"فينانشال تايمز" ترصد مستقبل المنطقة بعد انحسار داعش

تعرض تنظيم داعش الإرهابي، لخسائر فادحة جراء الحملة العسكرية التي كلّفته فقدان مساحات كبيرة من سيطراته المركزية، كمدينة الموصل التي أعلن فيها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عن نفسه خليفة منذ ثلاثة أعوام.

الموضوع تناولته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، والتي أوضحت أن التنظيم في طريقه لخسارة الرقة أيضا.

"من يسيطر بعد سقوط التنظيم؟" كان عنوان المناقشة التي تناولتها "فايننشال تايمز" حيث ترى الصحيفة أن الأطراف الرئيسية الضالعة في الحرب السورية وهي روسيا، وإيران، والولايات المتحدة، وتركيا، ستتنافس على المكانة في الأراضي حيث كان التنظيم.

وفي الواقع فإن نقاشاتٍ مبدئية قد بدأت بالفعل حول الشكل المستقبلي الذي قد تتخذه سوريا والعراق. والتي ظهر من خلالها رفض النظام السوري، الذي يستقوي بروسيا وإيران، رفض الاعتراف بأي تقسيم لسوريا. وقال متحدثٌ باسم النظام السوري لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إنَّ خيار اللامركزية في سوريا بعد النزاع ليس مطروحًا للنقاش، متسائلًا لِمَ تتنازل دمشق طالما كانت هيَ الطرف الرابح.

نظام الأقليّة في سوريا يتقدَّم الآن فقط بفضل القوات الجوية الروسية، والحرس الثوري الإيراني وقواتهم شبه العسكرية، بدءًا بحزب الله اللبناني وحتى تحالف الحشد الشعبي وميليشياته الشيعية في العراق. لكن هذا غير كاف للسيطرة التامة على المنطقة في ظلّ وجود أطراف تقاتل لأجل معركة البقاء.

وكانت روسيا قدمت مسودة لمشروع دستور جديد إلى فصائل المعارضة السورية خلال مفاوضات أستانا التي عُقدت يومي 23 و24 يناير.

الدستور الذي يتألف من 85 مادة، حدد شكل الحكم في سوريا، وتوسعة الصلاحيات الممنوحة لمجلس الشعب. كما نص على إزالة العبارات التي تشير إلى عربية سوريا، بحيث يتحول اسمها إلى "الجمهورية السورية" بدلًا من "الجمهورية العربية السورية"، على أن يكون نظام الحكم فيها جمهوريا.

كما تقترح المسودة الروسية جعل تغيير حدود الدولة السورية ممكنًا في حال عقد استفتاء عام، وينص البند الثاني من المادة التاسعة على أن "أراضي سوريا غير قابلة للتفريط، ولا يجوز تغيير حدود الدولة إلا عن طريق الاستفتاء العام الذي يتم تنظيمه بين مواطني سوريا كافة وعلى أساس إرادة الشعب السوري".

وتشير المادة الرابعة إلى أن تكون اللغة العربية لغة رسمية يحددها القانون، كما و"تستخدم أجهزة الحكم الذاتي الثقافي الكردي ومنظماته اللغتين العربية والكردية كلغتين متساويتين".

ووفق فينانشال تايمز فإن الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة يزحفون نحو تحقيق حلمهم في منطقة حُكم ذاتي تُلقَّب بـ"روج آفا" في شمال سوريا. وهو الأمر الذي ترفضه أنقرة جملة وتفصيلا. لهذا السبب اندفعت القوات التركية إلى شمال سوريا لمنع وحدات حماية الشعب من ربط مناطقها الشرقية بمقاطعة الأكراد غرب نهر الفرات. وبهذا خلقت تركيا مقاطعة أخرى، وهي إحدى أربع مقاطعات تتقدَّم روسيا باقتراح تحويلها لـ"مناطق تهدئة"، التي قد تخضع بدورها لنوع من التحكّم المحليّ أو التقسيم.

وتبقى الخارطة النهائية للمنطقة محل نقاش وجدال والذي لن تحسمه إلا القوة والتخطيط الأسبق على الأرض، وهذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بلينكن: روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين دول عازمة على تغيير النظام الدولي