الحاج يحيي.. أحد سكان قرية "ناهيا" بالجيزة.. يروي قصته بعد زيادة سعر اسطوانة البوتوجاز (صور)

من إحدي القرى البسيطة بمحافظة الجيزة، تتضح من بعيد قرية منها، كان الفقر سلاح قوي في رسم ملامحها، تتصف شوارعها بالضيق، فلا يوجد سيارة استطاعت أن تدخلها، أنها قرية تدعي "ناهيا " بمحافظه الجيزة.

يصطف بها طوبور طويل من الناس، من الغني والفقير، منتظرين لحظة الحصول على اسطوانة بوتوجاز، ولكن لا يوجد فرصة، فالمواطن في هذه القرية، أصبح بمثابة قنبلة موقوتة، تكون بفعل ارتفاع أسعار الأنبوبة، الذي تجاوز الضعف، فأصبحت الاسطوانة مخصصة لمن هو قادر على الشراء، وهما بالطبع الأغنياء فقط، وكل هذا وقع بعد ما قررت الحكومة صرف الاسطوانة للمخازن بمبلغ 30 جنيهًا، وبالتالي يجب أن يربح المخزن، ولهذا يبيعها للناس بسعر 35 جنيهًا، ووصل سعرها إلى 50 جنيه في السوق السوداء، بالأضافه إلى وجود مؤشرات بالزيادة بعد تصريحات الوزاره أمس، وأنها ستصل إلى 115 جنيهًا.

وفي الصباح الباكر، يخرج الجميع من بيوتهم متجهين إلي المخزن الخاص بتوزيع أنابيب الغاز من السابعه صباحًا قبل توزيعها علي التجار، وهناك من يقفوا في الطابور، ويتصدر الموقف رجل يبلغ من العمر 64 عامًا يدعي "الحاج يحيي"، صاحب البشره القمحيه، الذي تري علي وجهه علامات الشقاء في الحياة، وتعثره بأزمات خلال وصوله إلى ذلك السن.

عمل صاحب البشرة القمحية، فتره شبابه "بشركة المياة" إلي أن أحيل إلي المعاش المبكر؛ بسبب مرضه الشديد وأصابته بمرض السكري، وهو أب لأسرة تتكون من أثنا عشر فردًا، فلديه ولدان وأربعه بنات، وجميعهم متزوجون ولديهم أبناء.

ويعيش الأب والأبناء في نفس البيت كأسرة واحده، ولكن لا يعيش هولاء الأبناء حياة مرفهة كغيرهم، بل اعتاد كل منهم على تحمل المسئولية والعمل من أجل توفير النفقات.

واليوم صباحًا، خرج الأب ذات الأربعة وستون عامًا بصحبة حفيدته التي لم يتعدي عمرها 10 سنوات، وكان هدفه من اصطحاب حفيدته؛ هو عدم قدرته على السير وحيدًا في ذلك السن، ولهذا السن، جلس الحاج يحي على أحد الأرصفه؛ بعد أن شعر بالأجهاد الشديد؛ نتيجة طول مدة وقوفه في طابور أنتظار الحصول على أنبوبة بوتوجاز، التي تحتاج إليها أسرة، ولكن ليس لمرة واحدة، بل 7 مرات شهريًا.

ولكن هنا يقف مأزق الأسعار، عقبة أمام الحاج يحيي للحصول على الأنبوبة بجانب احتياجه لمصاريف أخري، تغطي الأكل ومصاريف الأطفال، وبحسبة صغيرة، وجد يحيي أن سيحتاج إلى 250 جنيه شهريًا لشراء أنابيب فقط، ناهيك عن المصاريف الأخرى.

وفي نهاية حديث الحاج يحيي مع "أهل مصر" عبر عن تعبه الشديد من تحمله مشقة محمل الأنبوبة من المخزن للبيت، لأنه غير قادر على فع مبلغ 10 جنيه للشاب الذي يوزع الأنابيب على المنازل، وأكمل قائلًا: " بنزل أغير الأنبوبه لأن ولادي في شغلهم وبغيرها كل أسبوع"، وأكمل حديثه: "الشركات الجديده تصرف أنابيب الغاز شبه فارغه لا تكفي سوي لاسبوع واحد ولكن لازم أشتري علشان ناكل".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً