تطوير جهاز لكشف "تعفن الدم" مبكرا

"تعفن الدم" هي حالة مهددة للحياة تحدث عندما يقوم الجهاز المناعي للجسم بإطلاق المواد الكيميائية المكافحة للعدوى، مما يسبب التهابات واسعة النطاق .. وفي حال تشخيصه وعلاجه في مراحل متأخرة، يؤدي ذلك إلى فشل وظائف الجسم والموت في نهاية المطاف، لذلك عكف العلماء في جامعة "إلينوي" الأمريكية على تطوير جهاز دقيق مزود بشريحة للكشف المبكر عن فرص حدوث تعفن الجسم والاستجابات السلبية للجسم.

عادة، ما يتم تشخيص "تعفن الجسم" عن طريق مراقبة العلامات الحيوية مثل ضغط الدم، ومستويات الأكسجين ودرجة حرارة الجسم، وفي حالة الإشارة إلى وجود التعفن، يسعى الأطباء بعد ذلك لتحديد مصدر العدوى.

لا يهدف الجهاز الجديد إلى تحديد مصدر التعفن، بل بدلا من ذلك يهدف إلى توفير فرص حقيقة لتشخيص حالات "تعفن الدم" في وقت مبكر بكثير مما هو ممكن حاليا وفي بعض الأحيان تبدأ ردود أفعال الجهاز المناعي قبل الكشف عن العدوى.

ويعمل الجهاز، الذي يعتبر بمثابة المعمل على شريحة إلكترونية دقيقة، لإعداد خلايا الدم البيضاء بشكل عام، جنبا إلى جنب خلايا الدم البيضاء المحددة والمعروفة باسم"الخلايا المتعادلة أو الحبيبية".. إضافة إلى ذلك، فإنه يعمل على قياس مستويات علامة البروتين الذي يوجد على سطح الخلايا المتعادلة، فكلما زادت استجابة الجهاز المناعي للمريض كلما ارتفعت مستويات هذا البروتين.

وفي إطار الاختبارات الأولية التي أجريت على الجهاز، حصل العلماء على قطرات من دم المرضى في وحدة العناية المركزة وغرف الطواريء في مستشفى"مؤسسة كارل".. وعند تحليل هذه العينات بواسطة الجهاز الجديد، أكدت النتائج الترابط الكبير بين تشخيص حالات تعفن الدم بناءا على العلامات الحيوية للمرضى.

والأمل الآن، تحسين حساسية وكفاءة الجهاز لمزيد من الارتقاء في كفاءته التشخيصية للمؤشرات الحيوية للاستجابة المناعية للخلايا البيضاء وبروتين.

وقال "رشيد بشير"رئيس الفريق البحثي المعني بتطوير الجهاز، في سياق الأبحاث التي نشرت فى عدد يوليو من مجلة "ناتشر كومونيكاتيونس"، "نريد إحداث نقلة تطورية في مجال التشخيص المبكر لحالات تعفن الدم، حيث التحدي الأكبر عدم معرفة توقيت الإصابة بهذه الحالة الهامة، وعادة ما نذهب إلى المستشفى عندما نصاب بالفعل، لذلك فإن الكشف المبكر وفي الوقت المناسب يشكل أهمية قصوى في علاج حالات تعفن الدم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً