المفتي: رمضان كان فرصة عظيمة تدربنا على الأخلاق الحميدة

أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن شهر رمضان الكريم، كان فرصة عظيمة تدربنا فيه وتعلمنا الكثير من الأخلاق الحميدة التي يجب المحافظة عليها طوال العام.

وأضاف فضيلته في حلقة برنامج "من ماسبيرو" -التي أذيعت اليوم الخميس- أنه يفترض أن من يقوم بالعبادة ويؤديها على أكمل وجه أنيكون إنسانًا فاعلًا في المجتمع يدفع عنه الشر ويجلب له المصلحة؛فتكون العبادة دافعة للشر جالبة للخير، وهذا ما يجب أن نخرج به من رمضان ونطبقه في كل حين.

وقال: إن من يتذوق حلاوة الطاعة يحرص على استمرار هذه الحلاوة معه في كل زمان ومكان، وهذا لا يأتي من فراغ ولكن نتيجةطاعة وعمل من صيام وقراءة قرآن في النهار وقيام بالليل.

وأشار المفتي، إلى أنه يجب غرس هذه المعاني اللطيفة التي يشعر بها الإنسان وهو في حالة الطاعة لتستمر ثمرتها بعد رمضان، وبالتالي ينعكس ذلك على الطرف الآخر عند التعامل معه نتيجة المعاملةالطيبة وما يجده من حسن الخلق.

وأضاف أن هذا يخلق تناغمًا بين الإنسان والكون، فالصيام علمنا الصبر وهو خُلق يجب أن يكون حاضرًا معنا في كل وقت؛ بأن نصوم عن المحرمات والأخلاق السيئة والذميمة بعد رمضان، ونصبر على الطاعة.

وأضاف أنه "عندما نقرأ الرابط العجيب بين الصوم والتراحم بين الخلق،فبعد الصوم هناك زكاة فطر فكأنك ناظر إلى الفقراء والمحتاجينلتغنيهم قبل يوم العيد وتدخل السعادة عليهم، فنتخطى بذلك نفعناالشخصي من الصيام إلى نفع الناس بالتراحم بيننا".

ولفت النظر إلى أن المصريين قد ترجموا هذه المعاني فيصورة تراحمية أخرى، فهناك ثقافة "كرتونة رمضان" وهي مظهر منمظاهر التكافل والتراحم بين الناس، وكذلك موائد الإفطار وتوزيعالأطعمة والشراب على المسافرين في الطريق وقت الإفطار في إلحاح شديد.

ووجه مفتي الجمهورية نصيحة للمشاهدين قائلًا: "لا تنقضوا الغزل الذيغزلتموه في رمضان"، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى قد ألمح إلى ملمح مهم جدًّا في القرآن الكريم، منبهًا فيه الناس إلى أن يحافظوا على ماحققوه من ثمرات الطاعة وما حصلوه من أخلاق، وذلك في قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل: 92]، وهو ماينطبق على بعض الناس بعد رمضان حيث يعودون إلى المعاصيوالأخلاق الذميمة.

وأكد المفتي على أهمية الأخلاق في المجتمع، حيث نلحظ فيالسيرة النبوية المطهرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ظل يبنيالإنسان المسلم على مدى أكثر من 13 عامًا بناءً أخلاقيًّا وإنسانيًّا، وكأنهصلى الله عليه وآله وسلم يرسل إلينا رسالة بأنه ينبغي غرس الأخلاق في القلوب والنفوس ونتعامل بها مع البشرية كلها بل والكون كله.

وقال فضيلته: "نحن الآن أحوج كثيرًا إلى استجلاب ما قاله التشريع الإسلامي فيما يخص الأخلاق، فالمجتمع لن ينصلح إلا بإعادة منظومةالأخلاق الإسلامية والأخلاق التي تتفق عليها جميع الأديان".

وأشار فضية المفتي إلى أن من علامات قبول الأعمال في رمضان الاستمرار على الطاعة والأخلاق الحميدة بعده، فيقول النبي صلى اللهعليه وآله وسلم: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل». وكما يقولالإمام الحسن البصري: "علامة قبول الحسنة… الحسنة بعد الحسنة".

وأوضح فضيلته أن التربية لها دور كبير في غرس الأخلاق في الإنسان، وبالتالي فهي أعمال مكتسبة، وإنما بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليعيد ويتمم مكارم الأخلاق بعد أن تردت المنظومة الأخلاقية التيكانت قد فسدت لدى الناس.

وأضاف أن استجابة المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتشريع الإسلامي وما يأتي به من أوامر ونواهٍ كانت سريعة جدًّا، فعندما نزلت آية تحريم الخمر تسارع الناس لإلقاء الخمر وكسر آنيتهحتى كان الخمر يجري في شوارع المدينة، ومن كان في فمه مجَّة منخمر طرحها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً