شَيع آلاف المصريين، أمس، شهداء القوات المسلحة، الذين استشهدوا غدرًا على يد عناصر إرهابية، هاجمت كمين أمني خاص بالكتيبة «103»، برفح في شمال سيناء، باستخدام السيارات المفخخة، وسيارات الدفع الرباعي، وأسفر الهجوم الوحشي، عن استشهاد وإصابة 26 فردًا من أبناء القوات المسلحة، أبرزهم العقيد أحمد المنسي، قائد الكتيبة.
وبالرغم من حالة الحزن التي خيمت على الشعب المصري، أثار عددًا من أنصار جماعة الإخوان الإرهابية، غضب الشعب المصري، حيث قام سائق تاكسي، برفع علامة رابعة بعد الإنتهاء من صلاة جنازة أحد الشهداء بمحافظة المنصورة، وعلق آخر على الحادث الأليم بشكل ساخر على صفحته الشخصية بموقع «فيس بوك».
ترصد «أهل مصر» في التقرير التالي رد بعض العناصر المناهضة لجماعة الإخوان الإرهابية على استشهاد أبناء القوات المسلحة برفح..
- رفع علامة رابعة بالمنصورة
ألقت الأجهزة الأمنية بمحافظة الدقهلية، أمس السبت، القبض على سائق سيارة أجرة، بشارع «الجيش»، بمدينة المنصورة، بعد قيامة بالتلويح بإشارة «رابعة»، أثناء دخول جثامين شهداء الدقهلية الثلاثة إلى المسجد، لأداء صلاة الجنازة عليهم.
وكان المئات من أهالي مدينة المنصورة، وأسر الشهداء الثلاثة، استقبلوا جثامين أبنائهم بهتافات «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله.. يا نجيب حقهم يانموت زيهم.. الشعب يريد إعدام الإخوان»، وأثناء مرور سيارة «سرفيس» قام سائقها برفع إشارة «رابعة»، ما أدى إلى قيام بعض الأهالي بالتعدي عليه بالضرب، وتدخلت قوات الشرطة، وألقت القبض عليه.
وقامت قوات الأمن بالتحفظ على السيارة، واصطحاب السائق إلى قسم شرطة ثان المنصورة، وبعد استجوابه، وعمل التحريات، اتضح أنه رفع شعار «رابعة» أثناء مروره أمام مسجد «النصر»، بعد إنتهاء أهل الشهيد من الصلاة عليه، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين، وعلى الفور حررت الشرطة محضرًا يثبت الواقعة والأدلة على السائق، ومن المقرر أن يتم عرضه على نيابة قسم ثان المنصورة لمباشرة التحقيقات.
- طبيب يُهاجم الشهداء
هاجم الطبيب المدعو أحمد التونسي، رجال القوات المسلحة الذين استشهدوا، أول أمس الجمعة، بعد الهجوم الإرهابي الغاشم على كمين أمني بمدينة رفح، ونشر على صفحته الشخصية بموقع «فيس بوك»، عبارات مهينة لشهداء القوات المسلحة.
وهاجم رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، «التونسي»، فقالت سهير محمد: «فلنعتبر هذا بلاغ للنائب العام، لكي يحوله للتحقيق، وكذلك بلاغ لرئيس الجامعة، لإحالته لمجلس تأديب، لخروجه عن مقتضيات الواجب الوطني قبل توظيفه»، مضيفًة: «اطلب من الجامعات ومن وزير التعليم أن ينقي الجامعات من هذه الفئة الضالة».
من جانبه، وأوضح عميد كلية الطب بجامعة الزقازيق، الدكتور عاطف البحراوي، خلال لقاءه بإحدى الفضائية، أن الدكتور الذي هاجم الشهداء، ينتمي لجماعة الإخوان الإرهابية، وكان أحد القيادات البارزة في الجماعة، مشيرًا إلى أنه أيضًا كان من معتصمي رابعة العدوية والنهضة، قبل أن تقوم قوات الجيش بفض الإعتصام.
وأكد البحراوي، أن الكلية أصدرت قرار بفصل الدكتور التونسي، لانتمائه لجماعة الإخوان، منذ عشرة أشهر، موضحًا أن «التونسي» غادر مصر منذ فترة ويُقيم الآن في قطر، مشيرًا إلى أن ما نشره «التونسي» على صفحته الشخصية على «فيس بوك»، لا تَصدُر إلا من شخص لا يهتم بوطنه أو ينتمي إليه.
- هيثم أبو خليل
أما عن الناشط السياسي، هيثم أبو خليل، فقد نشر على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، منشور يتهم فيه القوات المسلحة بمهاجمة الأبرياء.
ويعتبر «أبو خليل» ناشطًا سياسيًا وحقوقي مصري، ولد في محافظة الإسكندرية، وكان أحد قيادات العمل الطلابي خلال حقبة الثمانينيات، وعضو سابق في جماعة الإخوان الإرهابية، وتخرج من كلية الزراعة جامعة الإسكندرية.
ويعمل «أبو خليل» البالغ من العمر 47 عامًا، مديرًا لمركز ضحايا لحقوق الإنسان بالإسكندرية.
-حازم عبد العظيم
أما عن الناشط حازم عبد العظيم، المعروف عنه بأنه «رجل التناقضات»، فقد دَون على حسابه الشخصي بـ «تويتر»، تويتة اعتبر فيها أن أبناء القوات المسلحة ليسوا شهداء.
ولد حازم يوسف عبد العظيم إبراهيم، في القاهرة، عام 1960، وهو سياسي ليبرالي مصري.
وفي شهر يونيو الماضي، تقدم سمير صبري، المحامي، ببلاغ عاجل للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا ضد حازم عبدالعظيم، لظهوره على قناتي «الجزيرة» الإرهابية، و«الشرق» الإخوانية، والحديث بطريقة تحريضية على الدولة.
ويعمل عبد العظيم حاليًا، أستاذ مساعد بقسم تكنولوجيا المعلومات بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة.
- لا يجب الخلط بين السياسة والوطنية:
ومن جانبه أوضح الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، وخبير التقديرات الاستراتيجية، أنه لا يوجد شماتة في الموت والخيانة، مشيرًا إلى أن الذين لا يصدقون أن هولاء الجنود ضحوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن أرض الوطن وحماية مواطنيه، ليس لديهم منطق في التفكير.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، في تصريح خاص لـ «أهل مصر»، أن موت هولاء الشهداء في سبيل حماية الوطن، خارج أي خلاف سياسي، ويتعلق بالجانب الإنساني والوطني، ولهذا يجب أن يتم إدانة كل من يتعدى على الشهداء بهذه الأفعال.
وأشار إلى أن السائق الذي رفع علامة «رابعة» في المنصورة أثناء جنازة أحد الجنود، الذين قتلوا غدرًا على يد العناصر الإرهابية في رفح، يعد موقف في غير موضعه، موضحًا أن «رابعة» قضية تحمل العديد من الخلافات، ومن الخطأ الخلط بينها وبين العمل الوطني، والدفاع من أجل حماية الوطن.