بعد امتحانات الثانوية.. خبراء يقيمون "البوكليت": "تغيير شكل لا مضمون.. وفشل في تصنيف الطلاب"

طويت صفحة امتحانات الثانوية العامة، بعد إعلان نتيجة الطلاب، على موقع وزارة التعليم، وهي الامتحانات التي شهدت لأول مرة نظام "البوكليت"، والذي أشاد به البعض، واعتبروه سببًا في منع ظاهرة الغش، بينما انتقده آخرون معتبرينه استكمالًا لمسلسل فشل الوزارة، مؤكدين عدم قدرته على تصنيف الطلاب من حيث الفروق الفردية بينهم.

"أهل مصر" استطلعت رأي عدد من الخبراء، حول مدى نجاح نظام البوكليت، وقدرته على عكس مستويات الطلاب في الثانوية بشكل صحيح، في التقرير التالي..

- تغيير شكل وليس مضمون:

وقال أيمن البيلي، المتحدث الرسمي باسم نقابة المعلمين المستقلة، إن نظام البوكليت هو تغيير شكل الامتحان فقط وليس منظومة الامتحان، لافتا إلى أن ورقة البوكليت نفسها حين قسمت ورقة الامتحان إلى "أ-ب-ج-د"، لم تكن الأسئلة مختلفة بل هي نفس الأسئلة، وبالتالي كل الطلاب بكل مستوياتهم قاموا بالإجابة عليها، إذن من حيث معيار الكفاءة كل الأسئلة مرت على كل الطلاب دون اختلاف في قوة السؤال أو ضعفه أو سهولته أو صعوبته، وبالتالى شكل الورقة لا يدخلنا فى فكرة التصنيف.

وأضاف "البيلي" لـ"أهل مصر" أن سبب انخفاض درجات كثير من الطلاب المتفوقين، ليس البوكليت، فالنظام هدفه منع شبهة التسريب عن الوزارة فقط، معتبرًا أن ما حدث عكس ذلك، حيث زادت أعمال الغش داخل اللجان، وتم الضغط على بعص الطلاب المتفوقين داخل اللجان بعملية تغشيش زملائهم تحت تهديد وترهيب هؤلاء الطلاب، وأولياء أمورهم خارج المدارس.

وتابع المتحدث باسم النقابة المستقلة للمعلمين، أن هناك سبب فني آخر هو أن حصر الغش داخل اللجان فقط أدى إلى تقارب المستويات فى الدرجات، حيث إن هناك بعض الطلاب الضعاف أو المهملين نجحوا فى الغش بدرجة أكبر من كل عام على عكس ما تردده الوزارة أن هناك 1400 حالة غش فقط.

واستطرد "البيلي"، أن نظام البوكليت، ليس نظامًا امتحانيا أو تقويميا كاملا، وإنما هو جزء من منظومة امتحانات يتم تطبيقها في بعض الدول الأوروبية، ولها شروط يجب أن تتوفر غير موجودة لدينا حيث إن هذه المنظومة التى بداخلها الاختبار الدفترى أو البوكليت لا يقابلها دروس خصوصية كما هو عندنا ويقابلها حضور وانتظام للطلاب داخل المدارس.

وأوضح "البيلي" أن البوكليت نظام متكامل كنا نستطيع من خلاله أن نحدد ونصنف الطلاب من حيث الكفاءة العلمية والقدرات، ولكنه فى الحقيقة هو تغيير شكل ورقة الامتحان دون تغيير مضمون الامتحان ذاته، وبالتالى لايمكن أن يكون شكل الامتحان أحد معايير تصنيف الطلاب وتقييمهم.

- الغش الجماعي

من جهته قال طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن ما حدث هذا العام من دمج الأسئلة والإجابة، ونوعية الأسئلة المقدمة للطالب، بالفعل تساعد على الغش الجماعى، وبناء عليه لا يحصل الطالب المتفوق على درجات عالية، لعدم وجود أسئلة تظهر قدرات الطلاب المتميزين بصورة كبيرة، ولكن كان يجب أن يكون البوكليت ناتجا من وضع استراتيجية وبرنامج متكامل وجميع أسئلته ناتجة من "بنوك الأسئلة" والتي يكون الحد الأدنى لها ما لا يقل عن نحو 800 سؤال لكل مادة.

وتابع "نور الدين" لـ"أهل مصر" أن ما حدث بالفعل هو أن الطلاب المتفوقين ليس لهم نصيب فى المراكز المتقدمة، وهذا ناتج أيضا من عشوائية وضع الأسئلة وتنوعها، وكان كل الاهتمام أن تمر التجربة دون تسريب فى تجاهل تام للمضمون

وأشار "نور الدين" إلى أنه لابد من إعادة ترتيب الأوراق، والعمل على الدراسة الجيدة والعلمية، مؤكدًا أنه يجب تطوير مشروع "البوكليت"، بكامل جوانبه، وحتى لا نكون أضحوكة العالم، في المجال التعليمي الذي كان مرجعا ومنارة لكل الدول العربية وبعض الدول الأجنبية لمئات السنين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً