قطر تتذلل لـ"إيران" هروبًا من المجاعة المرتقبة.. والمقاطعة العربية تكبدها خسائر ضخمة

تحصل قطر على نحو 80 في المئة من احتياجاتها الغذائية من دول خليجية، وأشارت مصادر تجارية إلى احتمال تفاقم نقص المواد التموينية في قطر إلى أن تهدأ الأزمة.

وعبر المنفذ البري الوحيد مع السعودية، كانت قطر تستورد قدرًا كبيرًا من المنتجات الغذائية.

وتملك قطر حدودًا برية فقط مع السعودية، وتعد منفذها الوحيد البري الوحيد لدخول البضائع، الأمر الذي يفسر الهلع الذي أصاب القطريين والعاملين في هذه الدولة بعد هذه القرارات.

فقد هرع العديد من المواطنين والمقيمين في قطر إلى المتاجر لتخزين المواد الغذائية، بعد الاستيقاظ على خبر إغلاق السعودية لحدودها البرية مع قطر.

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وليبيا قد قطعت العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع قطر، بسبب دور الدوحة المستمر منذ أعوام في دعم الجماعات الإرهابية.

لكن إيران سارعت لتؤكد بأنها مستعدة لإنقاذ قطر من أي أزمة غذائية محتملة، حيث صرح رئيس اتحاد تصدير المنتجات الزراعية الإيرانية، رضا نوراني، أن بلاده مستعدة لتصدير جميع المواد الغذائية إلى قطر بعد العقوبات الخليجية عليها.

وقال نوراني: "إن الطريق البري الوحيد مع قطر هو السعودية وبعد العقوبات فان الدولة الأقرب لقطر هي إيران والتي تستطيع إيصال المواد الغذائية لها عبر البحر بمدة لا تتجاوز الـ12 ساعة فقط، وهناك إمكانية لإرسال المواد الغذائية عبر عدة موانئ منها ميناء بوشهر وميناء بندر عباس ".

وأضاف " أن قطر تستورد مواد غذائية بقيمة 4 إلى 5 مليارات دولار سنويًا من دول كالسعودية ومصر والإمارات وبعد الأزمة التي حصلت فان المواطنين القطريين يهرعون إلى المراكز التجارية لتأمين حاجاتهم خوفًا من انقطاعها".

ويأتي ذلك بعد أن قررت السعودية والإمارات والبحرين، إلى جانب مصر واليمن وليبيا، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وإغلاق أجوائها وموانئها أمام الطائرات والسفن القطرية.

كما قررت السعودية إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية كافة، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية، بسبب دعم الدوحة وإيوائها للجماعات الإرهابية، فيما تقول الدوحة إن الاتهامات"غير مبررة" و"لا أساس لها من الصحة".

وأكد محللون أن الدوحة ستحتاج لفترة طويلة لإيجاد ترتيبات لوجستية بديلة، إضافة إلى التكاليف الباهظة للاعتماد على البحر والجو، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تكلفة البضائع المستوردة.

واتسعت الآثار الاقتصادية للإجراءات السعودية أمس حيث استطالت الطوابير أمام المتاجر لتخزين المواد الأساسية خشية أن تنقص من الأسواق، رغم التطمينات التي وجهتها الحكومة للسكان.

وقام المتسوقون بملء العربات والسلال بمختلف البضائع، وخلت بعض الرفوف من المـواد الأساسيـة مثل الحليب والأرز والـدجاج.

حاولت الدوحة، طمأنة السكان المندفعين لتخزين المواد الغذائية، حين أكد الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر التجارية أن الدوحة “تمتلك العديد من البدائل لضمان استمرارية تدفق السلع الغذائية والمواد الأولية إلى السوق المحلي بنفس الوتيرة”.

وأكد وزير الخارجية الاماراتى، "أنور قرقاش": احتمال فرض إجراءات على قطر بينها قيود على المعاملات التجارية

وأضاف أن “نسبة 5 بالمئة فقط من هذه السلع والمواد تصل إلى قطر عبر الحدود البرية” في تناقض كبير مع البيانات وواقع خلو الأسواق من الكثير من المواد الغذائية يعد 3 أيام من المقاطعة.

وأكد أن الدوحة “تمتلك مخزونا استراتيجيًا من السلع الغذائية الأساسية يكفي السوق القطري لأكثر من 12 شهرا” في محاولة لتخفيف اندفاع السكان لتخزين المواد الغذائية.

وتستورد قطر 90 بالمئة من احتياجاتها من الغذاء، وبعد إغلاق الحدود البرية مع السعودية، سيكون على الدوحة أن تستعيض عن ذلك باستيراد المواد الغذائية عبر الجو أو البحر.

ويمكن لـلأزمة أن تتفـاقـم بشكـل كبير بعد أن أكدت الإمـارات احتمـال فـرض المــزيد من الإجراءات العقابية على قطـر بمـا في ذلك فـرض قيـود جـديـدة على المعـامـلات التجـارية.

وقال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن الإمارات تأمل في “أن يؤدي ما تم اتخاذه من إجراءات إلى إضفاء بعض التعقل على صانعي القرار في قطر عندما يرون أن مصلحتهم ليست في تقويض مصالح جيرانهم”.

وتقيم قطر علاقات تبادل تجارية محدودة مع دول الخليج الأخرى، لكن صادراتها إلى السعودية والتي تقدر بنحو 896 مليون دولار سنويا، وفقا للأمم المتحدة، ستتبخر بفعل الإجراءات العقابية.

ورغم ترجيح انخفاض تأثير المقاطعة على صادرات النفط والغاز فإن الدوحة قد تفقد صادرات الغاز إلى الإمارات عبر أنبوب دولفين، في ظل وفرة الإمدادات البديلة، وقد تتعرض نشاطات الإنتاج إلى خلل بسبب أعمالها مع شركات من الدول الخليجية المجاورة.

كما تسببت العزلة القطرية في توقف صادرات الألومنيوم من مصنع مملوك جزئيا لشركة نورسك هيدور النرويجية التي حذرت، من أن استئناف الصادرات سيستغرق وقتا.

وقالت الشركة إن “معظم شحنات ألومنيوم قطر تمر عادة عبر مينـاء جبـل علـي الكبيـر في الإمـارات، الـذي أغلـق أمـام جميع الشحنات القطـرية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً