"أنا مش أقل من اللي ماتوا.. ادعيلي يا بابا.. أنا مش هسيب سيناء".. كلمات تحمل بين طياتها الكثير من المعاني المؤلمة، ولكن لا تخلو من التصميم على الدفاع عن أرض مصر مهما كلف الأمر، أنها رسائل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سيبل الدفاع عن أرض مصر، ووسط الدموع والصراخ ودعت مصر الشهداء الأبرار اليوم السبت.
وكان عدد من الإرهابين، هاجموا كمين بمدينة رفح، أمس الجمعة، باستخدام السيارات المفخخة وسيارات الدفع الرباعي، مما أسفر عن استشهاد وإصابة 26 من أبناء القوات المسلحة.
وترصد "أهل مصر" في التقرير التالي 6 رسائل من شهداء الهجوم الإرهابي في رفح..
- أنا مش أقل من اللى ماتوا:
قالت والدة الشهيد المجند عبد الجواد عبدالعليم عبدالجواد نعيم سليم 22 عاما، شهيد هجوم كمين البرث برفح بمحافظة شمال سيناء، إن نجلها كان مجندًا بالشرقية وطلب نقله إلى شمال سيناء، وعندما رفضت قالي "أنا مش أقل من اللى ماتوا شهداء، مش عازوه ابنك يقولوا عليه راجل بيدافع عن وطنه"، مشيرةً إلى أن الأسرة كانت في انتظاره ليحضر زفاف شقيقته يوم الخميس المقبل، ولكن زفناه هو عريس للجنة.
فيما أكد محمود سليم، أحد أقاربه، أن الشهيد اتصل به أول أمس وأبلغه أن يتم دفنه بمقبرة والده، كما أبلغ أهله وظل الاثنان يضحكان، وقال له: "الشهيد بيشعر بالموت".
- أحنا رجالة:
أكد والد الشهيد محمد محمود محسن، ابن قرية كفر النعيم التابعة لمدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، والذى استشهد في الحادث الإرهابي الغاشم، بمنطقة الجبال بشمال سيناء، أنه تلقى اتصال من نجله أمس، و"قالي احنا رجالة وبندافع عن أرض الوطن وادعيلى يابابا لاني محتاج إلى دعواتك".
وعن خبر استشهاده، أكد أنه علم من الأخبار المتداولة صباح اليوم، بإستشهاد عدد من الجنود، مضيفًا: "قلبى كان حاسس وتلقيت اتصال أكد لى أن نجلى استشهد فى سبيل الدفاع عن بلده".
- هندافع عن الأرض لآخر قطرة دم:
وعبر عم الشهيد الرائد محمد صلاح محمد إسماعيل، عن حزنه الشديد لفقدانه نجل شقيقه، ولكنه في نفس الوقت اعتبره بطل ضحي بنفسه من أجل حماية وطنه، موضحًا: "استقبلنا خبر وفاة البطل بإرادة قوية لأنه بطل استشهد فى الدفاع عن مصر كلها ونتمنى أن نكون مكانه فى الشهادة والفوز بها".
وأضاف عم الشهيد، في حديثه لـ"أهل مصر"، أن البطل محمد اتصل بنا أثناء الاشتبكات مع الإرهابين، قائلًا: نحن بنواجه الإرهابين وهندافع عن أرضنا وتراب بلدنا لآخر قطرة دم"، وأوضح عم الشهيد أن جميع أقاربه يضعونه بمكانة من الحب والاحترام والتقدير لتعامله المحترم والمثالى.
https:youtu.be0HNJyQrdjtE
- ادفن بدمائي وبالأفرول:
أوصى الشهيد العقيد أحمد منسي، الذي استشهد صباح أمس، في الهجوم على كمين بمنطقة مربع البرث في رفح، ألا يتم تغسيله ودفنه بدمائه وبالأفرول.
وظهر نعش الشهيد خلال تشييع الجنازة، مكتوبًا عليه: "لا يغسل ويدفن بدمائه وبالأفرول.. وصية الشهيد".
- أنا مش هسيب سيناء:
قال عمر الشبراوي وكيل وزارة الجهاز المركزي للمحاسبات، والد الشهيد النقيب أحمد الشبراوي: "أحمد عاش عمره بطل ومات بطل، وتمنى الشهادة، ودائما كان يقول لي لما بقلق عليه يا بابا أنا مش هسيب سيناء ومش هسيب حق زملائي الشهداء"، مضيفا أن الشهيد لديه طفل عمره 5 سنوات يدعى عمر وزوجته حاصلة على بكالوريوس الهندسة، وحامل في الشهر السابع.
- ربنا يجعلنا من الشهداء:
صرح أحد جيران الشهيد الرائد محمد صلاح محمد إسماعيل، أن شقيق الشهيد تزوج على الرغم أنه أكبر منه، وعند سؤال والده عن سر هذا، قال "محمد ابني كان دائما يتوقع استشهاده ورفض الزواج، وكان كثير التحدث عن الشهادة والشهداء وكان يقول ربنا يجعلنا من الشهداء".
وأوضح أن والده أكد رفض الرائد محمد صلاح، أن يتزوج وقال أتمنى الشهادة لأربح من الحور العين بالجنة.