سَلّطت عملية الهجوم على كمين البرث في جنوب رفح بمدينة العريش، الضوء من جديد على الجماعات السلفية الجهادية ذات الفكر الإيديولوجي القريب من تنظيم القاعدة داخل غزة، وخاصة بعد نشر المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي، صورًا للمهاجمين أغلبهم كان يرتدي "صنادل" موحدة، على عكس العادة أثناء ظهورهم في التدريبات، حيث يظهرون بحسب الفيديوهات المنشورة على مواقعهم، بأحذية تشبه "بيادات" الجيش المصري، وتنتشر في شمال سيناء على وجه التحديد بين أبناء القبائل، ما يطلقون عليه "الصندل الإسرائيلي"، والمعروف بمتانته وتحمله، كما أنه رخيص الثمن ومتاح في الأسواق، ويؤكد الأهالي، أن هذه الصنادل مصنوعة في إسرائيل، يتم شراؤها بحسب وكالة رويترز، مما يعرف بـ"سوق الدولي"، الذي كان يعقد في رفح، قبل اندلاع ثورة 25 يناير.
وقتلت قوات الجيش المصري، خلال الهجوم 40 مهاجما على الأقل بعضهم فلسطينيون، يُعتقد أنهم ينتمون إلى جيش الإسلام، وقد دخلوا إلى الأراضي المصرية منذ فترة، حيث معقل تنظيم جيش الإسلام الذي تشكل في القطاع عام 2006 بقيادة ممتاز دغمش.
ورغم نفي التنظيم في غزة أي علاقة له بالحادثة، إلا أن الشكوك مازالت تحوم حول دوره فيها، لا سيما في ما يتعلق بكيفية وصول الفلسطينيين الثمانية إلى سيناء، حيث كانوا ضمن المسلحون الذين هاجموا الكمين بأسلحة آلية ورشاشات رافعين أعلامًا سوداء كتب عليها "لا إله إلا الله"، في عملية منظمة تشبه إلى حد كبير عملية كفر القواديس التي حدثت أكتوبر 2014.
جيش الاسلام البدايات
وبرز اسم "جيش الإسلام" في قطاع غزة للمرة الأولى خلال تبنيه عملية خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في يونيو 2006، رفقة عناصر من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، في عملية أطلق عليها "الوهم المتبدد".
وتشير المعطيات المتوفرة عن التنظيم إلى أنه تنظيم إرهابى سلفي متشدد يحمل أفكارًا متطرفة، وقد أسسه ممتاز دغمش الذي كان يعمل سابقًا برتبة رقيب أول في جهاز الأمن الوقائي، الذي كان يرأسه العضو البارز في حركة فتح محمد دحلان، قبل سيطرة حماس على قطاع غزة منتصف يونيو 2007، ويُقدر عدد عناصره في القطاع حاليًا بألفي عنصر، غالبيتهم من الدائرة التي كانت تحيط بدغمش إبان عمله في الوقائي وتحديدًا عائلته.
وخلال فترة عمله في جهاز الأمن الوقائي كان دغمش واحدًا من قادة ما أطلق عليه آنذاك "فرق الموت"، والتي اتُهِمت حينها بمقتل هشام مكي، مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، في مطعم على شاطئ بحر غزة، في يناير2000، كما اتُهمت هذه "الفرق" أيضًا بالضلوع في مقتل موسى عرفات، رئيس جهاز الأمن الوطني الفلسطيني، في سبتمبر 2005.