اعلان

قطر دربت المعارضة الليبية ووفرت الاسلحة لاغتيال القذافي بعد ان كشف للسعودية مخطط الانقلاب.. و"الجزيرة" قامت بحملة ضد المجلس الانتقالي.. و"الدوحة" وفرت منصات صواريخ و أموال للثوار لنشر الفوضي في طرابلس

كتب : سها صلاح

في بداية الثورة الليبية مع منتصف شهر فبراير 2011، التزمت قطر بموقف متحفظ ضد العقيد الليبي في أول اجتماع للجامعة العربية.

التزمت قطر والسعودية الصمت خلال الاجتماع، لكن ذلك لم يمنعهما من التصويت لصالح قرار يمنح القذافي أياماً فقط لوقف قمعه تجاه شعبه وإلا سيكون خارج أسوار الجامعة.

إثر ذلك، قامت قطر بالتحرك أخيراً لحشد الدعم للقرار وتكلل مجهودها بالنجاح والتصويت لصالحه.

كالعادة، أقلق هذا التحرك جارتها السعودية التي رأت في قطر رغبتها في أن تصبح رقماً صعباً في المعادلة،أدان السعوديون تطبيع قطر مع رجال مثل القائد العسكري عبد الكريم بلحاج المتهم بانتمائه للقاعدة، جاء ذلك في تحقيق لصحيفة النيوزويك الامريكية التي كشفت عن تآمر قطر علي ليبيا و خدعت القئافي.

وقالت الصحيفة ان العقيد القذافي أطلع المخابرات السعودية علي حوار مسجلا بينه وبين حمد بن خليفة قبل موته، واكد للسعودية ان قطر سوف تدبر لاغتياله او قتله،لانه رفض اثارة انقلاب في السعوديةو كان التسجيل الصوتي كالاتي:

• إنها فكرة جيدة، أجاب الأمير ضاحكاً. ولكن حكام السعودية ناضجون كفاية حتي لا يسمحوا لأحد أن يجتاح بلدهم.

تم إطلاع الأمير القطري علي تفاصيل الحوار خلال اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي. تكفل ولي العهد نايف باستقبال حمد، وصرخ في وجه قائلاً:

• أنت ! تعال هنا.

• ماذا هناك؟.

• الملك في الغرفة المجاورة، ستدخل عليه وتجثو علي قدميك وتطلب منه أن يغفر لك خطيئتك.

• لا، لن أفعل، لكنني سأكلمه، أعدك.

توجه الأمير للملك عبد الله قائلاً: لا تأخذ علي محمل الجد ما دار بيني وبين القذافي، فقط كنا نمزح أنا وذلك المجنون.

حرّك الملك عبد الله رأسه، وأشار بيده إيذاناً بأن الأمر قد تم نسيانه.

في ربيع 2011، أيقن الجميع أن القذافي سيواصل قمع معارضيه، وأن لا سبيل إلي كبح جماحه سوي تسليح وتدريب الثوار، فضربات الناتو لم تكن لوحدها كافية.

كانت الدوحة أول من سلح ودرب الثوار، وأول من اعترف رسمياً بالمجلس الوطني الانتقالي، كما حملت علي عاتقها رفع طلب الجامعة العربية إلي مجلس الأمن لفرض منطقة عازلة وحظر جوي علي النظام الليبي لحماية المدنيين.

ابتداءً من شهر أبريل، تم إرسال أكثر من عشرين طناً من الأسلحة للثوار في ليبيا. في البداية، يقول عسكري فرنسي، كانت تعطيهم المال و ترشدهم إلي محل شراء الأسلحة. بعد ذلك انخرطت فرنسا كذلك في القضية.

حتي يوم سقوط طرابلس في 22 اغسطس الذي تم نقل وقائعه مباشر علي قناة الجزيرة القطرية، أكثر من 18 طائرة دخلت لنقل بنادق، منصات صواريخ وأسلحة خفيفة وسيارات عسكرية وأزياء عسكرية للثوار.

لقد كانت تلك أول حرب تخوضها قطر خارج حدوها تحت إشراف فرنسي بالأساس.

في تلك الأثناء، أشرفت قطر علي تحديد الوحدات التي ستتلقي الصواريخ المضادة للدبابات.

اقتنع حلف الناتو بأهمية التنسيق معهم خاصة أن قطر والإمارات هما من كان لهما من يمثلهما علي الأرض.

بالمقابل، كان لقطر 60 جندياً قطرياً لمساعدة الثوار علي تأسيس مراكز قيادة في بنغازي في الجبل، بعدها في طرابلس.

في كواليس الأحداث، نجد رجلاً متطرفاً آخر هو علي الشلبي، الذي كان له دور هام في نقل المال والسلاح للثوار الليبيين وشركائه الإسلاميين.

في نهاية الصيف، اشتكي أعضاء المجلس الوطني الانتقالي علي الملأ هذه المرة، من قطر التي لا تقدم مساعدات إلا لحلفائها الإسلاميين، علي حساب حكومة مؤقتة نالت اعتراف التنظم الدولي.

بعد ذلك، سيكتشف الجميع أن بعض هذه الأسلحة تم نقله للجهاديين في شمال مالي الذي واجهوا فرنسا منتصف كانون الثاني 2013، وبعضها تم إيصاله إلي سوريا للمقاتلين ضد نظام الأسد.

ثارت ثائرة باريس من عدم احترام قطر لوعودها تجاهها. فقد لام نيكولا ساركوزي بشكل مباشر أمير قطر لدي استقباله في قصر الإليزيه.

في ختام سنة 2011، لم تتوقف قطر عن كونها محطّ انتقادات الجميع. حيث إنها وضعت يدها علي كل شيء في ليبيا تقريباً داعمةً للإسلاميين، مما آثار حفيظة الجيران الذين يملكون حساسية مفرطة تجاههم.

غير أن قطر غير المروضة، واصلت في كونها الفارس الوحيد علي الساحة وقامت بالإشراف علي انتقال السلطة بعد مصرع القذافي.

فقطر لم تنظر بعين الرضا لبروز كل من مصطفي عبد الجليل ومحمود جبريل وعلاقتهما بمصر. حيث أصرت علي إيجاد مكان لحلفائها الإسلاميين في الحكومة الجديدة. إلا أن رفض جبريل للأمر، دفع الدوحة إلي تجييش قناتها الجزيرة لقيادة حملة إعلامية ضد المجلس الانتقالي.

داخل هذا المجلس، قام علي الطرهوني وزير المالية والبترول بتصريح يوم 11 أكتوبر 2011 يقول فيه إن علي قطر 'طرق الباب قبل الدخول'. في إدانة من المجلس للتأثير القطري الذي بدأ في التضخم.

ترك الغربيون الليبيين يصعّدون ضد قطر دون تدخل يذكر. ففرنسا، وأميركا، وبريطانيا ما زالوا محتاجين لقطر في الملف السوري الذي بدأت ثورته تتجه للتسلح عام 2011.

بعد تدخل قطر العسكري في ليبيا، اقتنع الأمير بفعالية الجانب العسكري في تلميع صورة بلاده وزيادة شهرتها. ومما زاد فخره كون الإمارة شاركت في غرفة الحرب للناتو، كما أن عسكريين قطريين شاركوا بباريس من غرفة التخطيط وإدارة العمليات العسكرية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً