هل من الممكن أن يتحول الدواء إلى داء هذا ما يؤكده كل يوم «عقار الترامادول» وهو يلتهم وبلا رحمة ضحاياه من الواهمين والطامعين في حياه أفضل مع هذا الرفيق القاتل، يعتبر إدمان «الترامادول» من أكثر أنواع إدمان المخدرات انتشارًا في العالم، فالأصل في «الترامادول» هو مسكن للآلام ينتمي إلى عائلة المركبات الأفيونية، ويستخدم بالأساس لتسكين الآلام المتوسطة والشديدة، ومما ساهم في انتشار استخدام «الترامادول» أنه يعتبر بديل أكثر أمانًا من المسكنات المخدرة الأخرى مثل المورفين والميثادون والهيدروكودون.
كميات ضخمة يتم ضبطها يوميًا من عقار «الترامادول» أثناء محاولة البعض تهريبها داخل أو خارج البلاد، ومن ثم بيعها لراغبي المزاج والفرفشة من المدمنين، فمنذ عدة ساعات نجحت مصلحة أمن الموانئ فى إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من أقراص الترامادول إلى خارج البلاد، كانت بصحبة راكبة تدعى نورا. ج، 27سنة، من محافظة دمياط، حاولت تهريب ألف قرص من عقار الترامادول المخدر.
كما نجحت جمارك بورسعيد في إحباط محاولة تهريب 25 مليون قرص مخدر داخل حاوية، أيضا قام تاجر مخدرات بقتل شاب بسبب الخلاف على سعر شريط ترامادول بعين شمس، حيث أشارت التحقيقات إلى أن المجني عليه أراد دفع 80 جنيها لشريط الترامادول، الأمر الذي رفضه المتهم بشدة، ما أدى إلى حدوث مشاجرة بينهما بالأيدي، وأخرج المتهم خلالها مطواة من ملابسه، وقام بطعن المجني عليه في صدره فأرداه قتيلا.
كما قام شاب بقتل شقيقته، بعد مشاجرة نشبت بينهما، بعد رفضها إقراضه مبلغ من المال لشراء الترامادول، مما دفعة لقتلها بعدة طعنات غادرة، المواد المخدرة، أودت بحياتها على الفور.
التكالب على تهريب وشراء وتناول المخدرات يطرح تساؤل في غاية الأهمية وهو ما سر هذه الأقراص التي بسببها تزهق الأرواح بهذا الشكل السهل ؟
يقول الدكتور محمد عبد الفتاح أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر، من أهم أسباب أقبال الشباب على الترامادول، المعتقدات الخاطئة من حيث انه يمنح الجرأة، ويساعد في مكافحة الاكتئاب والقلق والتوتر، ويعتقد البعض أنه يساهم في نسيان الهموم ووهم التغلب على المشكلات، ولكن في حقيقة الأمر انه يفقد الإنسان القدرة في السيطرة على مشاعره وأحاسيسه بحث انه من الممكن ان يرتكب جريمة بشعة تحت تأثير هذه الأقراص التي تجعله يعيش في أجواء وهمية وخيالية غير حقيقية، ويعتبر الترامادوال هو الأشهر فى مصر وتليه مشتقات القنب والمورفينات والمهدئات والمنشطات، وعلاجه غاية في الصعوبة، وتتطلب مصحات متخصصة في علاج الإدمان لخطورة أعراضه.
أما المستشار محمد الترساوي بمحكمة النقض، فأكد أن عقوبة تعاطي أو الاتجار في الترامادول، أصبحت بموجب القانون المصري جناية تبدأ من السجن 3 سنوات إلى 15 سنة، فى حين أن الجنحة من 6 شهور إلى 3 سنوات»، مشيرًا إلى أن نقل «الترامادول» من الجدول الثالث إلى الأول سوف يمنع الأطباء فى الصيدليات من صرفه دون تذاكر طبية، ومن ثم سيحقق الردع.
يذكر أن وزارة الصحة المصرية أعلنت عن تعديل قانون الصيادلة رقم 127 لسسنة 1955 والذي شمل عقوبات إضافية تصل إلى حد الأشغال الشاقة والغرامة المالية التي تصل إلى مليون جنيه بالإضافة إلى سحب الترخيص الخاص بالصيدلة لكل من يخالف قواعد بيع الأدوية المدرجة ضمن جدول المخدرات والعقاقير والتي تؤثر على الحالة النفسية مثل الترامادول.