حالة من الغضب سادت بين مواطنى بنى سويف، عقب اختفاء كورنيش النيل خلف أسوار أندية لجهات عليا ونقابة المهندسين والإدارة المحلية التابع للمحافظة وحديقة تابعة لمجلس المدينة، وغيرها من قاعات الأفراح التى انتشرت بصورة كبيرة على كورنيش النيل، امتدادًا من أسفل الكوبرى العلوى حتى منتصف الكورنيش أمام نادى نقابة الإطفاء.
ومؤخرًا بدأ نادى تابع للجهات العليا فى أعمال تطوير النادى بعد ضم مساحة جديدة على كورنيش النيل، وشهدت أعمال التطوير توسعة جديدة داخل المجرى النهرى من خلال أعمال صب خراسانات وردم لأجزاء منه، بالإضافة لإنشاء أسوار حجبت الرؤية تمامًا عن المارة بشارع الكورنيش، ليختفى المجرى المائي خلف تلك الأسوار، على غرار أندية سيادية أخرى والمهندسين والإدارة المحلية، التى أنشأت الأسوار نفسها بارتفاعات متقاربة.
كما شهدت المنطقة حالة تعدٍ جديدة من تلك الأندية، على الحديقة العامة المتاخمة للنادى باتخاذها قاعة، وإقامة سور عليها للمبنى التابع لها على النيل، وشروعها فى إزالة بعض منشآتها للبدء فى ضمها لمبني النادى لتوسعته على حساب الحديقة العامة، التى كان قد صدر قرار تخصيص لها برقم 655 لسنة 1998 بتخصيصها لصالح الوحدة المحلية لمركز ومدينة بني سويف لإقامة حديقة عامة تحمل اسم المحافظ الأسبق المهندس سعيد النجار.
وقامت لجنة من المحافظة بمعاينة التعديات على كورنيش النيل بمدينة بنى سويف على الطبيعة وحصر جميع المخالفات ومدى مطابقة المساحات الموجودة على الطبيعة لقرارات التخصيص ومدى مطابقة المنشآت المقامة على هذه المساحات للقانون119 لسنة 2008 ولائحته التنفيذية.
وكشف تقرير اللجنة الذى حصلنا على نسخة منه، عن صدور قرارات إزالة لأندية الجهات العليا وجهات حكومية ونادى الإدارة المحلية التابع للمحافظة وحديقة تابعة لمجلس المدينة بعد الاستيلاء على كورنيش النيل فى عاصمة المحافظة.
وطالب التقرير بضرورة قيام الإدارة الهندسية بالوحدة المحلية لمركز ومدينة بنى سويف باتخاذ الإجراءات القانونية لإزالة المبانى التى تم بناؤها على المنطقة السياحية بالكورنيش طبقا للمخطط الاستراتيجى لمدينة بنى سويف، خاصة بعد صدور قرارات الإزالة من الإدارة العامة لحماية النيل ببنى سويف والإدارة العامة لأملاك الدولة .
وأشار التقرير إلى أن ناد قضائي يتكون من دور واحد خرسانى وكافيتريا ومبنى منشأ من الكمرات والجمالون حصل على الترخيص فى 27 يونيو 2001، وصدر له اشتراطات ترخيص تنتهى فى 6 نوفمبر 2002، ولكن لم يتم تجديد الترخيص، وتم تحرير عدة مخالفات وصدر له قرار الإزالة رقم 346 لسنة 2012، ولم يقدم النادى ما يثبت موافقة جهاز شئون البيئة بالقاهرة على مزاولة أعمال النادى من الناحية البيئية.
كما كشف تقرير اللجنة أن ناد تابع لجهة عليا حاصل على موافقة لتجديد الترخيص حتى 26 يوليو 2007، ولم يتم التجديد لعدم الحصول على موافقة هيئة التعمير.
وأوضح التقرير أن نادى سيادي صدر له قرار تخصيص رقم 340 لسنة 2001، وهو عبارة عن مبنى إدارى خرسانى وكافيتريا وقاعتى أفراح، إحداهما حاصلة على موافقة التراخيص بوزارة الرى عام 2002، ولم يتم إصدار اشتراطات ترخيص لعدم سداد الرسوم المقررة لوزارة الرى، وأن تخصيص القاعة بالمخالفة لأحكام القانون 371 لسنة 1956 بشأن الملاهى، كما تبين وجود قاعة استقبال "كافيه" مقامة دون ترخيص، بالمخالفة لأحكام القانون 371 لسنة 1956، وتبين للجنة عدم تقديم ما يثبت موافقة جهاز شئون البيئة بالقاهرة على مزاولة أعمال النادى من الناحية البيئية.
المفاجأة التى فجرها التقرير أن نادى الإدارة المحلية التابع لديوان عام محافظة بنى سويف صدر ضده قرارات إزالة أرقام 157 لسنة 2007/886 لسنة 2012/945 لسنة 2012/999 لإقامة مبان بدون ترخيص من وزارة الرى، وتبين أن النادى والقاعة لم يحصلا على موافقة جهاز شئون البيئة بالقاهرة على مزاولة أعمال النادى والقاعة من الناحية البيئية.
وتضمن التقرير أن نادى المهندسين لم يحصل على ترخيص من إدارة حماية النيل، وقد قام المسؤولون عن النادى بأعمال إنشاءات ومبان داخلية وقاعتى أفراح وصدر بشأنهما قرار إزالة رقم 403 لسنة.
وعقب صدور قرار اللجنة، قامت الوحدة المحلية لمجلس ومدينة بني سويف، بإزالة تعديات الجهات العليا على حديقة سعيد النجار، ما أسفر عن نشوب أزمة بين المحافظة ومجلس إدارة النادي نتج عنها تحرير محاضر متبادلة بين الطرفين.
وتقدم النادي ببلاغ للنائب العام اتهم فيه المهندس شريف حبيب، محافظ بنى سويف، باقتحام النادى، وإتلاف عدد من حجراته، وهو ما نفاه المحافظ في رد رسمى.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
