 يونيو أبرز المحذوفات، وذلك بعد المشكلات التي أثيرت في الميدان التربوي، وفي أوساط أولياء الأمور حول الوحدة الخاصة بـ ثورتي يناير ويونيو، والتي اشتملت على أسباب قيام كل منهما، ونتائجهما، والأحداث التي صاحبتهما، حيث أثارتا لغطًا كبيرًا.
نقلا عن العدد الورقي.