اعلان

إغلاق الأقصي واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية وسط صمت العالم الإسلامي

كتب : عبده عطا

لا زال المسلمون في العالم، يرفعون شعار القدس "عاصمة فلسطين"، مؤكدين أن المسجد الأقصى، هو الذي جعل لهذه المدينة أهمية وجعلها قبلة النزاع القائم بين العدو الإسرئلي والعالم الإسلامي.

غلق المسجد الأقصي منذ 49 عامًا، تعد هذه هي المرة الأولى، التي تمنع فيها اسرئيل المسلمين من تأدية صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، منذ الاحتلال الإسرئلي للقدس عام 1969.

وشهدت مدينة القدس المحتلة صباح أمس الجمعة، أحداثا عنيفة بعد أن قتلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين في باحات المسجد الأقصى، عقب قيامهم بعملية فدائية وإطلاق النار علي مجموعة من شرطة الاحتلال قرب باب الأسباط.

وفي نفس السياق، منعت قوات الاحتلال المصلين من الوصول إلى باحات المسجد، لتأدية صلاة الجمعة، وتعد هذه المرة الأولى التي يغلق فيها الاحتلال المسجد الأقصى، ويمنع الناس من الصلاة فيه منذ مايقرب من 49 عاما.

والاعتداء علي المسجد الأقصي قضية قديمة، بدأت مع حلول عام1967، والذي يعد من أكثر الأعوام قسوة، حيث إنه في يوم 7 يونيو أي بعد بداية حرب النكسة بثلاث أيام فقط، اقتحم أحد الجنرالات اليهود وهو "مورخاي جور" ومعه جنوده إلى المسجد الأقصى، وقاموا برفع العلم الإسرئيلي على ذلك المقدس الديني الشريف، وكانت أول مرة يمنع فيه المسلمون من الصلاة في المسجد الأقصى، بسبب مصادرة "مورخاي" مفاتيح أبوابه كلها، وإغلاقه على مدى أسبوع كامل، منعوا خلاله الصلاة والأذان.

وفي يوم 15 يونيو، أقام الحاخام "شلومو غورن" أحد حاخامات اليهود، وخمسون من أتباعه صلاة اليهودية في ساحة المسجد الأقصى، وبعدها بأيام شب في الجناح الشرقي للمسجد حريق ضخم التهمت النيران فيه كامل محتويات الجناح، بما فيه ذلك المنبر التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة.

وفي عام 1969، امتدت يد العدوان الصهيوني مرة ثانية لإحراق المسجد الأقصى، أدت إلى إحراق الجناح الشرقي من المسجد الأقصى.

ثم عادت الانتهاكات تتجدد مع حلول عام 2000، مع اقتحام جديد قاده زعيم حزب الليكود المتطرف، ورئيس الوزراء الإسرائيلي "أرييل شارون"، وسط حماية عسكرية مشددة، وقتلوا العديد من المصلين.

وفي عام 2007، اقتحمت قوات الاحتلال ساحة الحرم القدسي، واصطدمت مع آلاف المصلين الفلسطينيين، فضلًا عن قيام مجموعات كبيرة من قطعان من المستوطنين، بمسيرة حول المسجد الأقصى المبارك، رافعة شعارات عنصرية تدعو إلى قتل السكان العرب.

وفي عام 2009، شهد الأقصى مجازر عديدة لليهود بداخله، حيث أحبط الفلسطينيون للمرة محاولة اقتحام يهود متطرفين للمسجد الأقصى، بعد أن اعتكفوا فيه لمدة يومين.

وتطورت المواجهات بين الفلسطينيين المرابطين داخل الأقصى وخارجه، وبين الشرطة الإسرائيلية، بعد أن حاصرت الشرطة منطقة الحرم، ومنعت المصلين والزوار من الدخول إلى المسجد.

وإثر إغلاق المسجد الأقصى، اندلعت مواجهات عنيفة عند باب الأسباط، بين المصليين والشرطة الإسرائيلية، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع.

وفي عام 2010، تواصلت مذابح اليهود داخل المسجد الأقصى، حيث قامت قوات الاحتلال بدخول الساحات الخاصة بالمسجد وسيطرت عليها بالكامل، وأغلقت المسجد في وجه المصلين، وسمحت لليهود بالتجول فيها بحرية وأداء الطقوس الخاصة بهم.

أما عام 2011، فقامت جماعات يهودية بإلصاق صور العلم الاسرئيلي، على حوائط المسجد الأقصى، بعد أن اقتحمته، وأخرجت المصلين منه، فيما قامت فرق من شرطة ومخابرات الاحتلال، باقتحام المسجد الأقصى، على مدار يومين، وتجولت في ساحاته، وأقامت شعائرها الدينية بداخله.

كما تكررت محاولة إحراق المسجد مرة أخرى، ففي شهر إبريل من نفس العام، قام أحد جنود الاحتلال بإلقاء قنبلة حارقة على المسجد، لكن المصليين تمكنوا من منع اندلاع حريق كان سيحدث.

وفي بداية عام 2012 لم يكتف اليهود بتلك الممارسات، بل قاموا في ليلة رأس السنة الميلادية، باقتحام المسجد عن طريق مجموعة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وفي عام 2013، وقعت حادثة مشهورة حين اعتدى ضابط من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، على المشاركات في حلقات علم داخل باحات المسجد الأقصى المبارك، وركل القرآن الكريم بقدمه، وأسقطه على الأرض.

كما منعت شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابات المسجد الأقصى المبارك، نحو 50 طالبة من اللواتي يتلقين تعليمهن ضمن حلقات العلم المنتشرة في باحات المسجد الأقصى من دخول المسجد.

وفي مطلع شهر مارس من نفس العام، أصيب أكثر من 60 مواطنًا بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، واعتقل 4 مواطنين بينهم مسعف؛ إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، المسجد الأقصى المبارك.

وفي مطلع عام 2014، اقتحم أكثر من 20 جندي إسرائيلي بزيهم العسكري، و16 عنصرًا من مخابرات الاحتلال، وأكثر من عشرين مستوطنًا، اقتحموا المسجد.

وفي 8 أكتوبر، حيث منعت قوات الاحتلال المصلين الفلسطينيين من دخول باحات المسجد الأقصى للصلاة، بمناسبة ما يمسى عيد "العرش أو السكوت" العبري.

وتكرر مشهد الإحراق ذاته في محاولة من الاحتلال الإسرئيلي لإشعال النيران بالمسجد الأقصى مرة أخرى، في يوم 9 أكتوبر الماضي.

ورغم هذا التاريخ الذي يحمل بين طياته الكثير من الأحزان، الذي لحقت بالمسجد الأقصي والفلسطنين، يتجدد "السيناريو" مرة أخرى في عام 2017 ولم تستنكر الجامعة العربية هذه الأحداث الشنيعة، ولم يجتمع العرب والمسلمين على كلمة سواء ليحسموا بها القضية الفلسطنية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً