يشهد الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون، الجمعة، العرض العسكري التقليدي بمناسبة اليوم الوطني إلى جانب نظيره الأمريكي دونالد ترامب، قبل أن يتوجه جوًا إلى نيس "جنوب شرق" للمشاركة في ذكرى الاعتداء الذي أوقع 86 قتيلا و45 جريحا قبل عام.
يقام العرض العسكري الذي يتزامن مع الذكرى السنوية المئوية لمشاركة الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى على جادة الشانزيليزيه ويشارك فيه 3720 عسكريا و211 عربة من بينها 62 دراجة نارية و241 حصانا و63 طائرة و29 مروحية.
وعلق ترامب بعد ظهر الخميس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون في القصر الرئاسي "انه احتفال وطني رائع ونحن متلهفون للمشاركة فيه. ممتاز!"
وأضاف ترامب "دولتانا موحدتان معا والى الابد في روح الثورة والكفاح من أجل الحرية"، من المقرر ان يلقي ماكرون صباح الجمعة "كلمة مقتضبة" من على المنصة الرئاسية اثر العرض العسكري "للتذكير بمعنى العيد الوطني الذي بات ذكرى لاعتداء أغرق فرنسا في حداد"، بحسب ما أفاد مصدر من المحيطين بالرئيس، في نيس على الكوت دازور، ستكون الأجواء مشحونة بالتأثير.
وستضاء 86 شمعة عند الصباح قبل وصول ماكرون تكريما للضحايا الذين قتلوا عندما صدم رجل على متن شاحنة حشدا كان يحضر الاحتفالات بالعيد الوطني على الجادة الرئيسية.
في تلك الليلة احتشد نحو ثلاثين الف شخص كبارا وصغارا على واجهتها البحرية لمشاهدة عرض الألعاب النارية التقليدية التي تطلق في العيد الوطني. - 86 قتيلا في غضون دقائق - بعيد الساعة 22،30، اندفعت شاحنة تزن 19 طنا على هذه الجادة المعروفة في الكوت دازور، باتجاه الحشد فدهست وصدمت كل من كان في طريقها وهي تتنقل بين الرصيف والطريق لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا.
في أقل من ثلاث دقائق تسببت الشاحنة التي كان يقودها تونسي في الحادية والثلاثين من العمر، بسقوط 86 قتيلا بينهم 15 طفلا، وأكثر من 450 جريحا. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم بدون ان يؤكد التحقيق وجود صلة له مع القاتل محمد لحويج بوهلال الذي قتل في نهاية هجومه الجنوني.
لا يزال تسعة أشخاص قيد التوقيف للاشتباه بانهم ساعدوا بوهلال بدرجات متفاوتة في الحصول على أسلحة. بعد رحيل ترامب، سيلتقي ماكرون مع أسر الضحايا وعناصر من الأمن والاغاثة كما سيقام عرض عسكري قبل مراسم التكريم التي سيتم بثها على شاشات عملاقة. ومن المقرر في المساء، إقامة حفل موسيقي مفتوح للجميع قبل إطلاق بالونات وإضاءة 86 حزمة ضوئية، لكن من غير المقرر تنظيم عرض للألعاب النارية في منطقة الألب ماريتيم تعبيرا عن الحداد.
ستحتفل فرنسا حيث تم تمديد العمل للمرة السادسة بحالة الطوارئ المفروضة منذ نوفمبر 2015، بالعيد الوطني وسط حراسة أمنية مشددة بمشاركة نحو 86 الف شرطي ودركي و7 الاف عسكري من عملية "سانتينل" و44 الف اطفائي منذ الخميس لحماية المشاركين في الفعاليات.
كما أنتشرت قوات الأمن في المناطق السياحية وفي الحفلات الموسيقية والتجمعات، بحسب بيان لوزارة الداخلية مع "تركيز خاص" على محطات القطارات والمطارات. أوقعت ثمانية اعتداءات جهادية 239 قتيلا منذ يناير 2015 كما أفشلت السلطات عدة محاولات.
يتزامن العرض العسكري الجمعة مع النقاش حول ميزانية الدفاع الفرنسي.
وندد ماكرون في كلمة الى الجيوش الخميس بالانتقادات حول الاقتطاعات من ميزانية الدفاع وقال "ليس من اللائق نقل بعض النقاشات الى العلن"، مضيفا "انا قائدكم" مشددا على انه ليس "بحاجة لاي ضغوط".