واصلت الصحف السعودية الصادرة اليوم الاثنين، الهجوم على قطر مع انتهاء مدة المهلة التي منحتها لها الدولة الخليجة للاستجابة لمطالبها، معتبرة أن رفض الدوحة الاستجابة لهذه المطالب كانت الفرصة الأخيرة لحل الأزمة التي دخلت منعطفا خطيرا، وانتقدت انحياز تركيا لقطر في هذه الأزمة، واصفة إياه بالانحياز غير الموضوعي.
وأكد الكاتب (عبد خال) في مقاله الذي حمل عنوان (قطر والدرس الأخير) في صحيفة "عكاظ"، أنه منذ اعطاء قطر مهلة العشرة الأيام وكل المؤشرات تؤكد أن الأزمة سوف تأخذ مسارا مختلفا عما كانت تنتظره شعوب دول الخليج، مشيرا أنه لايمكن بأي حال من الأحوال المراهنة على الاستجابة القطرية للمطالب الخليجية، معتبرا أن تعنت قطر يؤكد أنها رأس حربة في تخطيط دولي يهدف إلى احداث الفوضى الخلاقة في المنطقة، مما دفع الدوحة للقيام بدورها في أحداث الربيع العربي باقتدار؛ إذ عملت على هدم أسس وبنيان تلك الدول التي مرت بأحداث الربيع العربي.
وفي مقاله الذي حمل عنوان ( قطر تختار المجهول) بصحيفة "عكاظ "، أكد الكاتب عبد الرحمن اللاحم، أن النظام القطري أعلن رفضه للمطالب العربية والخليجية وهو ما يعني ان الدوحة عجزت عن تفهم مخاوف تلك الدول، وأنها مازالت تعيش في عالم قديم ذلك العالم الذي تغير بعد قمة الرياض التي جمعت الرئيس الأمريكي بعدد كبير من قادة الدول الاسلامية، ما يعني أن الدوحة اختارت ان تكون منفردة ومنعزلة في عالمها القديم، ذلك العالم الذي يسوده الخراب والدمار والعبث.
وحول نفس الفكرة، أشار الكاتب عبد الرحمن الطريري في مقاله بصحيفة "عكاظ"، إلى أن الفرصة التي تضيع لا تأتي مرة أخرى، مؤكدا أن النظام القطري لو يأخذ الأمور بالمنطق والعقل لاغتنم فرصة وجود وسيط كويتي مقبول ومحترم من جميع الأطراف، وأدرك أن غضبة الدول الخليجية الحالية ليست كما الغضبات السابقة بعد أن طفح الكيل بدول الخليج من الممارسات القطرية، وأضاف أنه منذ اللحظات الأولى للازمة مع قطر كان واضحا جدا أن موقف السعودية صارم ومحدد، وهو ما تجلى في رفض وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أية وساطات أوروبية لحل الازمة، مشددا على أن الازمة لن تنحل الا في اطار خليجي وعربي، والتزمت معظم الدول الحياد عدا تركيا وايران الللتين لهما مصالح تهدف لتقويض النفوذ الخليجي في المنطقة ومحاولة الحصول على أية مكاسب من هذه الأزمة.
أما عن الموقف التركي من الأزمة الخليجة مع قطر، فقد أشار الكاتب عبد الرحمن سعد العربي في مقاله بصحيفة " المدينة" الذي حمل عنوان (توتر في السياسة الخارجية التركية)، إلى أن اللغة الجافة والصارمة التي تشهدها السياسة الخارجية التركية تجاه الأزمة مع قطر غير حكيمة ولا سليمة، فهي لن تقود إلى تحقيق أهداف تركيا لاسيما فينما يتعلق بالاندماج مع اوروبا أو حتى مع العالم العربي، متساءلا هل يعود الرشد إلى السياسة التركية أم يبقى الانفعال وعدم التروي مسييطرين على الساسة الاتراك فتفقد تركيا كثيرا مما جنته خلال العقدين الماضيين؟.
أما الكاتب سعيد الفرحة الغامدي، فأشار في مقاله الذي حمل عنوان (انحياز تركي) بنفس الصحيفة، إلى أنه كان حريا بالسياسة التركية أن تنحاز إلى المملكة العربية السعودية ومصالحها في المنطقة وأن تدرك أن الذي بيته من زجاج لا يرمي الآخرين بالحجارة، معتبرا أن سياسية تركيا تجاه أزمة دول الخليج مع قطر هي سياسة منحازة للدوحة، رغم أن قرار المقاطعة الصادر من دول الخليج كان يحمل الكثير من الأسباب الموضوعية والمشروعة.
ولفت الكاتب إلى أن المملكة السعودية كانت دائما إما متعاطفة أو محايدة تجاه الأزمات التي مرت بها تركيا خلال الفترة الأخيرة، وأن الرياض نأت بنفسها عن أن تكون طرفا في أية أزمة تمر بها تركيا، معتبرة أن ذلك شأنا داخليا، إلا أن تركيا بقيادة أردوغان دائما ما تتعمد التدخل في سياسة الغير بل واثارة النعرات الطائفية في البلدان العربية ظنا من اردوغان أن ذلك من شأنه أن يخدم المصالح التركية واعادة العهد العثماني مرة أخرى الذي انتهى بلا رجعة.