حلم اثنين من الطلبة الفرنسيين بقضاء عطلة الصيف في عمل تطوعي بالولايات المتحدة إلى كابوس مزعج، حيث تم احتجازهما "ومعاملتهما كمجرمين" حسبما وصفهما.
وكان الطالبان، وهما شاب وفتاة، قد خططا لتمضية شهرين من الصيف في عمل تطوعي بإحدى المزارع مقابل الغذاء والإقامة وهو النظام المعمول به بين الطلبة في أنحاء العالم.
وذكر موقع "ذا لوكال" الإخباري الأوروبي أن الطالبين الفرنسيين اتفقا مع أصحاب مزرعة للخيول في مدينة "بافالو" على كافة التفاصيل عبر الإنترنت وقاما بترتيب كل الأمور.
ولكن بمجرد أن حط الطالبان، أوليفان وإيفان من بريتاني بغرب فرنسا، الرحال في الأراضي الأمريكية تحول حلمهما إلى واقع مرعب حيث استقبلهما رجال وزارة الأمن الداخلي واقتيدا إلى الحبس، وسرعان ما ظهرت المشكلة وهي أن هذا النظام غير شرعي في الولايات المتحدة، إذا كان المرء يسافر، مثلما حدث مع الطالبين الفرنسيين، بتأشيرة سياحية لأنها تعتبر "عمل غير قانوني".
وحتى مع الحصول على تأشيرة سارية، فإن المواقع الإلكترونية على الإنترنت تحذر من قوانين الهجرة الصارمة في الولايات المتحدة والتي يمكن أن تضع عراقيل أمام المواطنين الأجانب الراغبين في العمل التطوعي بالمزارع.
وأشار الموقع، نقلا عن وسائل الإعلام الفرنسية، إلى أنه عندما وصل الطالبان إلى فيلادلفيا الأسبوع الماضي لتحقيق حلم الصيف، وضعت سلطات الحدود الأمريكية حدا لخططهما عندما تشككوا في دوافع الطالبين من وراء هذا السفر. وقالت أوليفان إنه تم فصلها عن زميلها وتم استجواب كل منهما على حدا لعدة ساعات.
وأضافت أن ما حدث بعد ذلك يعد صدمة حقيقية حيث تم تقييد أيديهما من الخلف ومما زاد من معاناتهما هو شعور "الإذلال" حيث سارا عبر مبنى الركاب بالمطار أمام جميع المسافرين وتم نقلهما في الخلف من سيارة الشرطة إلى زنزانة في مركز للاعتقال، وتم إبلاغ الطالبين بأن يتهيأ نفسيا للحبس.
وتم تفتيشهما بنزع ملابسهما حتى بدا وكأنهما شبه عراه ثم احتجزا في عدة زنزانات لمدة 12 ساعة وعوملا وكأنهما مجرمان، وقال الطالبان إنهما حقنا بنوع معين من مادة لا يعرفان عنها شيئا.
وفي اليوم التالي تم وضع الطالبين على متن رحلة عائدة إلى باريس، وأخيرا انتهت معاناتهما بمجرد أن وصلا إلى فرنسا. وكانت أسرتاهما القلقتان قد هاتفتا السفارة الفرنسية في واشنطن ووزارة الخارجية في باريس.