آراء النخبة تحدد ملامح مستقبل مكتبة الإسكندرية وتقيم مسيرة 15 سنة

اختتمت مكتبة الإسكندرية أمس "حوار النخبة"، الذي استمر يومين بحضور عدد من المثقفين والأكاديميين والنخبة السياسية والإعلاميين وقيادات العمل الأهلي، للاستماع الى آرائهم ومقترحاتهم بشأن مستقبل المكتبة.

وأكد الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، أن اللقاء يأتي ضمن لقاءات أخرى يعقدها لاستطلاع الرأي والاستماع الى المقترحات والآراء المتنوعة بشأن مستقبل المكتبة.

وأشار الى أن ما تحقق في المكتبة من إنجازات طيلة السنوات الماضية مبهر محليا وإقليميا ودوليا، وهو ما يستدعى الحفاظ عليه ومواجهة التحديات القائمة وإطلاق مبادرات جديدة.

من جانبه، أكد الدكتور رفعت السعيد؛ الرئيس الشرفي لحزب التجمع تصوره ضرورة قيام المكتبة باستكمال ما ينقص من الأداء العام داخل المجتمع المصري، موضحا أن كل أمر في المجتمع ينقصه شيء ما، وأنه يجب أن يكون هناك تخطيط لكل ما ينقص المجتمع.

فيما رأى الإعلامي مفيد فوزي، أن مكتبة الإسكندرية في ظل إدارة الدكتور مصطفى الفقي، يجب أن يكون لها صوت مباشر وعال وفعال ومتشابك مع الدولة، وأن هذا سيكون الدور الحقيقي لها.

وقال الدكتور سمير غطاس؛ النائب البرلماني؛ أن على المكتبة مواصلة مهمة التنوير بالدفاع عن الحريات، والسعي لإنشاء نخبة جديدة، واقترح إنشاء ثلاثة مراكز أو مكاتب تهتم بمسألة تجديد الخطاب الديني، لأنه يجب أن يكون هناك شجاعة في كشف أخطاء الخطاب الديني القديم، ويجب تناول قضايا الصراع العربي الإسرائيلي التي تتم مناقشتها بمعزل عن المهتمين بالأمر، ثم تأتي قضية الإرهاب التي تحتاج إلى جهد شعبي، تقوده المكتبة.

وأكدت المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقا، أن هزيمة الفكر العربي الذي أصبح بلا مشروع ثقافي، أفرزت الجيلين الرابع والخامس اللذين يعملان بدعم من دول أجنبية.

ورأى الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، أن أزمة مصر الحالية مع الارهاب، ويجب التفكير في كيفية المواجهة التي ينبغي أن تكون المهمة الأولى لمكتبة الإسكندرية.. يجب التفكير في الوسائل دون الاعتقاد أن الثقافة هشة أو ضعيفة، وأن قيمة مكتبة الإسكندرية هي في انفتاحها على الثقافات الأخرى.

وطرح الدكتور عبدالمنعم سعيد، الكاتب والخبير الإستراتيجي، سؤالين حول "ما يجب ألا تفعله المكتبة؟ أو ما يجب عليها فعله؟ مؤكدا أن المكتبة غير مؤهلة لأن تقوم بدور الحزب السياسي، أو أن تكون مجالا لإنشاء ايدلوجية جديدة، لأنها وظيفة المفكرين، وأن المكتبات دورها إتاحة الفرصة للمفكرين أن يتحدثوا وينفتحوا علي الآخرين.

وطرح السعيد عدة أسئلة أخرى، لماذا أخفق التحديث في مصر؟ ومن يتحمل مسئولية 200 سنة ماضية بدون تحديث؟ مشيرا إلى أن الجيل القديم يرى أن المسئولية تقع على إسرائيل أو علي قوى مجهولة، وأن الاجيال الجديدة أصبحت ترى المؤسسات الحالية بدرجة عدم الاهتمام، وأن المكتبة تحتاج إلى المزيد من العمل التكنولوجي، لأنه هو المستقبل.

وطرح المطران يوحنا قلته النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك تصوره بأنه يجب أن تركز مكتبة الإسكندرية على قيمة الإنسان، خاصة وأن هناك اتفاقا بين الديانة الإسلامية والمسيحية بأن الإنسان هو خليفة الله على الأرض، وضرورة طرح مفاهيم احترام الإنسان والحياة، وأن قيمة الحياة هي هبة من الله، فداعش ليس لديها صلة بالإسلام والحضارات، فهم نتاج ظلم الحكام والتربية الخاطئة.

وأكد ضرورة قيام المكتبة بتحديد الجمهور المخاطب سواء الجمهور المثقف أو الجمهور الذي لا يقرأ، وتحديدا طرق الوصول لعقل العامل أو الفلاح، مشيرا الى أن مصر من دول العالم الثالث اقتصاديا، لكن دول العالم الأول ثقافيا.

ويرى الدكتور حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أنه لا يمكن تعظيم دور المكتبة في القضايا السياسية أو الخلافات الداخلية، وأن هناك ضرورة لربط المكتبة بالحقوق الجوهرية المتعلقة بحقوق الإنسان، وأن المكتبة بها جسر رابط بين مصر والمنطقة العربية والعالم.

وأشار الدكتور حسن أبو طالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى ضرورة عدم تحميل المكتبة مسئوليات الآخرين أو نشر أنشطتها في الإسكندرية والقاهرة فقط، وعدم حصر ذاتها في قضايا النخبة، لأن قضيتها الأولى ماذا يحدث في المجتمع، وإحداث توزان في الإطار العالمي والمحلي، والاهتمام بالدور التنويري للمصريين خاصة الأجيال الجديدة.

واقترح أبو طالب، بعمل استطلاع رأي يبين كيف يرى الشباب المكتبة؟ وما الدور الذي يريدون أن تقدمه لهم، كما أوصى أن يكون مشروع القراءة المقدم من المكتبة مرتبطا بمشروع وتنويري.

وفى نهاية اللقاء أشاد الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، بالآراء والمقترحات التي طرحها المشاركون، وأوضح أن الفترة القادمة سوف تشهد بدايات ثمار خطة وضعت لتنفيذها خلال السنوات القادمة، لتقديم العديد من الخدمات الجديدة للباحثين والقراء وكافة أطياف المجتمع.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً