"أوعدك يا بابا أن أثأر لدماؤك الطاهرة الزكية يوما ما.. فراقك ابكاني أنا وأخواتي".. "علي، ومريم، وأمي الغالية"، ولكن مايهون علينا أنك في مكان أفضل عند ربنا في جنة الخلد إن شاء الله... هكذا كانت الرسالة التي أراد أن يصلها الطفل "حمزة المنسي: البالغ من العمر 9 أعوام نجل الشهيد العقيد أحمد صابر منسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة في شمال سيناء، والذي استشهد صباح أمس الجمعة في الهجوم الإرهابي الذي استهدف عددًا من نقاط التمركز الأمني في رفح خلال مشهد الجنازة اليوم.
في منزل ينتمى للمدرسة العسكرية، وتحديدًا سلاح الصاعقة، تربى حمزة، طفلًا لم يتعد بعد العاشرة من عمره، على حب الوطن، فلم يكن يضجر أو يحزن لغياب والده عنه بالشهور والأسابيع، لأنه يعلم أن والده يخدم وطنه، وكان يفخر به دائما أمام زملائه فى المدرسة.
"حمزة أحمد صابر المنسي"، الطفل الأكبر للشهيد أحمد المنسي، رفض أن يجعل اليوم فرحة وانتصار للجماعات التكفيرية سواء داعش أو القاعدة أو بيت المقدس، وممولوها من الدول الراعية للإرهاب وعلي رأسها دولة قطر.
"حمزه" رغم صغر سنة عبر عن حبه الشديد لوالده بأصدق مشاعر وهي الدموع بجوار نعش والده داخل المسجد كما عبر عن حبه لوطنه باصراره علي ارتداء الزي العسكري الذي يفخر به كل مواطن علي كل شبر من أرض مصر؛ عندما تسلق سلالم عربة المطافىء ووقف مؤديا التحية العسكرية في مشهد أبكى جميع الحاضرين، ولم ولن ينساه هذا الطفل علي مر السنين.
وكان المئات من أهالي مدينة العاشر من رمضان بالشرقية، شيعوا جثمان الشهيد في جنازة عسكرية، عقب خروجه من مسجد التوحيد إلي مثواه الأخير بمقابر الروبيكي، بحضور محافظ الشرقية اللواء خالد سعيد، ومدير الأمن اللواء رضا طبلية، ونواب البرلمان والفنان محمد رمضان، ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية.
يذكر أن المتحدث العسكري قال في بيان، إن قوات إنفاذ القانون بشمال سيناء نجحت في إحباط هجوم إرهابي للعناصر التكفيرية على بعض نقاط التمركز جنوب رفح، وأسفر عن مقتل أكثر من 40 تكفيريا وتدمير 6 سيارات.
وأشار إلى تعرض قوات إحدى النقاط لانفجار عربات مفخخة نتج عنها استشهاد وإصابة 26 فردا من أبطال القوات المسلحة.