"مهنة الحدادة مهنة شاقة جدا وأخطارها جسيمة ولكن الرزق الحلال مفيش أحسن منه"، بهذه العبارات بدأ رضا عبد الموجود الغندور والذي يعمل حدادا بطور سيناء حديثه لبوابة "أهل مصر".
وأكمل رضا حديثه قائلا إنه ترك الدراسة من الصف الخامس الابتدائي حبا في هذه المهنة التي يعشقها.
ويستكمل رضا حديثه فيقول إنه من مواليد الدقهلية وهو أصغر إخوته التسعة توفي والده ولم يبلغ من العمر سوي 14 عاما أصر علي العمل في مهنة الحدادة التي يهواها بسبب حداد يعمل بجوار منزلهم بالدقهلية.
بدأ العمل معه صبي حداد كل عمله طوال اليوم أن يقوم بنفخ الفرن ويطلق عليه "الكور اليدوي" وصاحب الورشة يقوم بصناعة الشرشرة الحديد التي يستخدمها المزارعين في حصد المحصول وكانت يوميته 10 قروش في اليوم وبعد فترة من العمل وبسبب حماسه وحبه للعمل ترك العمل من امام الكور وبدا في تصنيع الحديد بعد عام من عمله وارتفعت يوميته الي 25 قرش.
وبدأ رضا يتنقل في العمل إلي أن أصبح صنيعي نار أو حداد محترف وعندما وصل عمره 17 عام استخرج بطاقة شخصية وذهب للعمل في دمياط وتطور في المهنة من حداد نار إلي حداد كريتال وهو حداد البوابات والشبابيك.
يقول: اخترت الذهاب إلي دمياط لتطور المهنة بها والطلب عليها أكثر بسبب صناعة السفن ومستلزمات الصيد ولكن بعد فترة رجعت إلي الدقهلية مره أخري بعد أن اكتشفت أن مستلزمات العمل في دمياط من المواد الخام يتم إحضارها من الدقهلية.
أشار إلي أن حياته تغيرت في الوقت الذي فكر فيه أن يقوم بزيارة أخيه الذي يعمل بقسم شرطة طور سيناء عندما فكر في عمل مشروع الحدادة في هذه المدينة وبالفعل لم يفكر كثير وقام بفتح ورشة براس مال 15 الف جنية عام 96.
ويضيف رضا الحداد كما يطلق عليه بالمنطقة الصناعية ان مهنة الحدادة مهنة شاقة لأنها تعتمد علي القوة البدنية في تشكيل الحديد ورسمه من خلال المراحل المتعددة من اول الوقوف امام النار والدق علي الحديد لتشكيلة ثم تجميع الاشكال باللحام مشيرا الي ان مهنة الحداد تطورت تطورا كبير عن الاول حيث ان فرن الكور الخاص بتليين الحديد لتشكيلة كان يعمل يدويا في الماضي الان يعمل بالكهرباء كذلك الأول في الماضي.
وأوضح "رضا الحداد" أن رسم الشغل كان يتم من خلال تخيلنا الآن يوجد كتالوجات وتصميمات يتم تنفيذها أيضا الشغل كان في الماضي يدوي دق بالمطرقة لاستعدال الحديد بينما الكور الكهربائي سهل لنا الآن أشياء كثيرة.
وأشار إلي أن هناك ادوات حديثة في مهنة الحداد يتم استخدمها الان مثل مكن اللحام والشنيور الكهربائي والصاروخ الخاص بتقطيع الحديد قال ان ساعات العمل غير محدد ففي المتوسط 12 ساعة ايام تزيد وايام تقل عن ذلك حسب الشغل المطلوب انجازه
وعن الصعوبات والمشاكل التي تواجه هذه المهنة يقول هي نقص المواد الخام وارتفاع اسعارها في جنوب سيناء وبالتالي يتم احضارها من القاهرة فنواجه صعوبات في نفق الشهيد احمد حمدي بسبب استخراج التصاريح الامنية لمرور المواد الخام التي تستغرق ايام.
ويتساءل "رضا" لماذا لم يتم إمشاء مصنع للحديد في جنوب سيناء خاصة وأن المحافظة بها كنوز تعدينه كثيرة خاصة وأن تجار الخردة الموجودين بالمحافظة علي استعداد لتشغيل 10 مصانع وليس مصنع واحد ويطالب بحل هذه المشكلة.
ويضيف كرم عبد الوهاب صاحب ورشة حداده لبوابة "أهل مصر" انه يعمل بهذه المهنة منذ اكثر من 17 عام وانه حاصل علي دبلوم تجاره ويحب هذه المهنة التي ورثها ابا عن جد يقول انه كان يذهب وهو صغير الي ورشة والده ليأخذ مصروفه وعندما بلغ عمره 18 عام بدا العمل في ورشة ابيه ليحصل علي راتب من عرق جبينه بعد ان توفي والده حضر من العريش للعمل بطور سيناء.
ويقول "كرم" كان العمل في هذه المهنة في الماضي بدائي ويدوي حيث كان يستخدم السندال والشاكوش قبل ظهور المعدات الحديثة من الشنيور ومكنة اللحام والديسك مشيرا الي انه في الماضي يتم تجميع الاشكال عن طريق البرشمة الآن مع التطور أصبح يتم لحامها.
وأكد أن له ولدان جمال وأحمد هم قرة عينه وأنه لم يجبرهم علي ممارسة المهنة وسيترك لهم حرية الاختيار أهم شيء أن يستمروا في التعليم.
أضاف أنه لا يعتقد أن يدخل أشخاص جديدة في هذه المهنة سوي من له شخص يعرفه يمارس هذه المهنة فمعظم الناس يخافون منها بسبب الحروق والرايش فهي مهنة شاقة ومتعبة ومضرة بالصحة والنظر ونتعرض لحروق بالرغم من ارتداء ملابس كثيرة فى عز الصيف.