لم يعرف عنه التدين، مجرد مواطن يعيش في قرية بيركياني، بدولة جورجيا، عرفت عائلته اختلاف الأديان، فهو لأب مسيحي وأم مسلمة، وتغير مسار حياته بعد أن انضم للجيش الجورجي، فور الانتهاء من الخدمة العسكرية، وتمكن بعد ذلك من العمل في الاستخبارات الجورجية، ولكنه أصيب وخرج من الجيش، واتهم بالتعاون مع المقاتلين الشيشان، ومن هذه اللحظة انقلبت حياة أبوعمر الشيشاني.
ويصادف اليوم الخميس، الذكرى الأولي على مقتل وزير الحرب السابق لتنظيم "داعش"، حيث قتل في الثالث عشر من يوليو الماضي، في مدينة الشرقاط خلال مشاركته في صد الهجوم على مدينة الموصل.
كانت خدمة الشيشاني العسكرية في الجيش الجوجري ما بين عام 1986 إلى 1987، وعقب ذلك انضم إلى كتيبة "الرماة"، ومن ثم قرر أن يتطوع في القوات المسلحة الجورجية، وكان ذلك عام 2006، وعلى حد قول قائده في الجيش، فذكر أن الشيشاني، كان دائمًا شخصًا هادئًا وله شعبية واسعة بين زملاءه، كما تدرب فترة في الولايات المتحدة على الفنون العسكرية.
استطاع وزير الحرب السابق في تنظيم "داعش" أن يتدرج في المناصب داخل الجيش الجورجي، فترأس عام 2008، وحدة أمنية تدعي "سبيتزناز"، تلخصت مهمتها في محاربة الجيش الروسي ورصد تحركاته، ووصل الشيشاني في ترقيات الجيش، إلى رتبة رقيب، وهو أكبر منصب استطاع الوصول إليه بعد تطوعه، وحصل في ذلك الوقت على مرتب بقيمة 700 دولار.
وبعد كل هذا النجاح الذي وصل إليها في الجيش، تم تسريحه فور إصابته بمرض السل، وذلك عام 2010.
ولم يمر ذلك العام إلا وكان الشيشاني معتقلًا من قبل الشرطة الجورجية، بتهمة حيازة أسلحة بطريقة غير شرعية، وتم الحكم عليه بالسجن 3 سنوات، ولكن لتدهور حالته الصحية داخل السجن، أطلق سراحه في أوائل عام 2012، بعد أن قضي عقوبة 12 شهرًا فقط من أصل 3 سنوات.
كانت مهمته الإشراف على تسلل المقاتلين إلى چچنيا عبر مضيق پانكيسي، من ضمن مهام وزير الحرب السابق لداعش، أثناء عمله بالقوات المسلحة الجورجية، إلى أن استطاعت روسيا أن تسد ذلك المضيق، وبعد أن خرج من الخدمة، واصل دوره في الاشراف على تسلل المقاتلين، ولكن هذه المرة بدون منصب رسمي.
وبطريقة غير شرعية وصل الشيشاني إلى سوريا من خلال اسطنبول، بهدف القتال واسقاط الحكومة السورية، وفي أرض سوريا، تولي قيادة مجموعة "جيش المهاجرين والأنصار"، وهى إلى حد كبير مجموعة مقاتلين من الشيشان.
استطاع وزير الحرب السابق لتنظيم "داعش"، أن يثبت براعته في القتال ضد سوريا، ووصل مقاتون إلى أن يكونوا جزء محوري في الاستيلاء على قاعدة "منغ" الجوية، الواقعة في شمال سورية، وذلك عام 2013.
اشتهر أبوعمر الشيشاني داخل التنظيم بـ" صاحب اللحية الحمراء"، استطاع أن يتقرب من زعيم التنظيم السابق أبوبكر البغدادي، وشغل الشيشاني عدة مناصب داخل التنظيم، كان من أهمها، حصوله على منصب قائد "مجلس شوري المجاهدين"، وذلك في مدينة الرقة عام 2014.
في مارس الماضي، أعلن البنتاغون عن مقتل الشيشاني، حيث أصيب في غارة جوية في ريف الشدادي التابعة لمحافظة الحسكة، ولكن في حقيقة الأمر، أنه أصيب فقط ولم يقتل، وذلك حسبما أعلن تنظيم داعش في ذلك الوقت.
وفي الثالث عشر من يوليو العام الماضي، حلقت الطائرات التي كان هدفها قتل الشيشاني، وأدرك حينها سكان مدينة الموصل، أن هذه الغارة الجوية تابعة لقوات التحالف، واستهدفت الغارة مقر تنظيم داعش في العراق، ولكن الهدف الأساسي لها، في ذلك الوقت، هو قتل وزير الحرب السابق لداعش، وبعد الضربة، حاولت الولايات المتحدة أن تتأكد من مقتله، قبل أن تعلن عن ذلك، ولكن تنظيم "داعش"، سبقهم وأعلن عن مقتل الشيشاني.