في عيد ميلادها الـ150.. تعرف على ملامح بناء القاهرة الخديوية وأبرز معالمها

سميت بـ "باريس الشرق"، عرفت النهضة على يد محمد على باشا، ولكنها شهدت نهضة عمرانية حقيقية، في عهد الخديوي إسماعيل، أكبر أبناء محمد علي، الذي قرر أن يحول القاهرة إلى تحفة فنية تنافس باريس في الجمال والحضارة، فطلب من المخطط الفرنسي، هاوسمان، أثناء تواجده في باريس أن ياتي معه إلى القاهرة، ليحولها إلى مدينة حضارية، وعندما تولي الخديوي إسماعيل الحكم، كانت القاهرة يغلب عليها التدهور العمراني، ويفصلها عن النيل، البرك والمستنقعات والمقابر.

ويصادف اليوم الخميس الذكرى الـ150 على تأسيس القاهرة، حيث تم البدء في تأسيسها عام 1869، ومن ملامح التطور العمراني للقاهرة على يد إسماعيل، إنشاء قصور فخمة مثل قصر عابدين، وإنشاء دار الأوبرا الخديوية، وإضاءة الشوارع ومد أنابيب المياه.

وترصد "أهل مصر" في التقرير التالي ملامح إنشاء القاهرة الخديوية على يد الخديوي إسماعيل..

- تاريخ التأسيس:

فى زيارة الخديوى إسماعيل لباريس عام 1867 لحضور المعرض العالمي، طلب من الإمبراطور نابليون الثالث أن يقوم المخطط الفرنسى "هاوسمان" الذى قام بتخطيط باريس بتخطيط القاهرة الخديوية، وطلب الخديوي من المخطط، أن يحضر معه إلى القاهرة، وهذا ما جعل هاوسمان يلتفت إلى نوبار باشا قائلًا: "إن نائب السلطان إسماعيل يطلب مني أن أحضر البستانيين والفنانين من كل نوع.. حسنًا بإمكاني أن أمده بهم، ولكن هل لديكم في مصر رجل يجعل هؤلاء المأفونين يعملوا؟".

- بداية التخطيط:

وفور ذلك أعلن الخديوى إسماعيل عن مشروعه في تخطيط القاهرة على الطراز الباريسى، واستعان بعمالقة المصممين في أوروبا وإيطاليا، وبدأوا في تحويل القاهرة إلى عاصمة تنافس باريس في الجمال والحضارة والرقي، واستمر مشروع تحويل القاهرة إلى مدينة حضارية تنافس مدن العالم في الحضارة خمس سنوات، ونجح هاوسمان ومن معه من المصممين في تحويل القاهرة إلى قطعة فنية، جعلت الغرب يطلق عليها "باريس الشرق".

وتمثل القاهرة الخديوية بداية العمران المصري في صورته الحديثة خلال النصف الثانى من القرن التاسع عشر، وهى تعد من المشروعات العالمية البارزة التى تمت في ذلك القرن.

ملامح القاهرة الخديوية:

وفي عام 1872 افتتح الخديوى إسماعيل شارع محمد على بوسط البلد بطول 2.5 كيلومتر، وزين جانبيه بما يعرف بالبواكى، وفى العام نفسه افتتح كوبرى قصر النيل على نهر النيل بطول 406 وتم تزينه بتماثيل برونزية لأربعة من الأسود، التي نحتت خصيصًا في إيطاليا، كما افتتح كوبرى أبو العلا على النيل على بعد كيلومتر تقريًبا من الجسر الأول، والذى صممه المهندس الفرنسى الشهير "جوستاف إيفل"، صاحب تصميم البرج الشهير.

بعد ذلك تم شق شارع كلوت بك، وافتتاح دار الأوبرا المصرية عام 1875 رسميا؛ ثم أنشأ العديد من خطوط السكة الحديد وخطوط الترام لربط أحياء العتبة والعباسية وشبرا، وتم ردم البرك والمستنقعات للتغيير من حدود المدينة، ولم تتوقف طموحات إسماعيل في تحقيق النهضة المعمارية بالقاهرة عند هذا الحد، ولذا كان قراره بتغيير مسار النيل ومجراه، فبدلًا من أن يمر بمنطقة بولاق الدكرور وبمحاذاة شارع الدقى حاليًا وإمبابة، صار يسير في مجراه المعروف الآن، وتزامن ذلك مع تنفيذ شبكة المياه والصرف الصحى، والإنارة، ورصف شوارع القاهرة بالبلاط، وعمل أرصفة للمشاة، وتخطيط الحدائق التى جلبت أشجارها من الصين، والهند، والسودان، وأمريكا.

أما حديقة الأزبكية والتى تغنت بجمالها كتب الرحالة الأوروبيين، فكانت تشبه في هيئتها حديقة "لوكسمبورج" الباريسية الشهيرة بجميع معالمها وأسوارها وأشجارها، وذلك قبل ردمها وتحويلها إلى دكاكين وجراجات

وبالنسبة لميدان عابدين وقصره الملكى الذى يتوسط قلب القاهرة الخديوية فترجع تسميته إلى عابدين بك هو أمير اللواء السلطانى في عهد محمد على باشا، وكان يسكن قصرًا بناه مكان القصر الحالي، وبعد وفاته اشتراه الخديو إسماعيل من أرملته وهدمه وبنى مكانه قصره الذى لايزال قائمًا حتى الآن.

أما عن المعماري دى كوريل ديل روسو، فهو من قام بتصميم القصر وتنفيذه المعمارى وتكلف بناؤه 700 ألف جنيه مصرى وقتها، بينما بلغ ثمن أثاثه 2 مليون جنيه، وظل القصر مقرًا لحكم مصر حتى قيام ثورة يوليو 1952 حيث تم تغيير اسم الميدان من عابدين إلى الجمهورية، إلا أن اسمه الأول هو العالق فى أذهان المصريين لارتباطه بالقصر.

- إعادة إحياء القاهرة الخديوية:

في 2009، أطلقت وزارة الثقافة المصرية مشروع ثقافي مشترك مع إسبانيا لتطوير القاهرة الخديوية أو قاهرة الخديو إسماعيل، ويتم تنفيذ هذا المشروع بالاستفادة من تجربة إسبانيا في الحفاظ على الأبنية التاريخية، وذلك للحفاظ على المباني ذات الطابع المميز وسط العاصمة المصرية، التي يعود تاريخها إلى النصف الثاني للقرن الـ 19، والعقدين الأولين للقرن الـ20.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
"مدبولي" عن ارتفاع أسعار الدولار: الدولة لن تكرر الأخطاء السابقة