“بحبح أفندي” و”أم أحمد” ثنائي كوميدي اشتهر في بداية التسعينات، وشكلا معًا عددًا كبيرًا من المسرحيات والأفلام لعب فيها الفنان “فوزي الجزايرلي” دور زوج “الست أم أحمد”، ومن بينها فيلم “الفرسان الثلاثة” و”الدكتور فرحات” و”البحار” و”المعلم بحبح” و”بحبح باشا” و”مبروك” و”ليلة في العمر” وغيره.
في 21 يوليو عام 1886 ولد الفنان فوزي الجزايرلي بالإسكندرية، وكان واحدًا من الرواد في السينما المصرية والمسرح، حيث كوّن فرقته الخاصة التي ضم فيها ابنته "إحسان الجزايرلي" وابنه الأكبر الفنان "فؤاد الجزايرلي".
ورغم شهرة الجزايرلي بدور الزوج "بحبح أفندي"؛ فإنه أخفى سرًّا كبيرًا عن جمهوره كان السبب في نجاحه أيضًا، ففي حين اعتبر الجمهور أن الثنائي "بحبح" و"أم أحمد" زوجين؛ فإن الحقيقة أنه كان والدها، ولم يلاحظ الكثير من الجمهور فارق السن بينهما، حيث استطاعت الفنانة إحسان الجزايرلي أداء دور زوجة "والدها" بإتقان، وذلك بفضل جسدها الممتلئ الذي أضفى عليها عمرًا إضافيًّا.
لم يحظ الفنان فوزي الجزايرلي الشهرة التي كان يستحقها، حيث لم يعرفه الجمهور سوى شكلًا فقط، رغم أنه كان السبب في ظهور عدد من المواهب الفنية، على رأسها موسيقار الأجيال "محمد عبد الوهاب"، والذي سمح له "الجزايرلي" بالغناء خلال فترات الاستراحة بين فصول الروايات على المسرح.
عانى "الجزايرلي" ككثير من رواد الفن في بداية مشواره من عدة عقبات، من بينها تعرضه للنصب في أحد العروض المسرحية التي أقامها على ضفة النهر بإحدى المحافظات، حيث فوجئ بإقامة "غرزة" بالقرب من مكان العرض، وداهم أفراد الشرطة تلك الغرزة، وأجبروا الجزايرلي وفرقته على السفر مباشرة بعد انتهاء العرض، ولم يكن وقتها قد تسلم أي أموال مقابل العرض الذي جاء عليه بخسارة فادحة، ولكن ما أصاب قلبه أكثر من خسارة الأموال مشهد ابنته وهي تبكي بعد إجبارها على الرحيل بـ"قميص النوم" الذي كانت ترتديه أثناء العرض، حيث لم تسمح لهم الشرطة بتبديل ملابسهم.
العلاقة القوية بين فوزي الجزايرلي وابنته كانت مضاعفة، فهي زوجته على الشاشة وابنته في الحقيقة ويعيش معها حياته كاملة، وبالتأكيد رحيلها عن الحياة عن عمر ناهز 38 عامًا كان لها أثرًا حزينًا في نفسه، فقرر اعتزال الفن بعد موتها، وعاش وحيدًا إلى أن رحل في صمت في 23 فبراير عام 1974.